استمرار الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالفاشر
أفادت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر بعودة الأوضاع إلى طبيعتها بعد عدة ساعات من التوتر في الأحياء الشمالية بالقرب من معسكر أبو شوك للنازحين، مما تسبب في وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من خمسة آخرين.
أفادت وكالة فرانس برس سابقًا يوم الثلاثاء عن اشتباكات متفرقة في مدينة الفاشر ومعارك في شمال دارفور.
و تسبب القصف المدفعي المكثف في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وحدوث موجات نزوح واسعة نحو معسكر زمزم ومحلية دار السلام وقرى شقرة. وبعد أن أمضى سكان المدينة ليلة هادئة، عادت قوات الدعم السريع لقصف المدينة بالمدفعية الثقيلة صباح ثالث أيام العيد وسط تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين في أحياء برنجيه والقاضي والكفاح وأولاد الريف، بالإضافة إلى قيادة الفرقة السادسة مشاة في وسط مدينة الفاشر. وقال أحد المواطنين لراديو دبنقا أن القصف على حي برنجيه استمر طوال يوم الثلاثاء باعتباره أحد الطرق المؤدية إلى وسط المدينة.
منذ الصباح الباكر لليوم الثالث من العيد، انتشر الجيش في أحياء برنجيه، دادنقا، الكفاح، والقاضي، وطالب من سكان هذه الأحياء إخلاء منازلهم. واضطر السكان لمغادرة الأحياء باتجاه الغرب نحو الشقرا وشالا، وتم إسكان بعضهم في بنايات خالية ومؤسسات في حي درجة أولى، المنطقة الأكثر أماناً في المدينة. كما اضطر سكان حي الوحدة شرقاً إلى إخلاء مساكنهم تحسباً للمعارك المحتملة. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثالث، قصفت قوات الجيش بالمدفعية مدرسة الوحدة بنين ودمرتها تماماً بعد ورود أنباء عن وجود عناصر من الدعم السريع داخلها.
شمال المدينة شهد اشتباكات شديدة منذ ظهر يوم الثلاثاء بين قوات الدعم السريع وقوات الصادق الفوكة والقوات المشتركة في المنطقة الواقعة بين موقف أبوشوك وموقف مليط بعد توغل قوات الدعم السريع إلى تلك المنطقة. كما يخيم هدوء حذر على جنوب مدينة الفاشر يوم الثلاثاء بعدما كانت المنطقة مكانًا لمعارك عنيفة خلال الأيام السابقة وفق راديو دبنقا.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية طرفي الصراع في السودان إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مستبعدة إمكانية حل النزاع عن طريق الحل العسكري.
أبدى ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء، قلقه حيال التقارير التي تشير إلى استمرار الجفاف والفضائح بما في ذلك عمليات القتل ذات الطابع العرقي نتيجة القتال في الفاشر، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية حماية المدنيين.
اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً يطالب “قوات الدعم السريع” بإنهاء حصار مدينة الفاشر في السودان. كما أكد القرار على ضرورة الوقف الفوري للقتال، ونزع السلاح، وخفض التصعيد في عاصمة ولاية شمال دارفور والمناطق المحيطة بها.
ودعا المجلس – في القرار الذي اعتمد بأغلبية 14 صوتًا – إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يشكلون تهديدًا لأمان وسلامة المدنيين، مدعومين بآليات الوساطة المحلية.