الأعمدة

· عيد الضحية عادات و ذكريات / بقلم : امير شاهين

حرمت هذه الحرب الملعونة العبثية الدائرة فى بلادنا منذ عامين الشعب السودانى من الاحتفال والابتهاج و الفرح بعيد الاضحى او كما يسمونه عيد الضحية . وعيد الاضحى فى السودان له تقاليد احتفالية و تجهيزات يستعد لها الجميع قبل وقت كاف . وقبل اسبوع من العيد تبدأ توافد الخراف من الاقاليم الى الخرطوم , وعندنا فى بحرى اماكن محددة لبيع الخراف وهى الميادين والساحات العامة مثل ميدان عقرب و ميدان الامير القديم غرب حديقة عبود والذى تحول ايام حكم الكيزان الى ميدان سوداتل ولكن اكبرها هو ميدان المولد الحالى والذى يفصل بين الختمية شمال ( كرش الفيل) وحى المزاد وكنت اذهب لشراء الخروف من هذا الميدان برفقة صديقى الباشمهندس شوكت عبدالرحمن ابن كرش الفيل . وقبل اسبوع من العيد يتناقل الناس اخبار الاسعار والتى عادة ما تكون فلكية و مبالغ فيها ولكن تبدأ الاسعار فى الانخفاض كلما اقترب العيد ولذلك فان عدد كبير من الناس يفضلون الشراء قبل يوم من العيد او فى اليوم الاول حيث تنخفض الاسعر بصورة كبيرة . وعملية شراء الخروف لا يقدر عليها سوى بعض الاشخاص الذين تتوفر لديهم معارف و خبرات فى انواع الخراف , فهنالك انواع متعددة من الخراف ( بلدى. حمرى , استرالى و مستورد) والامر الهام الذى يحدد جودة الخروف هو عمره فهنالك الخروف الجضع و الخروف التنى و كلمة التنى مشتقة من “ثانى” وبعدها الخروف الكبير فى السن او ” الدعول” وذوى الخبرات يعرفون هذه الاشياء من خلال كشفهم على اسنان الخروف و تحسس ذيله لمعرفة جودة اللحم ( لحم وفير او قليل , طرى او قاسى)
بعد شراء الخروف لابد من شراء مستلزماته ( الخضروات) وكذلك لابد من اطعام الخروف الى حين مواعيد ذبحه للحفاظ عليه فى حالة صحية جيدة وهذا اذا ماتم شراء الخروف قبل عدة ايام من يوم الذبح وفى هذا الامر تنتشر اماكن بيع البرسيم و ابوسبعين ولعل اشهرها فى ميدان عقرب وفى ديوم بحرى نجد العم كردى و هو يفترش الارض وسط اكوام البرسيم و ابو سبعين فى مواجهة سوق الختمية و مخبز مونديال . والخروف ايضا يحتاج الى ” ضباح” وبالطبع فان عيد الاضحى من اهم مواسم ازدهار الضباحين حيث يزداد الطلب عليهم بصورة كبيرة و بالتالى ترتفع اجرتهم . وبدون شك فان عملية ذبح الخروف و سلخه تحتاج الى تعلم و ممارسة وتحديدا عملية السلخ فهى تحتاج الى خبرة و براعة من الضباح جتى لا يثقب الجلد مما يقلل من قيمته و جودته , وحتى الان اشعر بالخيبة تجاه نفسى باننى لم اتعلم ذبح الخروف و ذلك لان والدى عليه الرحمة كان بارعا و خبيرا فى ذبح الخروف وسلخه وكنت كثيرا ما اساعده فى هذه العملية وبالرغم من ذلك فاننى لم اتعلمها !! نها وكان اكثر ما يزعجنى هو عملية تفريغ معدة الخروف ( الكرشة) من المواد التى بداخلها وهذه الكرشة ولدهشتى كانت على الدوام تتميز بكبر حجمها الذى لا يتناسب مع بقية حجم الخروف!! واذكر باننا عندما كنا صغار فى السن و مفلسين كنا نذهب الى اماكن شراء الجلد ونقوم ببيعه و زى ما بيقولوا “نطلع بى قرش قرشين ” ولكن مؤخرا اصبح الضباحين يشترطون باخذ راس الخروف و جلده مع الاجرة بعد الذبح وكما يقولون هذا حكم القوى على الضعيف كما ان ان اصحاب الخروف يوافقون على ذلك ولا سيما ان راس الخروف و المعروف باسم ” راس النيفة” وفى رواية اخرى “الباسم” يحتاج الى كثير من التحضير و العمل ومن المعروف بان لحم راس الخروف ” لحم الراس” لديه الكثير من المحبين و المعجبين . . ومن لوازم الاحتفال ايضا بعيد الاضحى هو عمل الشربوت ! وما ادراك ما الشربوت وقد كثر الحديث عنه بين من يؤكد انه حلال و غير مسكر و اخرون يرون غير ذلك وفى هذا الصدد فان احد الفقهاء المشهورين بالطرافة وخفة الدم قال ” الشربوت فى اليوم الاول و الثانى حلال اما فى اليوم الثالث عندما يفور و تكثر رغوته فهو حرام ”
وفى الختام نسال الله ان تتوقف الحرب ويعود الامن و الامان الى بلادنا وكل عام وانتم بخير وا ن شاء الله السنة الجاية معيدين فى بيوتكم وسط الاهل و الجيران و الاحباء .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى