اللاجئون السودانيون في ليبيا.. محاولات للبحث عن حلول أخرى
يتكدس آلاف اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في السودان بمختلف المدن الليبية في إطار رحلتهم طلباً للأمن والحماية وسط شكاوى من بطء إجراءات التسجيل وتآكل المدخرات وعدم توفر المساعدات الكافية وضعف فرص العمل.
وقال اللاجئ مصطفى أحمد حمزة ان اللاجئين السودانيين في طرابلس الليبية يعانون من البطء الشديد في إجراءات التسجيل والحماية، وأوضح أنهم قدموا إلى طرابلس منذ شهر ونصف وتمكنوا من تسجيل البيانات الأولية للحصول على صفة طالبي لجوء ولكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من استكمال إجراءات التسجيل للحصول على صفة اللاجئ مبيناً إن موظفي المفوضية لا يردون على رسائلهم.
ووفقاً لإحصائية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد طالبي اللجوء السودانيين في ليبيا يصل إلى نحو (15) ألف لاجئ، أي نحو ثلث عدد طالبي اللجوء المسجلين لديها والقادمين من مختلف الدول الأفريقية.
وأوضح مصطفى حمزة لراديو دبنقا أن اللاجئين يعانون من ارتفاع أسعار ايجارات الشقق التي تبلغ 1200 دينار ليبي أي ما يفوق 200 دولار، وأشار إلى انخفاض الأجور عدم توفر فرض العمل للمتقدمين في السن منبهاً إلى أن المدخرات التي جاء بها من السودان كادت أن تنفد، وقال إن المفوضية تقدم خدمات محدودة للاجئين المسجلين فقط. ونوه إلى أن اللاجئين يضطرون للذهاب إلى مناطق أخرى في ليبيا للبحث عن سبل العيش المناسبة أو العودة إلى السودان.
وانتقد عدم توفير الأمم المتحدة الإيواء والمساعدات لطالبي اللجوء أسوة بالدول الأخرى مثل تشاد واوغندا وغيرها. مطالباً بالمزيد من الاهتمام بأوضاع اللاجئين السودانيين في ليبيا.
مخاوف أمنية
ويتكدس عدد كبير من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب في عدد من المدن مثل الكفرة وسط استمرار تدفقهم يومياً .
وكان الناطق باسم بلدية الكفرة، عبد الله سليمان، حذر، في نهاية فبراير، من تكدّس اللاجئين السودانيين في المدينة، حيث قدّر عددهم بعشرات الآلاف. وأكد ضرورة توفير احتياجات عاجلة من أغذية وألبسة وأدوية التي لا تستطيع مؤسسات المدينة تقديمها للنازحين الذين يزداد عددهم في شكل دائم.
وبدأت بلدية الكفرة منذ مطلع مارس في توزيع مساعدات على اللاجئين، بعدما منحتهم بطاقات أطلقت عليها اسم “بطاقة لاجئ” لمحاولة معرفة عددهم وتنظيم توزيع المساعدات عليهم، وأشار سليمان إلى مخاوف أمنية ترتبط بملف اللاجئين السودانيين، من بينها قدوم أصحاب سوابق فارين من السجون، وتسرّب أشخاص غير سودانيين استغلوا هذا النزوح.
كما وصل لاجئون سودانيون إلى مناطق أخرى في جنوب ليبيا، من بينها ربيانة والسرير وسبها الكبيرة.