الأعمدة

عندما عادت أسراب طائر الهوى ( ٨ ) / الاستاذ صلاح محمد الحسن

عندما تبسم طائر الهوى وتفرهدت خدوده وانتشى فرحا مع كؤوس الليالي الحمراء وهو يرى وثيقة نيفاشا ٢٠٠٥ م ( تحلق ) في سماء الخرطوم الهادئة في لياليها ، كانت تلك مرحلة من مراحلها انقضت بتقسيم وحدة البلاد .
وعندما عادت أسراب طائر الهوى امتزجت أفراحهم بنشوة النصر مع قحت ( بتحليق ) الوثيقة الدستورية ٢٠١٩م في سماء السودان كالطائرة التي شبهها البروف عبد الله الطيب
بالنياق العتاق
” وحلقت في الجو عنس رداح الشأو مترزة الحديد يقعقع في الصماخ الرعد منها ويرعش بونها كبد الجليد ”
ثم تأتي التساؤلات : كيف تكون وثيقة دستورية ( صالحة ) للحكم الانتقالي ٢٠١٩م بين طرفين وهم لم ( يلتزموا ) بها .؟
كيف يتركوا البلاد وسلطتها ( خالية ) من منظوماتها العدلية فلا يوجد مجلس القضاء العالي ولا المجلس الأعلى للنيابة العامة ولا المحكمة الدستورية ولا المجلس التشريعي ( البرلمان ) وفقآ لأحكام المادة ٢٣ ( ٣ ) ، وكله منصوص عليه ضمن مواد الوثيقة الدستورية فما هو المغزى والهدف من عدم ذلك ؟
فبدلا من أن ينخرطوا في تأسيس دولة القانون والعدالة والإصلاح والوفاق انحرفوا إلى طريق آخر أبعد المسافات واهتزت الثقة بينهم وبين المؤيدين لهم والمتابعين بعد أن سحروهم بحديثهم ووعودهم بالمغريات وعندما زال الجليد وجدوهم بلا برنامج معد لرئيس وزرائهم وبلسانه قالها بل كان برنامجهم مغاير للسودان وطموحات شعبه وعقيدته .
وسمع الناس من العامة زفرات من ألفاظ الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد لكل من يناصبهم في الحجة أو يخالفهم في الرأي .
كان الدكتور عبد الله حمدوك يعرفه ويجلس معه كما كان يجلس مع مؤيدي قحت وينصحهم بكلامه فلا يعجبهم بل يرهبهم ويخيفهم فلم يستمعوا لنصائحه من أجل السودان وسلامة أمنه واستقراره وسلامة شعبه بل صرخوا في وجهه ليسكتوه ” انت كوز مرتزق أجير ”
ذلك هو جورج السوداني المسيحي الذي يعيش في أمريكا ويحمل الجواز الأمريكي ويعمل لدى استخباراتها وكان والده موظفا بمجلس بلدية الخرطوم ، كان ينتقد حكومة قحت في تصرفاتها وبرنامجها علنا وأمامهم
فكررها له صديقه عبد الله الطويل المقيم بولاية فرجينيا مبتسما ” حتي أنت يا جورج المسيحي وصفوك بالكوزنة لأنك تنصحهم وتدافع عن بلادك وجيشها القومي .”
ثم ماذا بعد .؟

الاستاذ / صلاح محمد الحسن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى