الأعمدة

الرجل والعمارة : محمد محمدين إسماعيل و عمارة سلوى بوتيك

في إطار مواصلة التوثيق لاهم معالم ورموز الخرطوم بحري كنا قد تحدثنا في مقال سابق عن عمارة سلوى بوتيك وفيه ذكرنا ان العمارة وبموقعها الفريد في تقاطع المؤسسة في قلب الخرطوم بحري وبتصميمها المميز أصبحت رمزا بحراويا خالصا، ما ان تراها حتى تعرف على الفور انها عمارة سلوى بوتيك في الخرطوم بحري. والعمارة التي تعتبر بكل المقاييس تحفة معمارية فريدة بشكلها المميز والمبتكر والذى يذكرنا بالأهرامات المكسيكية القديمة وفيها ملامح من المباني الرومانية العريقة وهذا يعود الى ان مصممها مهندس معماري إيطالي كان يقيم في السودان في تلك الفترة, وتقول السجلات ان البناية قد اكتمل تشييدها في العام 1963م , وتنقلت العمارة منذ ذلك الوقت بين العديد من المستأجرين ومنهم محلات سلوى بوتيك والتي حملت البناية اسمها الى الان والتي كانت الأفضل في السودان لبيع الملابس الجاهزة و يقال بان هذا المحل والذى كان يتبع لرجل الاعمال المرحوم خليل عثمان رائد صناعة النسيج في السودان كان أول محل في السودان لبيع القمصان الجاهزة , كما كان الطابق الأرضي مؤجرا ولفترة طويلة لمؤسسة الأسواق الحرة و , وتتعدد الروايات و الحكايات حول هذا المبنى التاريخي ولكن من المؤكد بانه رمز وايقونة بحراوية ومعلم بارز و متفرد يعطى المدينة الجميلة طعمها و نكهتها المميزة . وخلافا لأغلب العمارات والبنايات في السودان التي تحمل اسم صاحبها مثل عمارة إبراهيم طلب و ابوالعلا و كامل امين فان عمارة سلوى بوتيك لم تحمل اسم صاحبها , ومن المؤكد ان الكثير من الناس لا يعرفون ان صاحب هذه العمارة المشهورة وهو المقاول ورجل البر والإحسان المرحوم الحاج محمد محمدين إسماعيل والذي كان يملك أيضا الى جانب العمارة كان يملك مصنع محمدين للبلاط والمزايكو في المنطقة الصناعية في بحري، والحاج محمدين عليه الرحمة كان معروفا عنه الى جانب طيبته وحسن اخلاقه وكرمه مسارعته ومشاركته في كل الاعمال المفيدة التي يريد بها ارضاء الله سبحانه وتعالى ويخدم بها الناس ومنها قيامه ببناء مسجد رابطة الإصلاح بالدناقلة شمال على نفقته الخاصة , ومن خلال عمله في الرابطة وخبراته الكبيرة كمقاول من الدرجة الأولى يعرف كل صغيرة و كبيرة عن المباني و البناء ساهم في بناء العديد من المساكن في حي الدناقلة بدون مقابل وكانت اياديه بيضاء ينفق في الخفاء بدون من او اذى ونال بذلك محبة و تقدير الناس له
نسأل الله ان يرحمه ويغفر له ويتقبله القبول الحسن ويدخله فسيح جناته وان يجعل البركة في ذريته.
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى