الأعمدة

في رحاب اصول الفونج: أول حكم إسلامي سياسي بالسودان:

كان للفونج السيطره علي اجزاء واسعه من السودان في العام 1504 للميلاد حيث امتد نفوذهم من الشلال الثالث حتي جنوب عاصمتهم سنار علي النيل الأزرق ثم امتدت مملكتهم لتشمل بلاد البجه شرقا وكردفان غربا..
جدلية أصول الفونج:
وبالنسبه ﻷصول الفونج يرجح الباحثون موطن الفونج الي واحده من ثلاث مناطق وهي بلاد الحبشه او بلاد البرنو او منطقة الشلك علي النيل اﻷبيض..
بالنسبه لموطن بلاد الحبشه فتجمع بعض الروايات السودانيه ان الفونج من سلالة بني اميه الذين فروا بعد سقوط دولتهم وسيطرة الدوله العباسيه وترجح تلك الروايات انهم دخلوا السودان عن طريق الحبشه .وقد ظهرت اقدم اشاره خطيه الي صلة الفونج باﻷمويين عندما بعث السلطان محمد بادي عجيب بقوله ( الي بني اميه الساكنين دار دنقلا ) .كما ارتبط اﻷصل اﻷموي للفونج بالحبشه وذلك بأن اجداد الفونج من اﻷمويين قد اتخذوا من الحبشه موطنا لهم ..ومهما يكن من أمر فقد يكون لرواية الموطن الحبشي جزء من الحقيقه وربما كان هذا الموطن مجرد مقر مؤقت لجدود اﻷسرة الفونجاويه..
اما بالنسبه للأصل الشلكاوي فنجد ان اول من ربط بين اصل الفونج والشلك هو الرحاله (جيمس بروس) والذي زار سنار في العام 1772 للميلاد وانتهى الي ان الطبقه الحاكمة من مملكة الفونج هي فرع من قبيلة الشلك ..وكما هو معروف ان الشلك هي إحدى القبائل النيليه التي تسكن منطقة فشوده علي الشاطئ اﻷيسر للنيل اﻷبيض وتمتد اراضيهم حتي منطقة الجزيره ابا ..علي ان هذه الروايه لم تجد مايؤيدها في المصادر التاريخيه كما ان العلاقات العدائيه بين الفونج والشلك تجعلنا نستبعد قليلا هذه الروايه .ومن جانب آخر هنالك بعض الدلائل التي تؤيد اﻷصل الشلكاوي مثل انتشار بعض المقاطع في اسماء القرى الشلكاويه وفي منطقة فازوغلي …
وفيما يخص اﻷصل البرناوي فمن اكثر مؤيدي هذه النظريه هو المؤرخ وعالم اﻵثار آركل والذي يستدل علي صحة هذه النظريه بأن البرنو والفونج يدينون بالمذهب المالكي وان اسم عماره ومشتقاته يكثر ذكره عند ملوك البرنو ..ولكننا لو تمحصنا قليلا في هذه النظريه نلاحظ ان المذهب المالكي قد دخل مملكة الفونج عبر صعيد مصر وان هذه المملكه قد تأثرت مؤخرا بهجرة بعض العلماء من المغرب .وﻻشك ان هذه الصله الثقافيه ﻻتقف دليلا قاطعا علي وحدة الموطن .كما ان تشابه اﻷسماء ليس دليلا علي وحدة اﻷصل..
لذلك فإن مسألة اصول وهوية الفونج تحتاج الي كثير من الدراسه والتدقيق حتي نصل للحقيقه التاريخيه الصحيحه .ورغم ذلك والذي ﻻشك فيه ان الفونح استطاعوا تكوين قوه سياسيه وثقافية ﻻيستهان بها اضافه الي كونهم اول حكم وتنظيم اسلامي سياسي في السودان….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى