بحرى تودع فلذات اكبادها الى جنات الخلد بنات الجوهر الثلاثة
يبدو ان هذه الحرب الملعونة ا المشتعلة فى بلادنا منذ 15 ابريل 2023 وحتى الان ولا يلوح فى الافق نهاية لها , يبدو انها مستمرة فى حصد ارواح ارواح نقية و بريئة من ابناء الخرطوم بحرى والتى نعتبرها من اكثر المناطق تاثرا بهذه الحرب و كذلك الاكثر اهمالا و نسيانا من قبل الحكومة ! ففى بحرى يموت الناس بشتى الاسباب بتدوين او دانة تسقط عليهم او جوع او عطش او مرض لا يهم فتتعدد الاسباب والموت واحد فى بحرى . فبالامس اسلمت الروح الاستاذة درية محمد جوهر وكانت شقيقتيها خديجة وحسنة قد سبقنها الى دار الخلود بوقت قصير بسبب المرض ونقص الغذاء , وتوفت الاستاذة درية فى منزلها فى قلب مدينة بحرى فى حى الدناقلة جنوب غرب اشلاق البوليس بسبب مضاعفات مرض الملاريا وعدم وجود العلاج وهى على بعد عدة خطوات من اقدم مستشفيات السودان و هو مستشفى بحرى الذى اسسه الانجليز فى العام 1914 وكان حكمهم للسودان اكثر رحمة و وعدالة من حكم ابناء السودان حيث كان المستشفى يوفر العلاج و الدواء لجميع ابناء بحرى وضواحيها مجانا ( لا قرش ولا تعريفة) وصدق العم ازرق عندما رفض خروج الانجليز من السودان وقام بتاسيس حزب ينادى ببقاء الانجليز لمدة 20 عاما اخرى حتى يتعلم السودانيون كيف يحكمون انفسهم وذلك بعد ان قرر البرلمان فى العام 1955 استقلال السودان !!
والاستاذة درية والتى رفضت الخروج من منزلهم ببحرى و فضلت البقاء فيه , قضت حياتها فى العمل الادارى فى مدارس الشعب ببحرى تنتمى الى عائلتى جوهر و دراج العريقتين و المعروفتين فى بحرى وهى ابنة الشول دراج و شقيقة الاستاذ عبدالرحمن الجوهر مدرس اللغة الانجليزية واحد ظرفاء مدينة بحرى وهى كذلك ابنة خال الاستاذ المناضل والقائئد النقابى المرحوم سعودى دراج .
ونحن اذ ننعى الشقيقات الثلاثة نرسل اصدق التعازى لصديقنا الاستاذ عبدالرحمن الجوهر و ياسر دراج وجميع ال الجوهرو دراج , ونسال الله لهن الرحمة و المغفرة و القبول الحسن وانا لله وانا اليه راجعون