الأعمدة

العبد لله مليونيرا لاسبوع فقط في طشقند

العبدلله من مقر اقامته باحد اكبر الفنادق بمدينة طشقند عاصمة دولة اوزبكستان احدي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق
العاصمة الاوزبكية طشقند رغم حاضرها المكتسي بالبساط الاخضر وحيث مشاهد الخضرة والماء والوجه الحسن تنتشر علي مد البصر الا ان الطريق لارتياد تلك الجنان كان يمر بالدركي حارس المغارة وكانت الصورة الشفرة عدا ان عقبة اخري كان يتحتم علي اجتيازها بيد ان كثير من جيوش العالم لم تكن لتقدم عليها في عصر القائد المغولي تيمور لنك الذي مازال يقف تمثاله شامخا في اكبر ساحات مدينة طشقند بينما تظهر الصرامة في قسمات وجهه والشرر يتطاير من عينيه وهو يرتدي بزته العسكرية ويتمشدق سيفه
في تلك اللحظات بدأ للتو وكانه في لحظة هجوم خاطف وتصورت انه ربما يخطئ هدفه لتصيب ضرباته الساحقة والماحقة احد السياح ومن بينهم العبدلله الذي جلس تحت التمثال غير امن وغير مطمئن لما قد يقدم عليه من تصرف
كنت في زيارة للسودان وفور وصولي لمطار الدوحة وجدت زميلي الاستاذ مبارك الكواري في صالة الوصول انذاك طلب مني السفر مباشرة الي اوزبكستان مع البعثة الاعلامية المرافقة للمنتخب القطري حيث كانت الطائرة علي وشك الاقلاع حاولت الاعتذار لعدة اسباب من بينها ان اغراضي وشنطة سفري القادمة معي من السودان مليئة بالفسيخ والدكوة والدلكة وكمية من حطب الطلح والشاف والذي منو الا ان الكواري ركب راس ولم يمهلني حتي 10 دقايق لايصال اغراضي الخاصة الي فيلتي الخاصة التي تقع علي بعد عدة امتار من المطار وعقب فشل جميع مبرراتي حاولت اقناعه بان السفرية تحتاج الي مصاريف ونثريات دولارية لكنه لم يأبه وقطع بان المصروفات التي ساحصل عليها من البعثة ستنجز المهمة وتفيض عن الحاجة
حبيبنا الكواري انهي الجدل علي طريقته الخاصة حين تابط شنطتي الثقيلة التي تحوي المكونات السودانية ليضعها علي طاولة تفتيش رجال الجمارك في الاثناء ايقنت ان هذه الرحلة قدر مقدر ومكتوب فتوكلت علي الله وجلست علي مقعدي باسترخاء وبينما ظل صديقي الكواري يواصل قفشاته كانرالنوم قد غالب جفوني جراء السهر قبل ليلة السفر من السودان
اثناء اعلان هبوط الطائرة بمطار طشقند وانا جلوس بالقرب من النافذة شدني منظر الخضرة المنتشرة في كل شبر من هذا البلد حتي انك لاتكاد تلمح اي ذرة من الرمال او التراب وقبل المغرب بقليل هبط طائرنا وتوجهت البعثة الاعلامية الي الفندق وعقب فاصل قليل من الاستراحة قررنا انا وزميلي الكواري استكشاف العاصمة والاجواء المحيطة واثناء تسكعنا في احد الاسواق الصغيرة لمحنا كشك يتوسط السوق بدأ ان صاحبه ذو خبرة في التعامل مع السياح والبعثات الزائرة وقبل ان نطلب منه شراء بعض منتجات بلاده المحلية باغتنا بالسوال ان كنا نحمل معنا عملة صعبة وفي الاثناء اخرج الكواري من جيبه ورقة فئة ال 100 دولار وكانت المفاجأة حين اعطانا الرجلي كيسا كبيرا فارغا وبدأ يرمي فيه من عملة بلده المحلية ويحشرها حشرا حتي كاد الكيس ان يتمزق وهنا تدخل الكواري وطلب منه التوقف علي ان نكتفي بما حصلنا عليه من اموال وقبلزان يسلمني كيس الاموال
في الاثناء كدت اموت من فرط السعادة والضحك واسال نفسي .. سبحان الله قبل عدة ساعات حضرت من السودان معدما والان فجأة تحولت الي مليونير فضحكنا وانصرفنا وتصرفنا باموال الكيس لاسبوع كامل وحصلنا علي كل مالذ وطاب الا ان الكيس ظل صامدا ومازال متكدسا بالاموال التي تصرفنا فيها صرف من لايخشي الفقر وعقب انتهاء المباراة توجهنا الي المطار حيث كانت القطرية في انتظارنا واثناء تحليق الطائرة في الاجواء في رحلة العودة اندفع نحوي شاب سوداني اتضح انه قيطان الطائرة وقائد الرحلة .. رحبت به وعرفني علي نفسه وزاد بانه من هواة جمع العملات وكان واضحا ان حكاية كيس العملات قد تسربت اليه وقبل ان يسترسل اخرجت كيس النقود الممتلئ حتي نصفه وناولته له قبل ان كلانا بالضحك ونصل الي دوحة العرب لنجد ان حكاية الكيس اصبحت حديث كل المجالس
في الحلقة القادمة ساروي لكم حكاية اختطافي في العاصمة طشقند بواسطة طبيب اوزبكي وزوجته وهي قصة حقيقية لكنها من الطرافة بحيث تستحق التوثيق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى