الأعمدة

بسبب نزق وسادية جنرالات الحرب : تيسير يوسف : من موظف كبير في جامعة بحري الي عتالي وعربجي وبنشرجي ( خلا۽ )

سلسلة من نخيل بلادنا سلااام : اعداد احمد الامين بخيت

سلسلة من نخيل بلادنا سلااام : اعداد احمد الامين بخيت

” معاناة المواطن االشاب تيسير الموظف بكلية الانتاج الحيواني جامعة بحري بالكدرو مع الحرب العبثية قد لاتختلف في تفاصيلها عن معاناة جميع طوائف ابناء الشعب السوداني الذين تشردوا ونزحوا وكتبت عليهم الذل والمسكنة بسبب اطماع العسكر وبعض الساسة في موارد البلاد منذ الاستقلال
” بيد ان بلادنا ظلت ترزح تحت هذه الحلقة الجهنمية التي قضت علي الاخضر واليابس ومن اسف ان وقودها لم يكن غير الانسان السوداني البسيط الذي طالما ظل يحلم بالاستقلال والحصول علي وظيفه تقيه شر الجوع والمرض والجهل عدا ان جميع الحكومات كانت تمارس عليه السلطوية والدكتاتورية وتنهب موارده وتسلبه كرامته وتتم معاملته كمواطن من الدرجة الثالثة مهما بلع من العلم والبراعة في وظيفته
” المواطن تيسير متزوج وله طفلتان في عمر الزهور نذر نفسه لتعليمهم ورعايتهم وكانت اموره الوظيفية والمادية في افضل حال عدا ان ذلك اليوم الاسود من تاريخ السودان كان قد عكر صفو حياة اسرتخ الصغيرة حين بدأ الرصاص الطائش يتساقط عشوائيا بمنزله الكائن بمنطقة الكدرو شمال مدينة بحري وكادوا ان يهلكوا بسببه
“” وللهروب من ذلك الواقع المميت قرر تيسير المغادرة صوب ولاية الجزيرة رفقة اسرته الصغيرة الا ان الحرب لاحقته هناك .. حين كان يعمل في وظيفة صبي بنشرجي ثم عتالي بسوق مدني الكبير من اجل تامين لقمة العيش الحلال لاسرته
” وفي الاثناء ظل يتعرض للملاحقات والضرب والاهانة مما افقده القدرة علي متابعة عمله ومن تلك اللحظة قرر الهروب الي مدينة تمبول بشرق الجزيرة
” وفي مدينة تنبول تمكن تيسير من شراء عربة كارو لتامين لقمة العيش وقبل انرتستقر احواله تم اعترضه وافراغ زخات من الرصاص علي عجل الكارو كادت ان تصيبه احداها في مقتل لولا تدهل العناية الالهية ويقول تيسير في افاداته ان سبب اطلاق الرصاص تم بسبب انه كان يغلق الطريق امام القوات الغازية بالرغم من انه كان يسير خارج شارع الاسفلت حيث لم يكتفي الجناة باطلاق الرصاص عليه قبل ان يهينوه ويكيلوا له الشتائم
“” تلك الاحداث دفعت بالموظف الجامعي المرموق للبحث عن مكان اكثر امانا لاسرته ذلك حين لجأ الي مسقط رأس والده بقرية البخيت التي تقع حوار منطقة الزومة المعروفة التابعة لمحلية مدينة مروي
“” وفي قرية البخيت عثر تيسير علي الامان المفقود وقام من فوره بتاسيس بنشر لتصليح عجلات السيارات بصحراء المنطقة بالطريق النتجه الي مدينة ناوا كما اسس مسجدا ومصلي للعابرين والمسافرين يعمل علي الواح الطاقة الشمسية كما قام بتوفير مياه الشرب عن طريق القربة الموضحة في الصورة نسبة لعدم قدرته علي شراء مبرد
” تيسير بالرغم من التحولات الوظيفية في حياته من موظف كبير الي عتالي وصاحب عربة كارو الاانه لم يفقد الامل في بناء حياته من خلال وظيفته الجديدة التي تدر عليه دخلا لابأس به فضلا عن انها جلبت له العديد من الزبائن واكسبته العديد من المعارف التي خففت عليه وطأة ذكريات وتداعيات الحرب اللعينة التي كادت ان تسلبه حياته وحياة اسرته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى