عندما حلت أسراب طائر الهوى ( ٥ ) : بقلم الاستاذ صلاح محمد الحسن
في سنوات التأسيس والبنيان في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كانوا يبنون بنيانهم طوبة طوبة وكان التأسيس مبنيا على القوة والأمانة والصدق والنزاهة والمعاملات المدنية الحسنة والأخلاق .
كان في سنوات السبعينيات من القرن الماضي طائر الهوى سليل الماجدية يمسك لسانه عنده ولا يقربهم من قريب ولا من بعيد ، كان بنيانهم الذي بنوه مؤسسا على التقوى والإيمان حتى لا يستطيع أي أحد اختراقه فيقضي عليه ( يفرتقه طوبة طوبة) ، وكانوا يحصنون بنيانهم على الحق والعهد وميثاق الرجال ،
حتى لا تأتي إليهم مستقبلا أسراب طائر الهوى عن يمناهم وعن شمالهم ومن حيث لا يحتسبون فيهدمون بنيانهم الذي هو حصاد سنوات عمرهم لما فيه من خدمة للإسلام والمسلمين وخير كثير لأهل السودان .
كانوا للمزيد من التحصين لبنيانهم يعملون على إعداد كوادرهم السرية كل ذلك تحسبا للاختراقات ، وكان ( م ، ع ) يقول عن بنيانهم :
” نحن أقوى من السي آي ايه وأقوى من الكي جي بي بكوادرنا السرية إذا ما تمسكنا بالمنهج لا يستطيع أحد أن يفرق بيننا ولو كان الشيطان ، إلا إذا انتكست الجماعة عن المنهج والميثاق والعهد ، حتى السلطة نركلها بأقدامنا إذا ما أتت إلينا تريد أن تفرق بين الجماعة والمنهج . فإذا ما أتت إلينا السلطة ونحن في أحسن الأحوال فسيكتب لنا التاريخ ما نريد وما نقول .”
وكان الطلاب الوافدون من الأقاليم للجامعات والمعاهد من حركة الإخوان المسلمين يقابلون الشيخ حسن الترابي في لقاءات منظمة منتظمة والبعض يتوافد إليه في منزله
كانوا في تلك السنوات متواضعين وبعضهم فقراء ، حكى الطالب المثابر وقتها الزبير أحمد الحسن بأنه تعلم كيف يصب الشاي باللبن وإعداده لإخوانه بمنزل الشيخ الترابي بالخرطوم بحري حي الوابورات
وفي سنوات السبعينيات من القرن الماضي دخل الإخوان المسلمون الاتحاد الاشتراكي بعد المصالحة وكانت الصحافية آمال عباس تضايقهم داخل الاتحاد الاشتراكي وتهاجمهم إعلاميا .
وفي اجتماع بمنزل الترابي مع الإخوان قال لهم من يتزوج منكم الصحافية أمال عباس فسكت الجميع وصمتوا ، ولم يتقدم أحد .؟!!
كانت المواجهة بين الإخوان المسلمين وهم يعملون في صمت وبين المايويين داخل الاتحاد الاشتراكي قد بلغت أشدها وحصلت المواجهات والمطاردات وكتب بالمانشيت العريض على الجريدة الحائطية بالاتحاد الاشتراكي الدكتور أبوساق مسؤول التعبئة بالاتحاد الاشتراكي يقول ( نقبضهم قبيض الأرانب ونكتلهم كتيل العقارب ) وفي النهاية كانت الغلبة للإخوان
ثم جاءت السلطة بعد الاستيلاء عليها وتدللت بحبالها وعصيها ومما فيها فقبضوها ، وجاءت الإنقاذ فهل استوى نباتها على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ؟
أم يا ترى اشتدت سواعدها كدولة المدينة المنورة دولة الطهر والعفاف ، أم أصابها الخراب بعد أن أشرعت أبوابها لكل من هب ودب بلا رقيب ولا حسيب ولا مؤسسية !؟
أم التفت الساق بالساق بعد دخول جوكية الأسواق وأسراب طائر الهوى ليسوا بمعزل منها فهم في صلبها واردافها وأطرافها !؟
والأستاذ علي عثمان محمد طه يقول : البشير ( ولدنا ) الذي أكمل دورات وسنوات الحكم إلى ثلاثين عاما ظل يغرد منفردا ويتباهى مستعرضا .
والبشير نفسه يقول :
لو رأيتموني أبني منزلا فعلقوني في المشانق .
ثم ماذا بعد .؟