الأخبار

تقدم : إعلان مجلس السيادة تشكيل حكومة لإرضاء الإسلاميين و تقوية “ميثاق القاهرة “

اعتبر علاء نقد، عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدُّم) في السودان، أن إعلان مجلس السيادة الانتقالي عن قرب ميلاد وثيقة جديدة لتعيين حكومة كفاءات مستقلة هو تهديد للقوى المدنية وخاصة تنسيقية (تقدم).

وقال نقد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الثلاثاء إن إعلان مجلس السيادة الذي جاء على لسان مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية ياسر العطا يسعى لإرضاء الإسلاميين ويهدف إلى تقوية الميثاق الذي وقعت عليه الكتلة الديمقراطية في القاهرة والذي عُرف باسم (ميثاق القاهرة).

وتابع قائلا “حديث ياسر العطا غريب جدا، لأنه أعلن إيقاف الوثيقة الدستورية رغم أنه تم الانقلاب على هذه الوثيقة تماما في 25 أكتوبر 2021، وانتهت هذه الوثيقة تماما، لكن ما زال العسكر أو حكومة الأمر الواقع تعتقد أنها لا تزال تعمل بالوثيقة الدستورية وأنها سارية المفعول، والحقيقة هي غير سارية المفعول، والحديث عنها يمكن أن نسميه ضربا من التَوَهان السياسي”.

كان العطا قد قال في كلمة ألقاها في أم درمان مساء الأحد الماضي إن الأيام القليلة القادمة ستشهد ميلاد وثيقة جديدة يتم من خلالها تعيين رئيس وزراء وحكومة كفاءات مستقلة لإدارة شؤون وحكم البلاد خلال الفترة التأسيسية الانتقالية القادمة التي سيكون الشعب حاضنتها السياسية على حد تعبيره.

وأضاف العطا في كلمته أمام مجموعة من شباب لجان المقاومة والثوار وأعضاء لجنة مبادئ ثورة ديسمبر “ما يحكم الفترة التأسيسية الانتقالية القادمة هي وثيقة جديدة يتم من خلالها إعادة صياغة المجلس السيادي، وتعيين رئيس مستقل لمجلس الوزراء، وتكوين حكومة من كفاءات مستقلة”.

وأكد استعداد القوات المسلحة للمرحلة الثانية من مفاوضات جدة شريطة تنفيذ كافة البنود التي وردت في إعلان المبادئ والمتعلقة بخروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين والمستشفيات والمرافق الحكومية والتجمع داخل معسكرات محددة بعد إجلاء كافة عناصرها من الأجانب ومحاسبة المتورطين في انتهاكات ضد المواطنين.

“إرضاء الإسلاميين”
واعتبر نقد أن حديث العطا عن قرب تشكيل حكومة ورئيس وزراء “واحد من التهديدات التي يطلقها بنبرة قوية من أجل إرضاء الإسلاميين، فقِصة تكوين حكومة كفاءات هو حديث الإسلاميين تماما، وهذه واحدة من الاستجابات لرغباتهم وأحد أشكال التصعيد الذي يخوّفون به المدنيين”.

وأشار إلى أن هذا الحديث جاء قبل يوم من انعقاد مؤتمر (تقدم) معتبرا ذلك “رسالة موجهة أيضا إلى (تقدم) وإلى القوى المدنية مفادها أن ما تقومون به هو تحصيل حاصل. كما أنه يصب في صالح تقوية الميثاق الذي وقعت عليه الكتلة الديمقراطية في القاهرة والذي أطلقوا عليه اسم (ميثاق السودان) أو (وثيقة الرؤية الإطارية المفاهيمية لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية) والذي تحدث عن شراكة مدنية عسكرية”.

كان عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس الهيئة القيادية لتنسيقية (تقدُّم) قد أكد أمس الاثنين في افتتاح المؤتمر التأسيسي لتنسيقية (تقدم) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أن التنسيقية ليست منحازة لأي طرف في الحرب.

وتضم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) أحزابا ومنظمات مدنية منها قوى الحرية والتغيير، وتكونت بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي لتوحيد المدنيين بهدف إنهاء الأزمة.

إمكانية المشاركة في الحكومة
وحول إمكانية قبول (تقدم) للمشاركة في أية حكومة يعلنها المجلس الانتقالي إذا وُجّهت الدعوة إليها قال نقد “بالطبع لن نقبل، وهذا أمر مفروغ منه لأن ما بُني على باطل فهو باطل، وهذا الأمر بُني على الحرب وبُني على انقلاب 25 أكتوبر وبُني على سلطة عسكرية، وهذا كله باطل في باطل”.

وأشار إلى أن محور حديث العطا كان يدور حول مواصلة الحرب على الدعم السريع “لكنه حاول أن يُلطّف الأجواء ويقول إن الحرب فُرضت عليهم، وفَتَح بابا للقبول بالتفاوض وإن كان على استحياء”.

وشدد على أن الجيش “هو الذي انسحب من منبر جدة من الجولة الأولى ومن الجولة الثانية لأنه لم يقم بتسليم الإسلاميين أو الفارين من السجون وفقا لما نصت عليه إجراءات بناء الثقة”، واتهم إعلام الجيش بأنه “يواصل الكذب حتى يُصدّق الناس أن الدعم السريع هو الذي رفض، لكن حقيقة الأمر هي أن الجيش هو الذي يتعنت في التفاوض”.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في القوات المسلحة في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ستة ملايين شخص نزحوا داخليا في السودان، في حين فرّ ما يقرب من مليوني شخص إلى البلدان المجاورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى