الأعمدة

كورس التحكيم -الجزء الاول-

قبل أعوام تقارب الخمس او اقل ، كنا أنا وبعض من زملائي وزميلاتي القانونين ندرس في كورس التحكيم لننال شهادة (المحكم الدولي) ، وكانت أجمل أيام لأننا نجتمع بعد أداء جلساتنا في المحاكم ونرتب أمور المكاتب ثم ياتي الترحيل (هايص) في المحكمة بأمدرمان ليأخذنا لمكان الدراسة في مركز التحكيم في الخرطوم.. وكان معنا مهندسين أيضاً ، إذ أن التحكيم لا يشترط مُحكم دارس قانون فقط ، كانت الايام جميلة جداً ، جمعتنا مع أستاذ (ابراهيم الملقب بهيما)
وأستاذة (آمال حسين “مامكو”) و وأستاذة (مناهل) وأستاذ (عامر ) واستاذ (نصر الدين أبو كلام) واستاذة (ناهد شوشا) و(ميمونة) واستاذ (امين الذين) واستاذة (سامية) وأستاذة (عائدة) وكانت معنا الزميلة المرحومة الراقية بت الأصول (آمنة الشفيع) التي ما زال رحيلها وجعاً وحلماً نتمنى حتى الآن أن يكون أكذوبة!
ولا ننسى المهندس (سنهوري) كذلك الأستاذة الأجلاء (محمد أحمد ناصر) و (عمر حامد محمد)
كانت هذه الدورة الدراسية من ضمن مشاريع جمعية تواصل القانونين برعاية الزميل الكريم دكتور (علي البلولة) ولأننا نقضي ساعات متواصلة مع بعضنا في القاعة والترحيل -إذ يترك الكثير منهم عرباتهم الخاصة ونذهب سوياً بالترحيل، وقبل ذلك نلتقي في المحاكم،
كانت أجمل أيام دراسية (دراسة الكبر دي حلوة)
وطبعاً أكيد في ناس حيزعلو ويقولو لا هم صغار كانو ، ومن هنا أجهز ردي انو أي دراسة بعد التخريج والعمل دراسة كبر عندي.
نعود لسبب الموضوع الاساسي الذي جعلني أقول للزملاء في ذلك اليوم انني قد تخرجت قبل انتهاء الدورة الدراسية ونلت الشهادة
بما أنني اعاني من الأزمة وتأتيني النوبة مع الأتربة والسخانة وعند استنشاق اي بخار أو عطور نفاذة جميلة أو العكس، وطبعاً الموضوع دا مافيه ( حنكشة) فعلمياً ناس الازمات عندهم ضعف في شعيرات الأنف الداخلية، الشعيرات دي اغلبنا ما عارف مهمتها شنو؟سبحان الله!
مهمتها تمسك كل عابر للرئة ويعلق بها، يعني بالبلدي كدا تشنكل ليه، وتدخل الروائح صافية كالنسيم العليل.
أما ناس الأزمات غالباً الشعيرات دي بتكون ضعيفة دموياً وكسلانة وكحيانة عشان كدا بدخل أي شيء الصدر ونبدأ في الكحة أو الكتمة، وأما قلة لاكسجين كمان بتودينا الاخرة ومرات نمشي نقرب ونجي راجعين، نسأل الله السلامة.. يلا عشان ما نطلع من الموضوع ويجو يتشبكو فيني الأطباء أرجع أواصل
يوم ما الكهرباء قطعت في المركز وواصلنا المحاضرة وحاولت أتنفس بالهبييب (أعتقد معنى الكلمة لجيل الالفين تعني هب لي هواء)
بالدفتر بكرتونة بجريدة
وصبرت وواصلت لكن في وسط المحاضرة كدا كتمت نفس، وشهقة شهقتين النفس راح ، والمحاضرة وقفت وساقوني بين الحياة والموت البلكونة وكل الزملاء يهبب وحصل هرج ومرج والأساتذة في المركز نططو عيونهم وناس استاذة آمال وبقية الزميلات يبكو ، والمهندس نزل مسرعاً برفقة زميل للصيدلية لاحضار البخاخ، وانا شاعرة إني بودع رغم تعودي على هذه النوبة، لكن بفضل الله عدّت.. ونواصل في الجزء الثاني والأخير ماذا فعل الزملاء لمجابهة أزمة منال، و ماذا كتبت عنهم
نواصل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى