*رمضان بين التفريط والاستغلال : كتب / أحمد سالم القثمي
قبل أيام كان الناس في انتظار قدوم شهر رمضان المبارك واليوم اقتربنا من نهايته ولم يتبقى إلا عشر ايام في لمحة بصر، هذا الشهر الذي له ميزة عن غيره من شهور السنة وقد جعل الله فيه من الفضائل والخصائص ومنها ليلة القدر ووعد عباده الصالحين بالأجر الجزيل وتوعد من يخالف عن أمره بالوعيد الشديد فهو مدرسة لتربية النفس وتهذيبها والتخلص من الآفات والمضرات التي يكثر تناولها في الأيام الأخرى ومنها القات والدخان وغيره .
لقد ذهب ثلثي رمضان وانشطر ولم يتبقى إلا أيام معدودة وعشر فاضلات فيهن من الأجر والثواب ستذهب ومازال الكثير من الناس (هداهم الله) لم يعطوا هذا الشهر حقه ولم يحترموا صيامه وقيامه لم يغيروا برامجهم وأوقاتهم ؛ بل ازدادوا أكثر مما كانوا عليه ولاسيما شبابنا الذين يقطعون ساعات الليل في السهر والتنقل بين الأماكن بواسطة الدراجات النارية هذه الوسيلة التي لها أضرار أكثر من المنافع قد يجهلها الآباء والأمهات فبعد أن يوفروا لابنهم الدراجة يظنوا أن هذا إنجاز فلا يسألوا عنه بعد أن يخرج من البيت هل صلى العشاء والتراويح من الناس ومع أي فئة يصاحب ويعود مع إقتراب وجبة السحور ويتناولها وهو متعب ومرهق ويذهب إلى فراشه ويترك صلاة الفجر وقد تمتد رحلة النوم إلى بعد الظهر أو العصر ولايصحو إلا وجبة الإفطار وهكذا يسير بعد أن يرى سكوت الأهل ظناً منه أنه في الطريق الصحيح.
من باب الإنصاف فهناك آباء وأمهات لهم الكلمة الأولى والهيبة بين ابنائهم وهذه الغريزة بدأت منذ الصغر على طاعة الله والتربية والرفقة الصالحة التي تدل على الخير ويرجى منها النفع العام للأسرة والمجتمع ؛ وتصبح مثالاً يُحتذى به بين الجميع ، فقد لانجد أب او أم حمل العصى لابنه أو بنته لكنهم غرسوا القيم والمبادئ والأخلاق وخوف الله واصطحبوهم للمساجد والأماكن التي يُرجى منها الخير ، وعرفوا أن هناك ثلة من الأشخاص وبالاحرى ذئاب بشرية جياع لاينهى لها بال إلا وسمومها منتشرة في شتى الأماكن .
إن المسؤولية والأمانة الملاقاه على عاتق الآباء والأمهات كبيرة جداً وعظيمة وسيقف كل واحد أمام ربه وسيسأل عن تقصيره في رعيته وتفريطه في هذه الأمانة التي إن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فلا غرابة أن يصل الداء ويدمر كل جميل ويهدم مابُني وينتقل إلى الأجيال القادمة بالتدريج فترك الأثر الإيجابي وكن مصلحاً انته ومن تعيل وحث أهلك على استغلال ماتبقى من هذا الشهر الفضيل.