الأعمدة

وفاة الاديب الكبير صديق الحلو الرحيل المر للإنسان الحلو

اكتبوا برحيق الروح ودفق الدهشة.. للتوهج من جديد
” الروائي الاديب صديق الحلو”
اصبت بالحزن عند سماعي خبر وفاة الأستاذ و الصحفي والاديب الروائي السوداني الكبير صديق محمد احمد الحلو الخليفة المشهور ” صديق الحلو” والذى كان فعلا اسما على مسمى يوم امس الجمعة 12 ابريل في مسقط راسه مدينة كوستي عروس النيل الأبيض وعاصمة الفن و الابداع , والفقيد الراحل كان وعضو ومؤسس لنادي القصة السوداني 2000م، وعضو مؤسس رابطة الأصدقاء الأدبية بكوستي، عضو اتحاد الكتاب السودانيين، عضو جمعية الروائيين السودانيين، عضو هيئة تحرير مجلة المرفأ الثقافية الإلكترونية، عضو نادي القصة السعودي، عضو اللجنة الثقافية لمعهد جوته الألماني بالخرطوم.
للراحل عدة إصدارات منها “الفصول” مجموعة قصص قصيرة 24 قصة 1985
“غصة في الحلق” مجموعة قصص قصيرة 34 قصة 2000
كتاب “امرأة من الزمن الماضي” 50 قصة قصيرة 2005
“رهاب الحكايات” مجموعة قصص 15 قصة؛
ولديه روايات هي :
_رواية دروب وعرة
_رواية ايام الشدو الأخيرة.
_رواية زمن عامر الجعفري
_رواية تحت الطبع
_رسام الملكة.
ومن غرائب الصدف إنني مؤخرا كنت قد فرغت من قراءة روايته الأخيرة ” رسام الملكة” والتي تم نشرها في العام الماضي 2023م وقد كنت انوى الاتصال به وابداء إعجابي الكبير بالرواية والتي اعتقد وبدون مبالغة انها تعد واحدة من أجمل الروايات المكتوبة باللغة العربية على مستوى العالم! وبعد الفراغ من الرواية شعرت بالعجز والخوف معا من ان اكتب عنها بما لا يليق بمكانتها كتحفة أدبية رائعة وبديعة وكان من حسن حظي ان جاءتني النجدة من خلال ما كتبه الصحفي الاديب محمد الطيب يوسف حين يقول: الرواية تنتمي لمدرسة الرواية الجديدة، ولكن كاتبها السوداني تخلص من قيود تلك المدرسة والتقط من كل بستان زهرة، فأتت خليطا لعدد من المدارس رغم قصرها وصغرها النسبي ”
ما بين مولده في مدينة كوستي عروس النيل الأبيض في العام1954 ووفاته بها أيضا في ابريل 2024 حياة زاخرة ومترعة بالعطاء والابداع فقد كان الاديب الراحل ينثر في العالم الجمال والثقافة والادب! في طفولته الباكرة كان شغوفا بالرسم والتلوين فكان يحمل قلم الرصاص ويتسلق اعلى الأماكن ويبدأ برسم كل ما تقع عليه عيناه ويثير دهشته ويوقظ مكامن الابداع في دواخله فرسم الأشجار وقطار السكة حديد وصنادل النقل النهري في ميناء كوستي النهري والذي كان في ذلك الزمان شريان الحياة والرابط بين شمال السودان وجنوبه ويا حليل جنوب السودان! كما ان والدته فاطمة كان لها أكبر الأثر في تعلقه بالقصص والروايات حيث كانت تروى له قصص الثورة المهدية والتي كان جده أحد ابطالها وعن ابوزيد الهلالي وعن عنتر بن شداد وعبلة وحسن الشاطر وفاطمة السمحة والغول والبعاتى والسحاحير المخيفة، وفى مرحلة دراسته المتوسطة تعرف على كتابات السياب واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وارنست هيمنجواي
وفى السنة الثالثة في المرحلة الثانوية تم نشر اول رواية له في مجلة الإذاعة والتلفزيون والتي كانت واسعة الانتشار في تلك الأيام رواية بعنوان ” الجذور” وفازت بعض قصصه القصيرة بالمركز الأول وكانت مجموعته الأولى قد تم نشرها في السعودية في جدة 1985 وبعدها مجموعة قصص ” غصة في الحلق” و ” امرأة من الزمن الماضي” و ” رهاب الحكايات ” في العام 2019. ولكي نعرف عن قرب من هو صديق الحلو علينا ان نقرأ ما كتبه عن نفسه بمناسبة اليوم العالمي للقصة في 21 مارس 2020 وتم نشره في عدد من المواقع الالكترونية ومنها موقع الانطولوجيا يقول:
” كنت ومازلت أحب القطط والعصافير والزهور والعطور. وللأنثى مكان خاص في عالمي. كتبت عن الواقعية والرمزية والرومانسية والتراث. وكنت اتمني ان اصير ممثلا أو رساما تشكيليا ولكنه لم يحصل. زمن كتابة القصة القصيرة استوعبتني الصحافة لأنها الاقرب. فصرت مشرفا على العديد من الملفات الثقافية بالصحف والمجلات السودانية. وشاركت في ان شاء روابط ثقافية وجمعيات ابداعية واتحادات للكتاب. ترجمت بعض قصصي للفرنسية والانجليزية. اصدقائي يقولون انني غزير الانتاج. وممتن جدا لنادي القصة السعودي وصديقي خالد اليوسف حيث نشر لي كثير من القصص. عندما تكون صغيرا ونحيفا ولاحول لك ولاقوة والكبار يبدون آراء في كل ما يدور حولك وعندما تريد أن تبدأ رأيك يقمعونك. وتسكت لتلجأ للأوراق تبثها احزانك وافكارك وربما شوقك. من هنا تبدأ كتابة القصة القصيرة. انه المخاض بعد معاناة. كان اجدادي رجال علم ودين وكنت اعتقد ان الشاب ينجح فيما يعمله اسلافه ولذلك لجأت للكتابة. وكان في كل مراحل عمري يكون اصدقائي من المبدعين نلتقي مع بعض نستفيد من الآراء والملاحظات ننتقد بعض ونصل لنتائج. أحب جدا السخرية وكنت أعتقد ان المبدع الحقيقي لا يكون بدينا وان الأغنياء لا يستطيعون الكتابة العميقة ولكن بمرور الايام… صار كل شيء ممكن “انتهى
نسأل الله ان يرحم صديق الحلو ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى