الدعم السريع يقوم بتنفيذ حملة اعتقالات في مدينة مليط بشمال دارفور
قامت قوات الدعم السريع بتنفيذ حملة اعتقالات في منطقة مليط، التي تبعد 65 كيلومترًا عن الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين بدأ بعض التجار في إعادة فتح متاجرهم في سوق المدينة بعد إغلاقه لمدة 5 أيام متواصلة بسبب الأحداث الأخيرة هناك.
قال هاشم أحمد إسماعيل، عضو لجان المقاومة في مدينة مليط، لـ “دارفور24″، إن الدعم السريع “قام بشن حملة اعتقالات واسعة بين المدنيين في المدينة تحت ذريعة الانتماء للجيش السوداني والتعاون معه لإطلاق النار على المدينة”.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تستخدم مقرات السلطة المحلية ومقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي السابقة “اليوناميد” لاستجواب المعتقلين وإجراء التحقيقات معهم.
وطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل لكشف مصير المعتقلين، في ظل استمرار احتجاز العمدة محي الدين أحمد، رئيس اللجنة العليا للطوارئ في المدينة، وآخرين.
قال شهود عيان إن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني نفذت غارات جوية على مدينة مليط صباح يوم السبت، حيث أسقطت 15 قذيفة على عدة أحياء ومواقع تجمع قوات الدعم السريع.
وذكر الشاهد محمد عادل، في تصريح لـ “دارفور24″، أن المدينة شهدت زيادة في ارتفاع الدخان مصحوبة بأصوات استغاثة وتدافع من المواطنين لنقل بعض الحالات إلى المستشفى.
أكد مصدر طبي في مدينة مليط، لوكالة “دارفور24″، أن 11 شخصاً قد لقوا حتفهم وأصيب 9 آخرون بإصابات متنوعة، وبعضهم في حالة حرجة، حيث تم نقلهم إلى المستشفى الريفي وإلى بعض العيادات الخارجية لتلقي العلاج.
لوحظ اليوم الأحد، صباحًا ومساءً، كثافة الطيران الحربي في سماء مدينة مليط.
شهدت مدينة مليط يوم الاثنين الماضي مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين، نتيجة للاشتباكات التي دارت بين عناصر من قوات الدعم السريع في السوق.
قال أحد الشهود لـ”دارفور24” إن قوة من الدعم السريع، المكلفة بحماية السوق التي تُمنع الحركة فيها بعد السادسة مساءً، تفاجأت مساء الاثنين الماضي بدخول سيارتين لاندكروزر وبكلمها سيارة هايلوكس تحمل مجموعة مسلحة، مما أدى إلى حدوث اشتباك معها.
واتضح فيما بعد أن القوة التي تابعة لقوات الدعم السريع كانت قادمة من الفاشر.
نجحت جهود قيادات عليا من الإدارة الأهلية لقبيلة الزيادية والرزيقات بقيادة العمدة جمعة موسى دقلو، شقيق والد حميدتي، بمشاركة قوات الدعم السريع وبعض المكونات المحلية، في إبرام تسوية تتضمن دفع قوات الدعم السريع للمبالغ المستحقة لعائلات القتلى وعلاج الجرحى. كما تم إعادة تشكيل القوة المسؤولة عن حماية السوق، والبدء الفوري في فتح السوق مع وضع ضوابط صارمة لحمل السلاح داخل المدينة ومحاسبة الخارجين عن القانون في المحكمة العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع.
تزايدت الأحداث في المدينة بعد مقتل اثنين من عناصر الدعم السريع مساء الخميس الماضي على يد قوة مسلحة غير معروفة.
شهدت المدينة حركة نزوح داخلي من الحي الغربي ومن منطقة المرابيع جنوباً وحي دولنقا إلى الأحياء الأخرى، وذلك خشيةً من تجدد المواجهات المسلحة بعد تجمع القوات العسكرية للطرفين من مناطق متعددة، بينها أم سيالة وكبكابية.
تعرض السوق ليلة الثلاثاء للسرقة من قبل مجموعات مسلحة مجهولة، حيث قامت بالنيل من 17 متجرًا ومخزنًا، وقد قدرت قيمة البضائع المسروقة بحوالي 15 مليون جنيه سوداني.
تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينة مليط في أبريل الماضي بعد اشتباكات قاسية مع القوة المشتركة للتشكيلات المسلحة.
تعد مدينة مليط من أبرز المعابر التجارية بين السودان وليبيا المجاورة، وهي واحدة من أهم الأسواق النشطة في منطقتي دارفور وكردفان بعد نزاع 15 أبريل من العام الماضي.