الأعمدة

البكاسى و البرينسات كانت لها صولات و جولات (1) يا الكباشى و البوكسى ماشى !/ بقلم : أمير شاهين

مواصلة لكتاباتنا السابقة عن التوثيق للمركبات و السيارات التى استخدمت فى بلادنا . نواصل اليوم الحديث عن البكاسى او البرينسات والتى كانت وسيلة المواصلات الاكثر استخداما فى بلادنا منذ السبعينات حيث كان سكان العاصمة يفضلون استخدامها على ما عداها , وعندنا فى بحرى كانت تعمل فى كل الخطوط الموجودة الان , ويعود ظهور البكاسى او البرينسات كما كان يطلق عليها وهى فى الاصل مركبات تويوتا هايلوكس يابانية الصنع الى بداية السبعينات من القرن الماضى حيث بدأت المركبات اليابنية الحديثة العهد بغزو اسواق السيارات فى السودان وهذه الاسواق كانت من قبل لا تعرف سوى السيارات الاوربية ( بريطانية, فرنسية , المانية) وتمكنت السيارات اليابانية حينها فى اثبات وجودها بل تفوقت على السيارات الاوربية واصبحت هى المفضلة بسبب اسعارها المناسبة و اقتصاديات تشغيلها و كفاءة محركاتها , فمثلا التويوتا وكانت هى الاولى و مازالت حتى اليوم فى قائمة افضل السيارات لدى السودانيين بجميع انواعها ولاقت الاستحسان و الرضا وكانت التويوتا تشمل الكورولا و الكرونا و الكريسيدا و الهايلوكس واللاند كروزر ولعل موديلات 1978 كانت هى المفضلة لانواع التويوتا المذكورة , وبلالضافة للتويوتا فكانت هنالك سيارات يابانية اخرى لاقت القبول و الشهرة ايضا وان كان ذلك باقل درجة من التويوتا مثل الداتسون ( النيسان) و الهوندا و المازدا وشاحنات الهينو الضخمة وبلغ تاثر السودانيون بهذه السيارات بان قاموا باطلاق اسم هذه السيارات على بعض مشاهير المجتمع .
البكاسى التويوتا الهايلوكس والتى طغى عليها اسم البرينسات ويعود اسم البرينسات وهو مفرد برنسيس و بالانجليزية Princess وهى الاميرة وكان يطلق اولا على بوكس يابانى دخل السودان فى اواخر الستينات و بعدها اصبح يطلق الاسم على كل البكاسى القادمة من اليابان , والسيارة البوكس هى التسمية لكلمة بيك اب بالإنجليزية: Pick-Upوهى الشاحونة أو السيارة النصف-نقل و تكون صغيرة مكشوفة الخلفية حيث تحمل البضائع والأحمال الثقيلة، وهي تشبه «نصف شاحنة»، يمكن استخدامها في نقل البضائعذات الاوزان و الاحجام الغير كبيرة فى الاغلب 2 طن وبالرغم من ان تصميم وتصميم هذه المركبات لنقل البضائع كما ذكرنا , فانها فى السودان تم استخدامها لنقل الركاب وذلك بتركيب صندوق حديدى فى مؤخرة البوكس وفى هذا الامر فالسودانيون لديهم خبرة كبيرة وتاريخ طويل فى تحويل الشاحنات و اللوارى المخصصة لنقل البضائع الى نقل البشر وكله عند العرب صابون , حيث كانت اغلب البصات السفرية والتى تنقل الركاب فى خطوط المواصلات كانت فى الاصل لوارى البدفورد ( السفنجة) واصبحت بفضل العبقرية السودانية بصات تنقل البشر !! والبكسى الهيلوكس يتم تركيب صندوق له من الحديد و تركيب كنبتين متقابلتين بحيث يجلس الركاب وجها لوجه او كما يقولون Face to Face وكل كنبة مخصصة لاجلاس 6 ركاب بغض النظر عن احجام واوزان هؤلاء الركاب و لسان حال سائق البكس و الكمسارى يقول ” الكنبة راح تشيل 6 ركاب يعنى حا تشيل 6 ركاب” و بهذا فان عدد الركاب يصل الى 14 راكب 12 راكب على الكنبتين + راكبين اثنين مع السائق فى كبينة البكس ! اما الكمسارى والذى كان فى الاغلب صغير السن قد ترك المدرسة مبكرا بعد ان تعلم اساسيات القراءة و الكتابة و الرياضيات كان عادة يقف عند باب البكس الخلفى حتى لا يشغل مقعد يستفاد منه ماديا ولكن كانت شرطة المرور لهم بالمرصاد حيث تفرض عليهم غرامات باهظة مؤلمة بالنسبة لهم , كانت اولى مهام الكماسرة هو تحصيل اجرة النقل من الركاب والتى كانت تبلغ 5 قروش ( الشلن) وكثيرا ما كانت تحدث المشاحنات و الشجار بين الكمسارى و الركاب بسبب عدم وجود الفكة وكان هذا الامر اكثر ما يستفز الكماسرة اذ انهم يعتقدون بان الركاب يجب عليهم توفير نقود من فئات مالية غير كبيرة وكانت هذه من ضمن مجموعة من اسباب الاحتكاكات و المشاكل داخل البوكس , وكانت عادة ما تجد هذه المشلكل طريقها الى الحل بواسطة بعض الركاب العقلاء الذين يفلحون فى تهدئة الامور ولكن فى بعض المرات تتفاقم المشكلة لدرجة ان السائق الى يقوم بايقاف البكس والتدخل لحل المشكلة و بالمقابل فقد كان هنالك بعض الركاب بتاعين المشاكل او العكاليت بتاعين العنكبة بلغة اليوم , الذين يتحرشون بالكماسرة .ويستمتعون باندلاع الشجار و الاظطرابات ( العنكبة و الكركبة)
ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى