الأعمدة

السودان وزواج المتعة السياسي

في آواخر أعوام القرن الماضي الدكتور غازي سليمان لم تعجبه تحركات طائر الهوى ربيب أمريكا والدول الغربية ومأذون زواج المتعة السياسي فهو كان يعرف ما في جعبته حتى تلاميذه المحيطون به كان ( يكجنهم ) وينفر منهم لمواقفهم ضد السودان وتفكيكه وقد نبه بذلك لأنه كان رجلا وطنيا غيورا يشجع الاستنفار الوطني الذي يمنح القوة للسودان في مواجهة المخططات والمخاطر .
وحتى الدكتور الترابي عندما أدلى بشهادته امام محكمة سدنة مايو بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥ م وقال كلمته الشهيرة : لو كنت قويا ( اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ) سوف تحترمك دول الغرب وتقدرك وتتعامل معك ، ولو كنت ضعيفا هزيلا تركوك وأهانوك وأذلوك ، هذه هي طبيعة دول الغرب .
وبعد سماع ذلك ومشاهدته في التلفزيون القومي من اللواء تاج السر مصطفى صفق بيديه تأييدا لهذا الكلام الوطني الغيور ، فلقد كان رجلا في قامة وطن، فهو شاعر الجيش ، وأول قائد لحرس الحدود في السودان ، وكنت وقتها جالسا بجانبه أشاهد واستمتع .
وهاهي التدخلات السافرة الآن تظهر في ضعف السودان وعدم قدرته وتقديره واحترامه ، وبعضها يتم بمساعدة أبنائه !!!
فالدولة التي شارك الترابي في وضع دستورها تتدخل الآن في السودان ، برغم أن قانونها الدستوري يمنعها من ذلك !!!
من الذي يجعل دولتين عربيتين تتحركان بمعزل عن منظمة جامعة الدول العربية وقد اتضح ذلك جليا في عدم دعوتها لحضور مباحثات جنيف !!! فهي المنظمة المختصة بالقضايا والشأن العربي للدول المنضوية داخل إطارها دون مزاحمة او منازعة أو إبعاد لها من أحد . !!!
دولتا الإمارات والسعودية بمشاركتهما للأمريكان في أمور تختص بالشأن السوداني في تدخل واضح تحت ذرائع مختلفة ومتعددة ،
هل ينتظرا من هذه المشاركة أن يكون لهما نصيب عند اقتسام الكعكة السودانية لا قدر الله تحت ذريعة ( أو لم نكن معكم ) فيضمنوا نصيبهم منها .؟ أم ماذا .؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى