الأخبار

العرب اللندنية : البرهان يهوّن من حجم خسائره : ماذا يعني إذا خسرنا أشخاصا، فالسودانيون كثر

الخرطوم – لا يزال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان يكابر رافضا كل عروض السلام، رغم الانتكاسات المتوالية التي تتعرض لها قواته وآخرها في ولاية سنار جنوب شرقي البلاد. ولا يبدو البرهان مهتما أو مباليا بحجم الخسائر في صفوف قواته، ولا تخلو تصريحاته من عملية تتفيه لسقوط الآلاف من الأرواح البشرية، وآخرها قوله أمام عدد من المقاتلين في أم درمان “إذا خسرنا أشخاصا، فالسودانيون كثر”.

ويقول نشطاء سودانيون إن تصريح البرهان يعكس واقع أنه مستعد للسير على جماجم السودانيين من أجل الحفاظ على موقعه في السلطة، حتى وإن أدى ذلك إلى زوال السودان بجغرافيته الحالية وتحوله إلى مجموعة دويلات.

 

 

وخلال زيارة له إلى المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم، قال البرهان، “الجيش ربما يخسر معركة، ولكنه لم يخسر الحرب”، مضيفا “إذا خسرنا أشخاصا، فالسودانيون كثر، وكل الشعب السوداني يقف مع الجيش، عدا فئة ضالة تساند الباطل وميليشيا الدعم السريع”. وأضاف “هذه البلاد لن تسعنا مستقبلا، إما نحن أو هم، ونحن ملتزمون أن نسلم الشعب السوداني الوطن خاليا من التمرد، أو نفنى جميعا كقوات مسلحة”.

وتأتي تصريحات البرهان في وقت تشهد معنويات الجيش حالة من الانهيار، وهو ما ترجم في الانسحابات المتتالية لعناصره من جبهات القتال في ولاية سنار وآخرها من مدينة الدندر باتجاه ولاية القضارف. ويقول متابعون إن قيادة الجيش تحاول تدارك الانتكاسات المتتالية في جنوب شرقي البلاد وغربها عبر استئناف القتال في أم درمان لتهديد العاصمة الخرطوم حيث تسيطر قوات الدعم السريع.

 

 

ويشير المتابعون إلى أن توجه البرهان إلى أم درمان هو محاولة من قبله لتحفيز القوات، لكن تحركاته وخطاباته لم تعد لها قيمة معنوية على الجنود، مستدلين على ذلك بسقوط سنجة عقب ساعات قليلة من زيارة البرهان للمدينة التي تعد عاصمة سنار.

ويلفت المتابعون إلى أن قائد الجيش والحلقة الضيقة المحيطة به يأخذان الجيش إلى حتفه، متوقعين أن تنفض العديد من القيادات العسكرية من حوله لاسيما مع تمدد قوات الدعم السريع شرقا. ويوضح هؤلاء أن البرهان لا يبدو مدركا لخطر خسارة الحرب، حيث ثبت بالكاشف أن قواته لا تستطيع الصمود أمام قوات الدعم السريع التي هي أكثر تنظيما وقدرة من النواحي التكتيكية.

 

 

ويعتبر المتابعون أنه سيكون على البرهان في نهاية المطاف التسليم بهذا الواقع، لكن الخشية من أن يكون ذلك بعد فوات الأوان. وقال البرهان إن “الجيش لن يخضع لأي ابتزاز، ولن يدخل في أي تفاوض يسلب هيبته، ولا يلبي طموح الشعب السوداني”. وأضاف لن نتفاوض مع عدو يستمر في الانتهاكات، ولا مع من يؤيده، وواجبنا إعداد العدة للقتال، ونرى الانتصار أمامنا كما نراكم الآن”.

واستدرك بالقول “نحن دعاة سلام، ولا نرغب في الحرب، ولكن لن نتفاوض بشكل مهين، ولن نذهب للتفاوض إلا بعزة”. يشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو، أدت إلى أزمة إنسانية كبرى.

وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضخ بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو. ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت المعارك إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يصل عدد النازحين إلى خارج البلاد قد يصل مع نهاية العام الجاري إلى 3.3 ملايين شخص. وبحسب بيان لمفوضية اللاجئين الأممية الثلاثاء فقد انضمت كل من ليبيا وأوغندا إلى قائمة البلدان المستضيفة للنازحين من السودان بسبب الحرب إلى جانب أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى