الأعمدة

مشهد ….!! ( يومي الأشوفك يبقى عيد ) ..!

بقلم : الطيب عبدالماجد

الطيب عبدالماجد

قد يتأقلم البعض مع مستجدات الأحوال التي أجبرتهم على الرحيل وفي القلب ( غصة ) …!!
لكنهم يحاولو جاهدين تهيئة عقولهم وأنفسهم وأنه رحيل مؤقت وانهم لعائدون إلى التراب ..إلى الصحاب إلى الوطن

ولكن من يقنع ( حاج اللمين ) بذلك …!!

ذلكم الكبير عمراً ومقام والذي عاش نصف قرن في بيته الوضيئ يحفظ ذرات ترابه ويتنفس الرحيق …!!

من يقنع هذا الرجل الذي اعتاد مؤانسة الجدار
وسماع الشجر …!!
أنه في رحلة غد تطول …وقد لا تمر …

إذا تحرك في الظلام فهو قادر على الوصول للمصلاية
و ( الإبريق )
وفي لمح البصر ….
يحشر يده في ( كيس التمر ) يتناول واحده او ثلاثة
يقمن صلبه ( سنة ويقين ) ….!!
يصلي صلاة المطمئن المقيم وليس في البال سفر …

مالذي يجبره بعد هذه السنوات ( العتية ) من عمره ( المبروك ) أن يخرج من ثقب ( الأوزون ) قبل أوانه …!!

من الذي يستر حاله ويعرف أحواله سوى فراشه العتيق
و( المخدة ) التي تحفظ حتى رقدتو ….وحاجة رقية
( والراديو ) الذي يتطوف به ويخبره القصص والحكايا …
والسير ….!!

واحيانا أغنيه لي ( أبو عفان ) تعيده له ذكريات خلت

ولى متين يلازمك في … هواك مر الشجن

( بتو ) الكبيرة السمحة وحنينة فرشت ليهو الأوضة الكبيرة
في مدينة اغترابها وقد تتبعت مسار خروجه من السودان
معبراً معبر …حتى وصلها ترافقه رفيقة الدرب وصنو الروح
الحاجه ( رقية ) …ست الدنيا
وتكاد الفرحة لا تسعها ….وسيد الناس حضر ….!!
ولكن من يحضر الديار والشجر ….؟؟

وصل اليها ولكن الروح تحدث بالرجوع
( وكـيـف نـرفـض رجـوع الـقـمـرة لـوطـن الـقـمارى )

بدا ( حاج اللمين ) متماسكاً ومؤمنًا وصابراً لكنها النفس
عندما تشد الرحال للأصل والجذور

الغرفة الجديدة في بيت بتو ( نوال ) تبدو أنيقة ومهيأة
ومكيف الهواء يرسل هواءه ( الصناعي ) اللزج

وراجل ( بتو ) يبذل القصارى ليخبرهم انهم قد أضافوا لحياتهم بركة وسرور وإنو الأولاد سعيدين بيهم ..!

( شوف السودانيين ديل جميلين كيف ..!!)

وقد تحولت قوات زوجته بالكامل للحدود الأساسية ….
( وأبوي ان شاءالله لي تسلم ) …!

واختار زوجها ان يكون في لجان المراقبة والتموين ..الدعم والمساندة
وبرضا وسرور …!! وأمه في الطريق هي الأخرى
في انتظار ( مكنة الجوازات القالو جات ) وأبوه
قد ضمة التراب قبل سنوات خلت …!!
وفات …!!

 

ورائحة عبوات التنظيف تختلط مع ( بخور سوداني ) ارادت به ابنتهم (ست الريد ) كما يلقبها الحنين
ان تكسر به حاجز هذا الاغتراب القسري وتمنحهم بعض إلفة …!!

عطر محبة …وريحة ود

ولكن من يأتي له برائحة ذلك المكان الذي كان فيه …!!

انها رائحة الروح والحياة ….!! ورائحة البوح والأمان….
ريحة المكان …!! ريحة الناس …والأرض والجيران
صوت الآذان…..ريحة البلد والنيل …!!

ريحة السودان …!!

ستعود ( ياحاج اللمين ) ولو بعد حين
فليطمئن قلبك …!! وستشرق بك الدنيا من جديد

إنت المحاسن سيدا
ويومي الأشوفك يبقى عيد
والدنيا تبقى معيدة

أقروها ليهو …!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى