الأعمدة

واجه حملة انتقادات مستعرة،، الناطق باسم الجيش.. في وجه العاصفة

العميد ركن نبيل عبدالله قدرات أكاديمية وكفاءة عسكرية نادرة ولكن!!..

خبير عسكري: لا يحق للناطق باسم الجيش التعبير عن وجهة نظره الشخصية..
عبد العظيم عوض: من يستهدفون العميد نبيل، يجهلون تعقيدات الوظيفة في حالة الحرب..
تحديات كبيرة ما بين تقديرات القيادة وتعقيدات الوظيفة وشائعات الميليشيا والقحاتة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
يتعرَّض الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله إلى حملة مستعرة وشعواء تنتظم منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإسفيرية تستهدف الرجل وتحاول شيطنته والتقليل من قدراته بوصفه بالضعف وعدم التعاطي الإيجابي مع مطلوبات الحرب الحالية التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م، ووصلت الحملة المنظمة ضد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ذروتها عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها ولاية سنار في ظل الشائعات التي أطلقتها الغرف الإعلامية لميليشيا الجنجويد وظهيرها السياسي من القحاتة الذين نشروا الرعب والفزع في نفوس المواطنين بإعلانهم انسحاب الجيش وسقوط سنار في أيدي ميليشيا الدعم السريع الأمر الذي أثار بلبلة وفوضى وربكة كبيرة، دفعت المرجفين في المدينة إلى المطالبة بإقالة الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بسبب ما وصفوه بالفشل في تطمين المجتمع وتبصير المواطنين بما يجري داخل مدينة سنار.
سيرة مضيئة:
ويعتبر العميد ركن نبيل عبد الله المولود في مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، في الثاني والعشرين من يوليو من العام ١٩٧٣م، من أكفأ الضباط الذين دفعت بهم الكلية الحربية “مصنع الرجال وعرين الأبطال” إلى حضن المؤسسة العسكرية في العام ١٩٩٥م، فهو من كوكبة الدفعة ٤٣، وعمل فور تخرجه بمنطقة الشجرة العسكرية في سلاح المدرعات، والمنطقة العسكرية بالاستوائية، والمنطقة العسكرية الغربية، ومنطقة البحر الأحمر العسكرية، والفرقة 22 مشاة بابنوسة، ومنطقة وادي سيدنا العسكرية، وموجهاً بأكاديمية نميري العسكرية، وعمل أخيراً بمكتب القائد للقوات المسلحة في وظيفة الناطق الرسمي.
التأهيل العسكري:
والعميد ركن نبيل عبد الله، حاصل على ماجستير العلوم العسكرية في كلية القيادة والأركان، وعلى دبلوم العلوم العسكرية في الكلية الحربية، وعلى زمالة كلية الحرب، بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية، ويعتبر أول ضابط سوداني يحظى بالمرتبة الأولى في تأريخ الأكاديمية، ونال العميد نبيل عبد الله المرتبة الأولى على صعيد زمالة كلية الدفاع الوطني بأكاديمية نميري العسكرية، وحاصل على دورات في قادة فصائل دروع، سرايا دروع، وابتعث إلى عدة دول في دورات عسكرية مختلفة كدورة معلم رماية واستخدام تكتيكي دبابات بالصين، ودورة عمليات مشتركة بماليزيا، وغيرها.
التأهيل الأكاديمي:
حصل العميد ركن نبيل عبد الله على بكلاريوس إدارة أعمال في جامعة السودان المفتوحة، وماجستير ترجمة عامة في جامعة بحري، (جوبا سابقاً)، ماجستير دراسات استراتيجية جامعة كرري، وخدم العميد نبيل في كل الوظائف القيادية من قائد الفصيلة حتى قائد لواء مدرع، كما خدم في معظم مسارح العمليات النشطة بالبلاد في كل الرتب، عدا رتبة العقيد، وقد نال عدداً من الأوسمة والأنواط، كوسام الإنجاز العسكري بالفرقة ١٦ مشاة، ووسام الدفاع الذهبي، ووسام الخدمة الطويلة الممتازة، ووسام التفوق من الطبقة الأولى ونوط الواجب المصري من الطبقة الثانية.
الناطق الرسمي:
كفاءة العميد ركن نبيل عبد الله علي التي تحكي عنها سيرته العطرة، شجعت رئاسة الأركان إلى تعيينه ناطقاً رسمياً باسم الجيش في يناير من العام ٢٠٢٢م، حيث كان وقتها في رتبة العقيد، وجاء تعيين نبيل خلفاً للناطق الرسمي السابق العميد ركن عامر محمد الحسن، حيث ظلت الوظيفة شاغرة زهاء العامين قبل أن تؤول إلى نبيل، والناطق الرسمي هي الوظيفة التي يُعنى الشخص المكلف بها بإذاعة ما يراه مناسباً من بيانات وقرارات ومعلومات تتعلق بالحكومة وسياساتها واتجاهاتها ومواقفها المختلفة إزاء الكثير من القضايا التي تهم الدولة أو تهم الرأي العام.
الناطق باسم الجيش:
ويبدو أن اختلافاً كبيراً في مفهوم الناطق الرسمي يطرأ داخل المؤسسة العسكرية بخلاف ما يُتعارف عليه في المؤسسات المدنية لذات الوظيفة، ويقول خبير عسكري وضابط رفيع في القوات المسلحة فضّل حجب اسمه إن وظيفة الناطق الرسمي للجيش تندرج ضمن وظائف أعمال الركن وهو معني بالتعبير عن وجهة نظر قيادة القوات المسلحة ورئاسة أركانها عن الموضوعات المختلفة طبقاً لسياساتها العملياتية والتنظيمية والاستراتيجية، الأمر الذي يجعل من الناطق الرسمي فرداً يعمل داخل منظومة فلا يستطيع التعبير عن وجهة نظره الشخصية في أي شأن يخص المؤسسة العسكرية، فهو ليس قائدها أو رئيس أركانها وإنما مجرد ضابط مكلف بصياغة مسودات (طبقاً لتوجيهات القيادة) وتتم مراجعتها وتدقيقها ومن ثم التصديق أو عدم التصديق على إذاعتها أو نشرها.
مهمة محصورة:
ويعزز دكتور عبد العظيم عوض رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات والملحق الإعلامي السابق بسفارة السودان بمصر، من حديث الضابط الرفيع، ويقول في حديثه للكرامة إن مهمة الناطق الرسمي للجيش تنحصر فقط في إذاعة البيانات الصادرة من القيادة للرأي العام، وهو في هذه الحالة يمثل آخر نقطة يصل إليها البيان تمهيداً لنشره، ولا يستطيع أن يطرح مبادرات ذاتية، أو رؤىً شخصية باعتبار أن الناطق الرسمي ليس سوى حلقة في سلسلة مترابطة تبدأ من القائد العام، وتتنزل تراتبياً حتى تصل إلى الضابط المعني بإذاعة البيان و

الذي هو الناطق الرسمي.
عدم فهم:
وأبدى دكتور عبد العظيم عوض أسفه الشديد للحملة التي ظل يتعرض لها العميد ركن نبيل عبد الله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة خلال فترة الحرب الحالية، وقال إن الجهات التي تقف وراء هذه الحملة تجهل التعقيدات التي تواجه وظيفة الناطق الرسمي وبخاصة في حالة الحرب، حيث لا مجال له في أي تصرف فردي، وعلى ذات الصعيد يقول الضابط الرفيع في حديثه للكرامة إنه يجد العذر للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله انطلاقاً من تعقيدات الوظيفة داخل المؤسسة العسكرية وخاصة في أجواء الحرب الحالية التي قال إنها لا تشبه أي حرب أخرى، الأمر الذي يزيد نسبة الحيطة والحذر كيل بعير في ظل سرعة المتغيرات الميدانية وتبدُل المواقف العسكرية مما يتوجب التأني وعدم مجاراة الضغط الذي يمارسه الإعلام المحلي والأجنبي، وعدم الالتفات إلى أشواق وتطلعات منصات التواصل الاجتماعي، وذلك تفادياً لخدمة أغراض الحرب النفسية للعدو.
شهادة أهل البيت:
وتقول الإذاعية نبيلة عبدالله الأخت الكبرى للعميد نبيل عبد الله إن الحملة المغرضة التي يجابهها شقيقها هي محاولة يائسة من غرف الدعامة والقحاتة للإطاحة بالعميد نبيل من موقعه كناطق رسمي، مبدية دهشتها من ولوغ بعض الصحفيين الكبار عمراً في مثل هذه الحملة، مما يعني (جهالتهم) بالكيفية التي تخرج بها بيانات الجيش، ممتدحة وطنية وإخلاص شقيقها الذي قالت إنه ظل موجوداً في الخط الأمامي للمعركة منذ انطلاق أول رصاصة وحتى كتابة هذه الأسطر واطلاعه على كافة تعقيدات هذه الحرب، مبينة أن القيادة العليا للقوات المسلحة تثق في نبيل وفي قدراته ومعرفته بأصول الوظيفة الحساسة التي يمسك بمفاصلها.
تقديرات وتعقيدات:
ويجدد الضابط الرفيع في القوات المسلحة التأكيد على الحساسية المفرطة والتعقيدات الكبيرة التي تنطوي عليها وظيفة الناطق الرسمي داخل المؤسسة العسكرية والتي لن يستوعبها إلا شخص ذو مهارات وخبرات عسكرية متقدمة، وقال إنه ومن خلال متابعته الميدانية اللصيقة للعمليات الجارية منذ اللحظات الأولى لاندلاع تمرد ميليشيا الدعم السريع، جعلته يدرك تماماً تقديرات القيادة العليا للجيش تجاه أي تحركات ميدانية ومواقف قتالية، وهي تقديرات بحسب قوله لا يمكن الإفصاح عنها إطلاقاً، مؤكداً أن الكثير من العسكريين غير المطلعين على تفاصيل معينة لن يتمكنوا من تقديرها بطريقة صحيحة، ويختم الضابط الرفيع حديثه للكرامة بقوله إنه يجد العذر للعميد ركن نبيل عبد الله في الكثير من المواقف التي كان الشارع ينتظر منه أن يخرج إعلامياً، ولكنه احتجب وراء جدر هذه التقديرات.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ تبدو وظيفة الناطق الرسمي داخل المؤسسة العسكرية مواجه بتعقيدات تتطلب إلماماً ومعرفةً من الرأي العام للتريث قبل إطلاق الكلام على عواهنه، يستثنى من ذلك أصحاب الغرض من الغرف الإعلامية الداعمة للميليشيا الإرهابية التي ما انفكت تطلق الشائعات وتقيم المَآتِم وتستصرخ كلما تلقت ضربات من الجيش، فتأكد بذلك عدم قدرتها واقتراب نهايتها، فالنصر أقبل والله أكبر، وإنما يُحدثُ الإناءُ الفارغُ جلبةً أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى