المؤتمر التأسيسي لتنسيقية تقدم : جبهة مدنية عريضة لاستعادة الوطن..! بقلم الدكتور مرتضي الغالي
السودانيون الأحرار يتطلعون بكل ما في جوانحهم من نوازع محبة الوطن إلى اجتماعات المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية والديمقراطية التي يجب أن تكون على قدر التحدي..! . فهي الكتلة المدنية الأكبر التي تقف ضد الحرب وقلبها على الوطن..! .
وكل الآمال والدعوات والضراعات أن تنضم إلى هذه الجبهة جميع القوى الوطنية والسياسية والنقابية والأهلية والاجتماعية والشبابية والنسائية لتعمل من داخلها..! .
هذا هو الطريق الصحيح..! . فلا مناص من تكوين اكبر كتلة وطنية ممكنة لأنصار وقف الحرب والعودة للحياة المدنية وإعادة تأسيس الديمقراطية في هذا الوطن الغالي .. ولا يجرمنكم (أي شنآن مهما يكن) أن تدوسوا على (الجروح الشخصية والحزبية والتنظيمية) من اجل الغاية الاسمي وهي حفظ بيضة الوطن ووقف الحرب .. وكل ما عدا ذلك من (النوافل) التي يجب ترحيلها إلى وقت لاحق .. وعندما تنجاب عن الوطن هذه السحائب السوداء ويتم إجلاء الغربان الناعقة من حقل الوطن وسمائه..! .
كل تحفظات من ابتعدوا عن الانخراط في هذه الجبهة العريضة أو خرجوا منها (على العين والرأس)..! ولا شيء يستعصى على الحوار والإصلاح والمراجعة..! ولكن يجلب أن يتم ذلك من داخل هذه الجبهة .. حتى لا يجد أعداء الوطن ثغرة يتسللون منها … فأعداء الوطن من أبنائه المجرمين يمارسون التآمر الآن ليل نهار .. وهم في حالة متأخرة من العواء و(النبيح) وفقدان الأعصاب..! .
وأكثر ما يزعجهم هو تراص صفوف القوى المدنية والديمقراطية ومن خلفها كل شباب الثورة وقواها الحية وكل من خرج ضد نظام الثلاثين من يونيو الفاسد المُجرم .. وإذا اجتمعت هذه القوى الوطنية على صعيد واحد فإنها الهزيمة القاصمة لقوى البغي والعدوان و(حرامية الموارد.) … نعم قوى الثورة هي التي ستهزم الفلول وليست أي قوى أخرى .. جفت الأقلام وطويت الصحف..! .
الذين يعادون الثورة وجبهة تقدم وقوى الحرية والتغيير الآن هم الفلول ومليشياتهم الجديدة والقديمة .. فليرتفع أنصار الثورة بهاماتهم على هذا النقيق الضفدعي .. وليتراصوا لوأد هذه الحرب الإجرامية اللعينة منزوعة الأخلاق .. وكما قال احد الذين استشهدوا من اجل مبادئ الحرية والديمقراطية (من آيات الشجاعة أن يعاديك الجبناء .. ومن دلائل السمو أن يهاجمك الوضعاء) فهل هناك دليل أكبر على سلامة الاختيار عندما يكون أعداؤك المتربصون بك هم الفلول وإذنابهم من كل صنف ولون..! .
ما أبلغ الحكمة التي صاغها (ويل سميث) عندما قال إن التجاهل هو ابسط شيء تفعله عندما تتزاحم حولك التفاهات..! .
أطفالنا يجمعون أوراق (شجرة الهجليج المُرّة) لطبخها أو مجرد تسخينها لاستساغة اكلها .. ولكن هل رأيت زواج ابنة حارس أموال الفلول في “جزر كايمان”..! أو رأيت (طول التورتة) التي يتم قطعها بالسيف في الاحتفال المخملي بحضور أصحاب اللحى لصوص المال العام ومعهم مفتي اسطنبول “رجل الخمسة مليون دولار”..؟! .
هيا إلى جبهة موحدة عرضها السموات والأرض من اجل إيقاف الحرب .. فهذا هو الامتحان الكبير لشرفاء الوطن وحماة ثورة ديسمبر العظمى التي لم تقم هذه الحرب المجنونة الفاجرة وقبلها الانقلاب اللعين إلا لوأدها .. فهي الخطر الحقيقي على مصالح الحرامية والقتلة..! .
هيا إلى إقامة قواعد الجبهة العريضة من اجل الحرية والعدالة والسلام .. فحياة الوطن في ثورته وقواه المدنية والديمقراطية .. وما اسعد أنصار الوطنية والحرية والعدالة والسلام بعداء هذه الفئة الضالة.. ! فلترتفع هذه الرايات من اجل هذا الوطن العظيم الذي لا يمكن أن تكون مصائره رهناً بهذه (الهوانات) والبهلوانات الذين ولغوا في نيله العظيم..! .
هذا وطن عظيم فليرتفع نداء الثورة ولنصبر على التباينات العارضة من اجل إيقاف الحرب بوحدة كل قوانا السياسية والمدنية والنقابية والاجتماعية والأهلية:
فالشعب ما ملّ النضال ولا انحنى … ما كان يوماً بالعطاء بخيلا
هبوا مع الشعب الجريح جماعةً … كي نسترد من الطغاة النيلا
والمجد لثورة ديسمبر وشهدائها الأبرار…! .