الأعمدة

بلينيكن يهين ويستهين و”يستعبط” !!

 

الخداع والتواطيء الأمريكي بلغ ، بل تجاوز، حد الوقاحة .. وزير الخارجية الأمريكي يعلن أن مصر وقطر تعملان على تفسير البنود الغامضة في المقترح الأمريكي( إسرائيلي في حقيقته) لتتفهمها حماس وتوافق على الاتفاق كما وافقت عليه إسرائيل.
.الجواب يبان من عنوانه كما تقول الأمثال ، وعليه فإن كلمة الغموض التي “وقعت” من لسان بلينكن دليل قاطع على الفخ المنصوب للمقاومة وفلسطين ومصر.
التاريخ القريب يقول أن مجلس الأمن اصدر قرارا يحمل الرقم 242 في أعقاب حرب 67 ،وينص في ديباجته العربية على “انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير”.بينما حذفت أداة التعريف”أل” من كلمة “الأراضي” في النص الإنجليزي ، لتصبح الديباجة “إنسحاب إسرائيل من أراض محتلة” لتتذرع إسرائيل بالصيغة المكتوبة باللغة الإنجليزية وتتنصل من تنفيذ قرار مجلس الأمن تحت حجة أن الأخير لم بنص على الإنسحاب من كل الأراض ، إنما من أراض لم يحددها القرار.
ألف ولام ، استندت عليهما إسرائيل في رفض الإنسحاب من الأراضي المصرية والفلسطينية والسورية والأردنية بحجة ما وصفته حينها بالصيغة الغامضة للقرار ، فما بالنا والاقتراح الأمريكي لوقف القتل في غزة وإبرام صفقة التبادل وإدخال المساعدات لغزة ينعته وزير خارجيتهم بالغامض ويطلب من العرب الذين لا يملكون من الأمر شيئا أن يفكوا طلاسم الغموض لحماس لكي تقبل بما تريده إسرائيل وأمريكا .. وصلنا إلى مستوى الضغط على المقاومة لخلع ملابسها الداخلية ، وبرضه لن تتوقف عجلة القتل والتشريد.
دعوة بلينكن لمصر وقطر من أجل تفسير البنود المهينة التي وصفها بالغامضة، إهانة في حد ذاتها لمصر وقطر ، واستهانة بالذاكرة العربية التي تتعامل معها الإدارة الأمريكية باعتبارها ذاكرة أسماك وليس ذاكرة بشر وشعوب تدفع من دماء أطفالها وشبابها ونساءها وشيوخها فاتورة تواطىء النظام العربي واصطفافه إلى جانب المكر والخداع الصهيوني منذ العام 1648 وحتى الآن..الذاكرة الجماعية للشعوب العربية لم ولن تنس سياسة اللف والدوران الإسرائيلية حول كل الإتفاقات والتعهدات التي تبرمها مع العرب ، بدءا من القرار 242 مرورا باتفاقات أوسلو التي حولها نتينياهو إلى أوراق “تواليت” يمسح بها يداه المخضبة بدماءنا ويذهب إلى واشنطن ليصافح هؤلاء الذين يتاجرون بالأوطان..وعلى مصر وقطر أن يتذكرا أن اليمين الصهيوني الحاكم في تل أبيب أعلن رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية ، وقطع عهدا أمام ناخبيه بتصفية المقاومة الفلسطينية ..فعلى ماذا التفاوض، ولماذا تتحمل مصر وقطر مسئولية فك الغموض؟
تفسير غموض الإتفاق الأمريكي ليس مسئولية الوسطاء ، لإنه باختصار أشبه بالسير على حبل مشدود ، يمسك طرفاه الصهاينه..بلينكن “يستعبط” ويريد منا أن “نتعابط” ونسايره ،ولا حول ولا قوة إلا بالله والمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني الباسل.
أكرر وأعيد : الإنسحاب من المفاوضات أجدى وأنفع وأكرم.
أحمد عادل هاشم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى