الأعمدة

_لماذا أَغلقتها السلطات المصرية؟!_ *الفوضى ” والتمكين “* *و(التعليم من الباطن) / بقلم / عادل سيدأحمد_

– لكل دولة نُظمها؛بيد أنه يجب مُراعاتها.
– ندخل في الموضوع؛بدون مقدمات طويلة..
– الأنشطة التجارية السودانية في مصر متعددة..
ولكن سنتناول منها فقط نموذجين..
وعلى ذلك قِس:
-الأنشطة التجارية الصغيرة(مثل الأفران ومحال المنتجات السودانية)..
جُلها – إنْ لم يكن كلها – تعمل دونما تراخيص..!
أقلاها ترخيص من سلطات الحي
(التي توازي المحلية عندنا)..!.
*المدارس*
أما طامة (الأنشطة التجارية) السودانية؛فهي المدارس..!!.
فعلى الرغم من أنَّ هذه المؤسسات التعليمية تدر على أصحابها أموالاً ضخمة؛دونما مراعاة لظروف الأُسر السودانية، جراء الحرب اللعينة..
إلا أنها – أي هذه المدارس – تتهرب من تقنين أوضاعها، باِستكمال إجراءات التصديق ..
هل تصدقوا أنَّ هذه المدارس تعمل بدون تراخيص..؟!.
*الشروط*
-إنَّ خطوات إجراءات التصديق تبدأ بكتابة طلب بفتح مدرسة..
-الطلب يذهب للخارجية المصرية؛عبر السفارة السودانية.
-رد الخارجية المصرية يكون(لا مانع؛بعد اِستكمال الإجراءات )..
-استكمال الإجراءات يستوجب:
#عمل شركة وإسم عمل لدى مسجل الشركات.
#فتح ملف ضريبي.
#تصديق من وزارة التربية والتعليم المصرية.
………………….
هل تصدقوا أنَّ
المدارس السودانية ظلت شغالة ب(لا مانع) دي..دون أنْ تستوفي إجراءات ومطلوبات التصديق..؟!.
وهل تصدقوا أنَّ السلطات المصرية ظلت (تخاطب وتنذر هذه المدارس)؛لمرات عديدة..؟!.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فلجأت مدارس (التربح )هذه لحيلة جديدة؛كاِلتفاف على سليم الإجراءات..
حيث (تظاهرت)
بعمل “توأمة” مع مدارس مصرية؛بحسبان أنَّ هذه الحيلة – أو التحايل – سيغنيها عن التصديق والإجراءات المطلوبة..
وبالطبع؛فإنَّ ل(التوأمة) ثمنها..فالذي يعطيك تصديقه؛يعلم أنك تمارس عبره نشاطاً تجارياً..فيطالبك بمال..
إنه (التعليم من الباطن)..!.
…………………..
سؤال مشروع:ما الذي يمنع أنْ تقوم هذه المدارس باِستكمال إجراءاتها..؟!.
إنه الجشع؛وليس أي شيء آخر..!
لأنَّ هناك رسوماً يجب دفعها لمسجل الشركات؛واِستحقاقات أُخرى لمصلحة الضرائب والوزارة..!..
……………….
وهناك شيء خطير جداً؛جدير بالوقفة والتوقف عنده؛نطرحه في شكل سؤال:مَنْ هم أصحاب هذه المدارس..وما علاقة(كثير منهم) بحزب النظام المُباد..؟!.
وهل هذه النقطة داخلة في حيثيات قرار السلطات المصرية..؟؟.
عموماً..هناك شرط لاِستكمال إجراءات التصديق يتعلق بفقرة داخل(فورم)التقديم تتطلب تحديد إسم صاحب أو أصحاب المؤسسة..
وذلك لسد الطريق أمام الدُخلاء من تجار التعليم؛حيث يقول قائلهم :(أنا عندي ألف رأس)؛في مدرسة لا تملك إلا شقة بالية؛سقوفها مهترئة ومديرها لا يفرق بين (ضكر البط والواو الضكر)..!.
هؤلاء الدُخلاء لا علاقة لهم بالتعليم؛فقط يتربحون منه..!.
……………….
أما غلبة السيطرة على المدارس السودانية بمصر؛فهُي من المدارس المُحتكِرة للتعليم بالسودان في سِني النظام الموؤد الغبراء؛كاِمتداد لسياسة”التمكين”..وهؤلاء أذوا الشعب السوداني باِحتكار التعليم وخصخصته؛تحت راية زائفة إسمها(ما لدُنيا قد عملنا)..!
وهاهي الدُنيا قد كشفت أنهم يعملون لها طولاً وعرضاً..فبعد أنْ عطلوا بئر بلادنا؛اِكتنزوا الأموال وهرعوا لقصور إستانبول المنيفة؛يمتطون الفارهات؛
ويدخلون أبناءهم في مناهج ال ( IG ) البريطانية..
ويعيشون في بحبوبة من رغد العيش؛ بمعية المال والبنون والمثنى والثُلاث والرُباع..!
ينادون ب(الحرب)؛
وهم في مأمن السلام..
بينما مواطن بلادي في معسكرات النزوح بحثاً عن غذاء ودواء وكساء..!
أطفال (النيل العظيم)لا يجدون الماء؛بينما أهل(المشروع الحضاري)الزائف؛بإستانبول في (سماياتهم)
سادرون ..!!.
………………..
عجبي من هؤلاء القوم..فقد كان أنْ تخرجوا – زمااااان – على حساب دافع الضرائب السوداني..حيث كان منهم من درسَ في جامعة الخرطوم..يأكل اللحمة والسمك والأرز واللبن..(ويحوِّل) من الإعانة المالية(Bursary) المُقدرة لأهله في الأقاليم..
أو يُبتعَث إلى الخارج عبر “العلاقات الثقافية”..إلى مصر أو سوريا أو المغرب أو خلافه..
يدرس ويسكن ويأكل ويتلقى الإعانة المالية عبر سفارات السودان بالخارج..!.
………………
إنَّ واقعنا المتردي بدأ بتصفية (بخت الرضا وخور طقت وحنتوب ووادي سيدنا)..!
واِنتهى بإنشاء (الدعم السريع )عام ٢٠٠٣م..!
وها هي قنابل بؤس التعليم وضنك الحياة ومُصاب الحرب تتفجر كقنابل موقوتة نصبها متلاعبو التدين وتجار الدين وأعداء الديان..!
فظنوا توهماً أنَّ تحصين نظامهم سيكون بالقمع والتسلط والاِحتكار(ومص دم المواطنين)..!
حتى أتاهم يقين ثورة ديسمبر في ٢٠١٩م..وعلمهم أنَّ الدُول تُحرَس بالعدل وتُبنى بالسلام وتُؤَمَن بالحرية..!.
…………………..
إنَّ ليلهم مهما طال؛سيعقبه النهار..
ولابُّد من الخرطوم؛وإن طال السفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى