الذكرى الاولى لرحيل الطبيب الانسان د. عطا المنان حبيب الفقراء ونصير المساكين !!
ان الماضي الموافق 8 ابريل 2023 غادرنا الدكتور الانسان النبيل و ابن الشعبية و بحرى الاصيل د عطا المنان حسن ابراهيم ( حسن جردل) الذى كان احد رموز مدينة بحرى التي خدمها و خدم انسانها ولطالما عالج الكثير من الناس و خفف الامهم و اوجاعهم واعاد اليهم البسمة و الراحة بعون الله و قدرته, وكانت عيادته التي كانت في المؤسسة جوار اجز خانة الشعبية تفتح على شارع المعونة كانت ملاذ لكل باحث عن الشفاء و العلاج وكانت بمثابة الملجأ الأمين لكل الناس الفقراء و الاغنياء على حد سواء وكانت اجرة الكشف لديه هي الاقل بين جميع الاطباء وتكاد تكون رمزية اذ كانت الأجرة 20 جنيه فقط وفى متناول يد البسطاء و فقد كان عليه الرحمة يحرص على الا تقف هذه الاجرة عائقا تمنع الفقراء من الوصول اليه وتلقى العلاج وكان كثيرا ما يقوم بالكشف وحتى تقديم الدواء مجانا لبعض الذين لا تسمح ظروفهم المادية بالدفع ويقوم بذلك في الخفاء وبدون من او اذى , وهذا الامر ويا للعجب قد ادخله في مشكلة مع ناس الضرائب والذين طالبوه برفع قيمة الكشف حتى يتمكنوا من فرض ضرائب كبيرة عليه !! تخيلوا مثل هذا الامر!! وفى ذلك الوقت كانت عيادات بقية الاطباء تتحصل على 300 جنيه اجرة الكشف.
عرف عن الدكتور الراحل بساطته و مرحه ه فقد كان عليه الرحمة من ظرفاء المدينة فما ان تدخل عليه في عيادته حتى يقابلك بابتسامة و يبادرك بالدردشة حتى تكاد تنسى اوجاعك وآلامك التي جئت من اجله علاجها , ولهذا السبب فقد كان كبار السن من الرجال و النساء لا يقبلون ان يعالجهم سوى دكتور عطا واذكر بان جدتي كانت تعانى من مضاعفات السكرى وعندما اخبرتها بان د عطا الذى كانت ترتاح له ولعلاجه غير موجود و اقترحت عليها الذهاب الى طبيب اخر رفضت بشدة وقالت انها سوف تنتظر عودته لان مرضها لا احد غيره يستطيع علاجه, وفى المقابل كان طبيبا بارعا و حاذقا ذو خبرة و معرفة كبيرة بجميع التخصصات الطبية , واذكر إنني كنت اعانى من ملاريا لا تفارقني ابدا فما ان اشفى منها حتى تعود مرة أخرى من جديد وكما قال الشاعر السر دوليب في رائعة الراحل الجميل محمد ميرغني “ما بنغيب عن بعض ابدا زي اعز اتنين حبايب ” وكان د عطا كل ما يراني ادخل عليه حتى يستقبلني باسما و مداعبا ويقول لي ” ياخ انت الملاريا دي ما عندها زول غيرك تجيهو ؟ ثم يضيف ضاحكا الظاهر انو الملاريا دي لو هي خلتك (تركتك) فانت ما راح تخليها ” وبعد ذلك قال لي انه سوف يعطيني علاج سوف يجعلني اتخلص من الملاريا الى الابد بأذن الله وفعلا قام بإعطائي مجموعة ادوية من دولابه الصغير الخاص وفعلا بعدها لم تعاودني الملاريا مرة اخرى والحمدالله.
في ذكراه الأولى اتمنى وبعد انتهاء هذه الحرب اللعينة وعودة الحياة الى طبيعتها مرة أخرى بأذن الله تعالى ان يطلق اسمه على شارع منزله بالشعبية تكريما وعرفانا لشخص وتخليدا لذكرى انسان جميل كانت كل حياته مكرسة لعمل الخير وخدمة الناس وقضاء حوائجهم. نسأل الله له الرحمة والمغفرة وان يتقبله قبولا حسنا وأن يجعل الجنة مثواه وأن يلهم أهله وزملائه ومعارفه وعارفي فضله حسن العزاء والصبر الجميل.
والى اللقاء