الأعمدة

أخيرا.. مانشستر يونايتد يضبط بوصلته الحمراء جيدا و يتوج بطلا لكأس إنجلترا..و على حساب الغول مانشستر سيتي..بقلم محمد العولقي

أخيرا.. مانشستر يونايتد يضبط بوصلته الحمراء جيدا و يتوج بطلا لكأس إنجلترا..و على حساب الغول مانشستر سيتي..

كما لو أن اليونايتد غسل ثوبه الأحمر من بقع سوداء كثيرة لم تهده في سنته الكبيسة سوى التهكم و السخرية..
تين هاغ قرأ كتاب بيب غوارديولا تماما..و يبدو أنه استعان بطريقة كارلو أنشيلوتي للإيقاع بالفريق الهجومي الذي يضعك دائما تحت الضغط..لكن بفاعلية هجومية أكبر من ريال مدريد..
مانشستر يونايتد اختار بدلة تكتيكية دفاعية يقابلها نجاعة في التحولات..نجح لاعبو اليونايتد في تضييق الخناق و قتل المساحات..أجبروا السيتي على الدوران حول نفسه من دون أن يجد حيلة لتفكيك الرابط الدفاعي لليونايتد..
كان الضغط هائلا على عقلي السيتي كيفن ديبروين و فيل فودين..كان مرابط يقاتل بصرامة..و كان مفاجأة النهائي كوبي ماينو يضغط على أنفاس العمق الهجومي للسيتي..
كان شعار تين هاغ..الدفاع بالكل و من ثم ضرب السيتي بالمرتد بتمريرة طولية من تلك الكرات التي اشتهرت بها الكرة الإنجليزية و كنا نظن أنها بادت في عصر غوارديولا..
كان لاعبو اليونايتد شياطين بحق..ينكمشون دفاعيا..ثم ينفتحون كالمروحة عند تجسيد التحولات السريعة و الخاطفة..لعبوا من دون مهاجم صريح..لكن العمق الهجومي عند المرتد كان يزخر بالقدمين من الخلف..
خلطة غوارديولا بخنق اللعب في منتصف ملعب اليونايتد فشلت..لأن دفاع السيتي المتقدم انكشف كثيرا أمام براعة التحولات..
هدف غرنادشو..من تمريرة طويلة قطعت مساحة كبيرة..تلاها سوء تفاهم بين جفارديول و الحارس أورتيغا..فكان التوقيع على وصل الأمان الأول..
بقي السيتي يراوح و يمازح لا يجد ثغرة واحدة..لم يصنع و لا فرصة في الشوط الأول..كان بالفعل يعاني من تحنيط تكتيكي أحمر اللون..
لقد أغلق لاعبو اليونايتد كل الأبواب و شمعوا كل الثقوب بالشمع الأحمر و لم يجد غوارديولا الثغرة هذه المرة..
تغطية المساحات أجبر السيتي على اللعب بعشوائية يندر أن نراها في نهائي يغلي على مرجل ساخن من الاحتمالات..
مرة أخرى اليونايتد يضرب السيتي بثلاث تمريرات خاطفة و سريعة و مباغتة..التمريرة الثالثة لبرونو فيرنانديز مذهلة وضعت كوبي مانيو في مكان استراتيجي لتسجيل الهدف الثاني ببراعة..يا لها من تحولات تكتيكية لم يتوقعها غوارديولا أو غيره..
حاول غوارديولا في الشوط الثاني تعديل أوراقه التكتيكية للهروب من تحنيط الشياطين الحمر..
أدخل دوكو يسارا و نزع من وسطه كوفاسيتش..ثم أتبعه بتعديل آخر و كبير.. إخراج ديبروين و إدخال ألفاريز..
كان رهان غوارديولا على خلق مساحات للتسديد و تحرير فودين ليؤدي كل الأدوار المركبة في الثلث الهجومي..لكن اليونايتد حافظ على تركيزه و على رباطة جأشه..و لم يسهو إلا في كرة واحدة حولها دوكو إلى هدف من تمريرة فودين..
كم كان اليونايتد بحاجة ماسة للقب كبير بعد خيبة أمل كبيرة في الدوري..
و كم كان جمهور اليونايتد بحاجة لهذا اللقب الغالي..فهذا اللقب دليل على أن نسل اليونايتد مع الألقاب لن ينقطع..فربما كان هذا اللقب بداية الخروج من النفق المظلم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى