الأعمدة

دور السينما في بحري …. كانت عنوان للثقافة والتنوير والترفيه

لفترة طويلة من الزمن كانت دور السينما والى وقت قريب تلعب دورا كبيرا ومؤثرا فى السودان، فإلى جانب الدور الترفيهي الذي كانت تقوم به فقد اسهمت اسهاما كبيرا فى تثقيف ابناء السودان المشهورين بتعطشهم الدائم للثقافة والمعرفة من خلال تعريفهم بثقافات الامم المختلفة وامدادهم باخر مستجدات العلم والثقافة والفن فى العالم وذلك قبل ظهور اشرطة واجهزة الفيديو وبعدها انتشار القنوات الفضائية التي مكنت الناس من الاستمتاع بمشاهدة الافلام وهم فى بيوتهم ولا حاجة لهم فى الذهاب ومشاهدة الافلام فى دور العرض!! وكانت الطامة الكبرى وقاصمة الظهر كما يقول المخرج السينمائي عبد الرحيم سوركتى كانت فى العام 1990 وفى ذروة حكم الكيزان الذين كانوا لا ينظرون الى السينما بعين الرضا اذ انها كانت فى نظرهم تخاف النهج الحضاري للدولة الإرسالية الت هم بصدد انشائها!! وعندما أصدر وزير الثقافة آنذاك عبد الله محمد أحمد، قرارا بتجميد عمل مؤسسة الدولة للسينما، وحولت الحكومة دور العرض امحال تجارية!! وبعدا لم تقم قائمة ابدا للسينما فى السودان وحتى الان!! وفى هذا الصدد فقد ذكر لي الاخ عبد الرحمن ود الجوهر البحراوي الخفيف الروح والظل بان مشاهدة الافلام فى السبعينيات قد فتحت لهم نافذة على الثقافة العالمية فمنها عرفوا موسيقى الجاز والموسيقيين امثال ايزاك هيز وجيمس براون والممثلين مثل مارلون براندو صاحب فيلم الاب الروحي وسيدني بواتيه واخرين!! ودور السينما كانت توفر افلام توافق كل الاذواق وتلبى متطلبات الجميع! فقد كانت هنالك الافلام الهندية والعربية والاجنبية والتي سوف نعرض لها فى بوست لاحق.
وعندنا فى بحرى كانت تقف سينما حلفايا شامخة وباذخة فى قلب حي الاملاك الجميل زينة احياء بحرى كأقدم و اعرق سينما ليس فى بحرى وحدها بل على مستوى كل السودان ومن بعدها جاءت السينما الوطنية والتي احتلت موقعا مرموقا تطل به على شارع البلدية , وكانت الوطنية و شقيقتها الحلفاية تتنافسان فى تقديم اجمل الافلام , وكان ابناء بحرى من هواة مشاهدة الافلام كثيرا ما يشاهدون فيلمين فى ليلة واحدة مثل مشاهدة فيلم فى العرض او الدور الاول فى سينما الحلفايا والفيلم الثاني فى الدور الثاني لسنما الوطنية او بالعكس اذ ان المسافة بينهما كانت قصيرة و يمكن اجتيازه مشيا بالأقدام . ومن بعدهما تم انشاء سينما الصافية فى حي الصافية الانيق وسينما الوحدة فى حي كوبر العريق. ومن بعدها توقفت السينمات ليس في بحري وحدها وانما في كل السودان وحتى الان والله المستعان.
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى