تقارير

ميدل إيست آي : الحرب بالسودان تدرّ أرباحاً عليهم! الجيش والدعم السريع عبر التهريب واستغلال المدنين

أفاد تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، أن كلاً من الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يستغلان الصراع المستمر بينهما للاستفادة من تهريب السلع الحيوية والمتاجرة بها، بما في ذلك الغذاء والوقود والدواء.

وتحت ذريعة مصادرة إمدادات أعدائهم، ينخرط أفراد تابعون لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي اندلعت بينها حرب منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، في نهب التجار، وسلب المدنيين، وتلقي الرشاوى وفرض الرسوم على البضائع عند نقاط التفتيش على الطرق.

تورط في تهريب البضائع
ووفقاً لمصادر متعددة نقل عنها الموقع، فإنَّ ضباطاً وجنوداً من الجيش وقوات الدعم السريع متورطون تورطاً مباشراً في تهريب مجموعة من البضائع، وكذلك في تأجير أجهزة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” للمدنيين في المناطق التي انقطعت عنها خدمة الإنترنت.

إذ تحدث تجار سودانيون وشهود عيان محليون ورجال أعمال لميدل إيست آي عن الاقتصاد في زمن الحرب، مع اقتراب مرور عام على اندلاع الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من ثمانية ملايين شخص، وصار الوضع الإنساني في أجزاء كثيرة من السودان مروعاً، حيث يموت الأطفال كل يوم ويعاني 25 مليون شخص من الجوع أو سوء التغذية.

ومنذ عدة أشهر، تشهد العاصمة الخرطوم ودارفور وولاية الجزيرة وغيرها من المناطق التي تضررت تضرراً مباشراً من الحرب، أو التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، نقصاً حاداً في الأدوية والمعدات الطبية.

تهريب وبيع في السوق السوداء
في السياق، قال أحد تجار الأدوية، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، للموقع، إنَّ معظم الأدوية تُهرَّب إلى السودان الآن من الدول المجاورة وتُباع في السوق السوداء.

أضاف التاجر: “نحو 70 إلى 80% من الأدوية القادمة إلى السودان تأتي الآن من دول مجاورة ويهرِّبها التجار بطرق غير مشروعة بمساعدة جنود ومكاتب الجيش أو قوات الدعم السريع”.

ووفقاً للتاجر، هناك العديد من الطرق المختلفة التي تسلكها هذه المنتجات، بما في ذلك من تشاد إلى دارفور غربي السودان، التي تتخذها قوة قوات الدعم السريع قاعدةً لها، أو من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى بلدة أم دافوق في جنوب دارفور، ثم تُنقَل الأدوية إلى الأسواق في جميع أنحاء المنطقة.

وتشمل الطرق الأخرى تلك القادمة من جنوب السودان وصولاً إلى ولاية النيل الأبيض في السودان، ومن إثيوبيا إلى ولاية القضارف بشرق السودان، وقال التاجر: “هناك أيضاً طريق لتهريب الأدوية والأغذية من مصر إلى ولايات السودان الشمالية والشرقية”.

في حين قال تاجر آخر، من مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، التي تخضع لحصار متقطع من قوات الدعم السريع منذ الصيف الماضي، إنَّ شبكات التهريب إما يديرها الجيش أو جنود الدعم السريع مباشرةً، أو تُدَار تحت حمايتهم، التي يُدفَع مقابلها عمولة للمقاتلين.

تعاون الجيش وقوات الدعم السريع
من جانب آخر، أكد تاجر آخر تحدث للموقع ذاته أنَّ الأطراف المتحاربة مسؤولة عن أسواق المواد الغذائية الموجودة في المناطق التي تسيطر عليها.

وقال محمود حسين، وهو تاجر من القضارف، للموقع: “تجلب قوات الدعم السريع الغذاء الذي تحتاجه عبر جنوب السودان وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى إلى المناطق التي تسيطر عليها، خاصة في دارفور وكردفان، بينما يتاجر جنودها بالأغذية والإمدادات الأخرى على نطاق واسع”.

وأوضح حسين، الذي جلب مواد غذائية من إثيوبيا إلى القضارف، أنَّ “المُهرِّبين العاديين أو المدنيين – أو حتى التجار – يحتاجون إلى غطاء من قوات الدعم السريع أو القوات المسلحة السودانية، وفقاً للمنطقة التي يريدون جلب البضائع إليها”.

وأكد حسين أنَّ هناك أيضاً “أدلة كثيرة” على التنسيق بين نقاط التفتيش التابعة للجيش وقوات الدعم السريع على الأرض، مضيفاً أنَّ الضرائب تُفرَض على أية بضائع أو مركبات تمر عبر نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الطرفان.

تجارة الوقود
وقد أدى النقص في الوقود الناجم عن الحرب إلى عودة بعض السودانيين إلى وسيلة النقل التقليدية: العربة التي يجرها حمار.

لكن الوقود يشكَّل أيضاً ركناً أساسياً في شبكات التهريب غير المشروعة، إذ لا يُجلَب من خارج البلاد فحسب، بل يباع أيضاً من مصفاة تكرير تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ضواحي الخرطوم في السوق السوداء.

وقال أحد مهربي الوقود، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، للموقع كذلك، إنهم كانوا يهربون الوقود من إثيوبيا وجنوب السودان إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش وقوات الدعم السريع، ويبرمون صفقات مختلفة مع نقاط التفتيش التابعة لكلا الجانبين.

أضاف المهرب: “لقد جلبنا الوقود – وهو مكلف للغاية في السودان – من إثيوبيا وجنوب السودان.. ولدينا مصدر آخر للوقود لأننا أحياناً نشتريه من قوات الدعم السريع، الذين يبيعونه من المصفاة التي استولوا عليها في الخرطوم منذ عدة أشهر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى