بمناسبة ذكري رحيل الشاعر الراحل المقيم الاستاذ محمد يوسف موسي رئيس اتحاد شعراء الاغنية السودانية
المغيره بكري
نعيد نشر اخر مقال كتبه وهو يقدم لديوان الشاعر الصحفي الدكتور عبد العظيم اكول
بعنوان…..
عبد العظيم ..الشاعر الصحفي الذي عرفته
بقلم ..محمد يوسف موسي
رئيس اتحاد شعراء الاغنية السودانية
عرفت عبد العظيم اكول ..الدكتور الان منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ..عرفته ضمن مجموعة طيبة من الشعراء المبتدئين ..انذاك..من بينهم محجوب الحاج ..سعدية عبد السلام..الصادق محمد يوسف..ربيع محمد صالح..هشام عمر مالك..وغيرهم ممن سعوا معهم لشق طريقهم كشعراء شباب ينهلون من تجارب غيرهم من كبار شعراء بلادي في مجال الغناء الذين يضمهم اتحاد شعراء الاغنية السودانية..
كانوا يشاركون علي استحياء بانتاجهم الاول في منتديات الاتحاد التي كان يقيمها في مواقع ومجامع متعددة ..
وكان عبد العظيم اكول ..اكثرهم التصاقا بي..وكان ..ولايزال..يكن لي تقديرا ومحبة ومودة خاصة اجبرتني علي ان ابادله اياها وان اضعه في مرتبة واحدة مع ابتي مي الاخصائية الان في مجال الطب النفسي ..وابني مامون خريج كلية الزراعة..وكان يكبرهما بقليل سنوات حين عرفته لاول مرة..
لذلك لم يكن غريبا ان تجده معنا في المنزل معظم الاوقات التي اكون موجودا فيها ..حتي اننا حينما لانجده بيننا لاي سبب من الاسباب نشعر بالفراغ الذي يتركه بغيابه..
كان ولايزال ..كثير الادب والحياء ..جم التواضع ..متشوقا ابدا للاطلاع والاستماع الي احاديث الادب والادباء والشعر والشعراء..كبارهم ومحدثيهم ..كان يجلس بينهم جلسة التلميذ الشغوف الذي يود ان ينهل بكل كيفية متاحة من تجاربهم واشعارهم التي تميز كل منهم بما عرف عنه..من الراحل محمد بشير عتيق الي اخر شعراء الاغنية السودانية المتميزين..
قال لي وهو يحدثني عندما التقيت به لاول مرة في منزلي في حي البوستة بام درمان انه جاء الي العاصمة ليتعرف علي محمد يوسف موسي عن قرب بعد ان قرا واستمع الي اشعاره..وتابع مقالاته في الصحف السيارة التي كان يشرف علي صفحاتها الادبية والفنية والثقافية ..وزاد قوله هذا تقديري له والقي علي مسئولية تبنيه وتقديمه بصورة تمكنه من السير قدما الي الامام في مجال كتابة الشعر الغنائي ..وفي الكتابة الصحفية ..شجعته بما يمكنه من ان يشق طريقه في سهولة ويسر في هذين المجالين..
كان سعيدا..مثلما كنت انا..حين نشرت له اولي محاولاته الجادة في مجال كتابة الشعر الغنائي في احدي صفحاتي التي كنت احررها ..كما كان سعيدا جدا ..وكذلك شخصي..حين اجازت له لجنة النصوص الشعرية بالاذاعة والتلفزيون اولي القصائد التي تقدم بها الي اللجنة..
كان يكتب اسمه هكذا/ عبد العظيم محمد عثمان اكول فاختصرنا الاسم فاصبخ (عبد العظيم اكول) . وكان ذلك بحضور اخوة اعزاء في لجنة النصوص الشعرية من بينهم شاعرنا الكبير سيف الدين الدسوقي واديبنا الكبير الاديب حديد السراج والتربال المثقف الشاعر الذي لايود ان يعترف بالصفة الاخيرة الدكتور عبد المطلب الفحل الاعلامي المعروف وقبل كل اولئك شاعرنا الكبير وجسرنا الذي ربط بابداعه منتوجه الشعري مع غيره من رفقائه اغنية الحقيبة بالاغنية الحديثة الشاعر الكبير محمد بشير عتيق ..رحمه الله رحمة واسعة.
وقدمت الدكتور الشاعر الصحفي عبد العظيم اكول بعد ذلك كاتبا صحفيا وهو يشاركني في كتابة عمود في صفحتي التي كنت احررها بصحيفة (الاسبوع). منتصف الثمانينيات التي كان يراس تحريرها الاخ العزيز الصحفي الاستاذ محي الدين تيتاوي..الدكتور بعد ذلك..ونقيب الصحفيين ..ومدير تحرير الصحيفة انذاك الاخ العزيز زينة شباب الصحفيين احمد البلال الطيب صاحب ورئيس تحرير ( اخبار اليوم). والصحف التي تصدر عنها.
والحديث يطول ان اردت ان اواصل فيه مقدما ومنقبا عن كل مايدعو الي الفخر والاعزاز والتشرف بمعرفة العزيز الدكتور عبد العظيم اكول..شاعرا وصحفيا واستاذا جامعيا وابنا وصديقا عزيزا..يتسم بصفة قل ان توجد بيننا في هذه الدنيا هي صفة الوفاء والصدق والابداع المنقطع النظير..
واشهد الله انني في حياتي الطويلة ماعرفت من ابناء دفعته ..بل ومن الذين اتوا من بعده من الشعراء والصحفيين والادباء من هو في مرتبة عبد العظيم اكول التي يتربع عليها متوجا ومجللا ومكللا بكل ماهو رفيع من الصفات النادرة التي عرف بها الاوفياء علي مر التاريخ..حفظه الله وابقاه..وهو درة من درر التميز والابداع وايقونة ستظل خالدة ابد الدهر.. وادام الله تعالي المحبة بيننا وبين كل من عرفوه ..فهو صاحب فضل وذو مروءة وروح شفافة وانسانية كادت ان تنعدم في هذا الزمن الذي كثر فيه الرياء والنفاق وقل فيه الصدق والوفاء.
ولئن طلب الي الدكتور عبد العظيم اكول ان اكتب مقدمة لديوانه الاخير (الزمن الصعب) فلانني كما يعلم هو ويعلم كل من يعرفون مابيننا من مودة وتقدير ومحبة خالصة ..ان ذلك يسعدني ويشرفني فهو الابن الحقيقي والجدير بكل مايليق ومايربط بين الاب وابنه ..خاصة بعد ان اكدت الايام صدق نبوءتي له بالتفوق والتقدم والاذدهار في جميع المجالات التي طرقها وارتادها ..شعرا وكتابة صحفية..وتحصيلا اكاديميا ..حتي بلغ هذه المرحلة من المراحل التي قل ان يبلغها من هو في عمره الذي اسال الله العلي القدير ان يمتد حتي يتحفنا بكل مايضم ومايجهل الابداع وعلي وجه الخصوص في مجال الشعر الغنائي.
وامل ان يكون ديوانه (الزمن الصعب)اضافة حقيقية الي ما اصدره من مطبوعات سبقته والتي بداها بديوان (شراع الغربة) الذي صدر عام ١٩٩٠م وديوانه الاخير (ياروعة) الذي صدر عام ٢٠٠٦م اضافة الي كتابه الادبي الرفيع (شعراء الغناء في السودان) .وهو من مطبوعات الخرطوم عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٠٥م.
وعفوا عزيزي القاريء ..ان كانت هذه المقدمة لهذا الديوان لاتشبه كل المقدمات التي عرفها القراء ..فالذي بيني وبين الدكتور عبد العظيم اكول لايوجد له شبيه بين كاتب لمقدمة ديوان وبين شاعر يود ان يقدم له..فهو ابن ..وشاعر..وصحفي ..واكاديمي ناجح حتي وصل الي مرتبة عميد كلية الاعلام بجامعة ام درمان الاسلامية وقبلها عميدا للطلاب بحامعة العلوم والتقانة بام درمان..والشيء الملفت للانظار انه نابغة ومتفوق في كل هذه المجالات ويحبه الشعب السوداني بمختلف الوان طيفه..ولله الحمد..
وبالله التوفيق ..وعليه قصد السبيل
محمد يوسف موسي
رئيس اتحاد شعراء الاغنية السودانية
ام درمان