يحتفل العالم في 27 يونيو من كل عام بيوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، تكريمًا لدورها المحوري في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل. تأتي هذه المناسبة هذا العام حاملةً معنى خاصًا للسودان، الذي يمر بمرحلةٍ حرجةٍ من إعادة الإعمار والنهوض بعد عقودٍ من الصراع.
تُعدّ الشركات الناشئة والمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (الشركات الصغيرة والمتوسطة) ركائز أساسيةً في أي اقتصادٍ مزدهر. فهي توفر فرص عملٍ جديدةٍ، وتُساهم في تنويع الاقتصاد، وتعزّز الابتكار، وتدعم التنمية المستدامة، ودورها في إعادة إعمار السودان يتم عبر خلق فرص عمل، لأنه يعاني السودان من معدلات بطالةٍ مرتفعةٍ، خاصةً بين الشباب و سيعاني أكثر بعد توقف الحرب باي وضع كان، فتُساهم الشركات الصغيرة والمتوسطة في حلّ مشكلة البطالة من خلال خلق فرص عملٍ جديدةٍ تناسب مهارات وقدرات الشباب. وتُشير التقديرات إلى أنّ الشركات الصغيرة والمتوسطة في السودان ستُوظّف أكثر من 80% من القوى العاملة إذا تم التخطيط السليم، وتُساهم الشركات الصغيرة والمتوسطة في إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة من الحرب، مثل الطرق والمباني والمدارس والمستشفيات، وتساهم الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم القطاعات الحيوية للاقتصاد السوداني، مثل الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة، وتُشجّع الشركات الصغيرة والمتوسطة على الابتكار وتطوير حلولٍ جديدةٍ للتحديات التي تواجهها البلاد.
تتمتع الجالية السودانية في مصر بمهاراتٍ وقدراتٍ كبيرةٍ تُؤهّلها لريادة الأعمال وإطلاق مشاريعٍ ناجحةٍ، من حيث توفر الخبرات في مجالاتٍ مختلفة، وتوفر شبكة علاقاتٍ واسعة، ومعرفةٌ وأفراد بالسوق المصري
متطلبات النجاح تتم بالتدريب والتأهيل، ويحتاج رواد الأعمال السودانيين في مصر إلى تدريبٍ وتأهيلٍ في مجالاتٍ مختلفةٍ مثل إدارة الأعمال والتسويق والتمويل، بجانب ضرورة توفر التمويل، تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبةً في الحصول على تمويلٍ مناسبٍ، بجانب توفر الدعم الرسمي وضرورة أن تُقدّم الجهات الرسمية العديد من البرامج لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع ضرورة ثقافة نشر ثقافة ريادة الأعمال بين أفراد الجالية السودانية في مصر، و يُمكن للإعلام أن يلعب دورًا هامًا في توعية أفراد الجالية السودانية بأهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة
من المبادراتٌ التي يجب أن تنشأ وأن تكون داعمة لريادة الأعمال، مثل مقترح برنامج “ابدأ” لدعم رواد الأعمال، وصندوق “سودان” لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوفير مزيد من حاضنات الأعمال
من قصص نجاحٍ ملهمة والتي تابعتها من بعض الشباب ومنها مشروع “نوال” لتصنيع منتجات الألبان وشركة “ابتكار” لتطوير البرمجيات وغيرها.
يُمثل يوم المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة فرصةً مثاليةً للتأكيد على دور هذه الشركات في إعادة إعمار السودان ونهضته الاقتصادية، مع تضافر الجهود من قبل الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، فيمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تُساهم بشكلٍ كبيرٍ في بناء مستقبلٍ أفضلٍ للسودان.