الأعمدة

اتحاد الكرة وأدمان الفشل !

في الحقيقة أزمة حقوق البث التلفزيوني التي  كانت  وراء فشل أقامة مباراة كأس السوبر بين الهلال والمريخ في دار السلام  كشفت أدمان  إدارة اتحاد  الكرة السودانية  للفشل وإنه  بعيدة كل البعد عن التنظيم والتطور الذي لحق بركب نظرائه  وليس غريبا طالما تلك العقليات  المتحجرة تدير الكرة  بعشوائية وعبر  الشلليات ولذلك بات موضوع البث مصدر أزمة متواصلة من موسم لأخر في حين المسألة في غاية السهولة محتاجة للاستعانة   بخبراء إعلام وتسويق لوضع لائحة  تحدد العلاقة بين الاتحاد مالك ومنظم المسابقات والجهة المشترية  لحقوق النقل التلفزيوني والجهات الر اعية الأخرى من جهة أخرى , ولائحة مالية توضح حقوق الأندية في حقوق البث التلفزيوني وحقوقها في عوائد التسويق التجارية الأخري . وبذلك وجود قانون الحقوق بات عنصرا أساسيا يضع في عين الاعتبار قبل تنظيم المباريات والجدول وفي كثير من الأحايين الجهة الناقلة تفرض وتتدخل تحديد تواريخ وزمن المباريات لأسباب تسويقية ومن حقها لإنها توفر المردود المالي للاتحادات بعد بيع شارة النقل للجهات الراغبة في ذلك وهذا يحدث في كل الدوريات وبطولات العالم والأزمة التي حدثت ترجع لعدم وجود  لائحة الحقوق والبث في الاتحاد السوداني كونها تنهي  كل التقاطعات وتضع الأمور في نصابها ونتطرق لأشكال الحقوق للبطولات في الأتي :-
اولا:  الجهة المنظمة اتحاد أومنظمة هي صاحبة الحقوق الأصلية  ومن مهامها وضع لائحة حقوق البث التلفزيوني مع لوائح تنظيم  البطولةو الرعايةالتجارية .
أ- البث التلفزيوني .
ب- الإعلانات التجارية في الملعب .

ج – الانتاج التلفزيوني للمادة لانه في بعض الاحيان الجهة المنظمة هي تقوم بإنتاجه  ثم بيعه كمثال البطولات الكبرى  كؤوس العالم وغيرها  وفي الدوريات الكبرى الاتحادات تبيع الحقوق للجهة الناقلة مثلا الدوري الإنكليزي  تسويقة كاملا على قناة “سكاي نيوز “وبدورها تفوم بالإنتاج وبيع البث وأعادة بيع الحقوق لذلك لابد من الاتحاد ان يقوم بتحديد ذلك في لائحته لأن الفارق شاسع بين في  قيمة  العوائد المالية في الحالتين .
ثانيا: في معظم الدوريات الكبرى يقوم الاتحاد ببيع الحدث ومن ثم يوزع المرورد للأندية والجهات المستحقة من بينها التحكيم والتدريب وغيرها  على حسب اللوائح  .
ثالثا : التسويق الرياضي بات جزءا لايتجزأ من التطوير وإقامة المنافسات ولذلك من المؤسف ان يفتقر الاتحاد السوداني للائحة تتعلق بحقوق البث وتوزيع الحقوق ل وهذا الخلل وراء الأزمات المتلاحقة .
رابعا : باتت الاتحادات  الرياضية في العالم تضع  ملف التسويق والبث قبل برمجه المسابقة  باعتباره  عنصر من عناصر نجاح انتشار البطولة وتسويقها  ماديا بشكل أفضل لكي تدر الاموال ولاسيما  معلوم الصرف الكبير للاندية لتسيير دولاب العمل والإيفاء  بالالتزامات  المالية .
من السرد أعلاه  ماحدث في تنزانيا  يتحمل الاتحاد المسؤولية اولاً واخيراً  لانه من صميم عمله تنظيم مسابقاته  إدرايا وماليا  ويتوجب مناقشة  البث مع الاندية بكافة تفاصيله مع  طرح عطاء لأكثر من جهة واختيار العرض الأفضل .
ثانيا : يبدو أن الاندية مازالت بعيدة كل البعد عن التسويق الرياضي وليس لها خطط ومشاريع تتعلق بالاستفادة من جمهورها سواء اللهث وراء عائد البث بدلا من تسخير علامتها التجارية في إنتاج وبيع  الشعارات والهدايا للجماهير ومن خلال متابعتي للاندية الإنجليزية  سنويا تقوم بنشاط  تجاري  بطرح تشيرتات الموسم الجديد والهدايا الأخرى قبل وقت وهذا يجيب على تساؤلات لماذا الأندية كل موسم تغير أطمتها؟  وقد نجحت في توفير الاموال الطائلة وذلك بالإضافة إلى بيع التذاكر السنوية للعضوية, الحديث عن ملف التسويق والبث محتاج لأدارات جادة تسعي للتطوير عبر خبراء في هذا المجال وليس اختيارات عشوائية .
واخيراً  فكرة التوثيق غائبه تماما في  الاتحادات و الاندية والصحافة الرياضية  باستثناء تجربة الراحل عبده قابل رحمه الله واما في التلفزيون حدث ولاحرج امسح اشرطه الكورة وبعدها اشرطة الإعلانات وهلمجرا .
ولاشك هناك اجتهادات للتسويق في بعض الاندية لكنها في طور   الهواية ولم تصل مرحلة  الاحتراف بعد .
ولا اطيل كثيرا في سنة 2003 كان نادي يوفنتوس مقررا  أن يزور الإمارات للمشاركة في تكريم عدنان الطلياني وكنت حينئذ مدير برامج قناة أبوظبي الرياضة ومسؤول عن الإعلام والنقل التلفزيوني واذا قبل الزيارة بثلاث شهور اهاتفني  مدير قناة اليوفي للتنسيق للحضور قبل الحدث بشهر لمعرفة ومعاينة كل شي حتى تستطيع القناة باداء مهامها على أكمل وجه هذه الاحترافية ومن هنا يكمن نجاح الأخرين ويكشف اسباب تاخر السودان في كل المجالات

المختصر المفيد : ااتحاد الكرة وأدمان الفشل  !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى