ثمة سحابة شك داكنة غطت سماء برشلونة أمام أوساسونا..الخصم البدني الشرس الذي كسب كل الصراعات الثنائية.. بقلم محمد العولقي
لا يمكن المرور على سحابة الشك من دون الإشارة إلى أعراضها التي بدت واضحة على فريق برشلونة..
الخسارة بأربعة أهداف مقابل هدفين كارثة..لكن أسبابها واضحة..
بالتأكيد كانت حسبة هانز فليك غير منطقية وهو يمارس تدويرا عشوائيا اغتال منظومة اللعب..
هل كان فليك يظن أن مباراة أوساسونا رحلة ترفيهية تسبق مباراة عادية جدا في دوري أبطال أوروبا..؟
الإجابة من دون شك نعم..فليك استصغر فريق أوساسونا.. أو قل لم يفكر فيه أو يدرسه أو يتعامل معه على أنه خصم وند قوي على أرضه إلى أن يثبت العكس..
خلطة فليك الغريبة نومت الفريق مغناطيسيا وتسببت في إنهاك الفريق ذهنيا وتكتيكيا..
التدوير بهذا الكم الكبير..ثم الاعتماد على عناصر لا خبرة تربطها ببعض مجازفة أحبطت الفريق..
وحتى لا نبخس أوساسونا حقه ولا نتجنى عليه..فقد كان فريقا قويا جدا من ناحية الصراعات البدنية..وقويا جدا في الضغط العكسي..ورائعا في التحولات الهجومية الخاطفة..
كان يفترض على فليك مراعاه نسبة التدوير بما لا يضر بمنظومة وخطوط اللعب..
الدفاع كان بدائيا..بسبب عناصره غير المتجانسة..حتى كوندي خسر كل الصراعات مع بريان..كما أنه كان يطبق الدفاع الخطي بشكل كارثي..
الوسط..توليفة غريبة غير منسجمة..دفعت بيدري لأداء أدوار قاتمة ليست من صلب مهامه…
الهجوم..كان ليفاندوفسكي معزولا بلا ملامح وبلا خطورة..لأن الفريق ظل يلعب شوطا وربع الشوط دون رواقين متخصصين..فيران توريس وباو فيكتور ليسا رواقين أصلا..
حتى عندما استنجد فليك بلامين يامال ورافينيا كان لاعبو أوساسونا قد تشبعوا ذهنيا وبدنيا وامتلكوا حصانة السيطرة على رد الفعل..
أوساسونا تخلى عن الاستحواذ..لكن هجومه كان يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة..بريان كسب كل الحوارات الفردية..والعملاق أنتي بوديمير كسب كل الهوائيات..وخط الوسط المؤلف من روبين غارسيا وإيمار أوروزو ولوكاس تورو..كان يضبط اللعب ويمارس التحولات السريعة بكفاءة..
برشلونة تلقى خسارته الأولى..خسارة بفعل فاعل..والفاعل فليك الذي أراح ثلاثة أرباع الفريق أمام خصم شرس على ملعبه..