الأعمدة

الثقافة السودانية وما تفرع عنها من فنون وآداب(19) : الرائد كرومة

الثقافة السودانية في مختلف ضروب الابداع من بدايات تخلُقها حتي بلوغها اعلي المراقي تحت الشمس اواسط الستينات كانت حكراً علي المُثقفين الحقيقيين الذين تداولوا رايتها وادوا الامانة بحقها ، وحتي الابداع المُبهِر الذي افرزته السبعينات والثمانينات كان نتاجاً للتخمُر الذي حدث في مراحل سابفة.
الانهيار الكامل للمنظومة الثقافية بدأ اوائل التسعينات بايدي منظري المؤتمر الوطني
انصاف واشباه المُثقفين وسنري كيف ان
تجريبهم البائس انتج مرحلة (قلِقة) قطعت التواصل بين الاجيال وحاولت جب ما قبلها
وكأن تاريخ السودان الثقافي بدا في يونيو
١٩٨٩..
نتوقف اليوم عند العُمر الابداعي لفناني مرحلة المهد، وقد يرتفع حاجب الدهشه عند القارئ فوق موضعه المعتاد حين يعلم ان كرومة اعظم صائغ
الحان علي مر تاريخ الفن السوداني لم يتعد عمره الابداعي الخمسة عشر عاماً وكذلك زنقار وخليل فرح والامبن برهان والشاعر الفذ مصطفي بطران
صاحب(دمعة الشوق كُبي).. كلهم جاءوا الي الدنيا وكانهم اطياف انسربوا من اكوان خيالية وغادروها وترك الاثر والتشويق واقول
(التشويق) لان المشاهِد التي تمر بذاكرة
الُمتابِع سريعاً دون تكرار هي التي تصنع الإثارة.
وفي مرحلة لاحقة نبغ محمد وردي
وعمره الابداعي لم يبتعد عن العام وقبله ابراهيم عوض وقبلهم الكاشف وعثمان حسين وبعدهم كابلي ومحمد الامين، فيما صار نادر خضر فناناً نصف معروف بعدما قارب عمره الخمسين عاماً، السمة الابرز لمرحلة المهد هي قُصر العمر الابداعي وغزارة الانتاج..
#نواصل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى