انتهجت أسلوب التضليل والتغبيش في حربها على الجيش،، ميليشيا الدعم السريع.. حبل الكـذب قصيـر
عدة أكاذيب أطلقها حميدتي في ظهوره الباهت والمنهزم..
قدرة فائقة لمستشاري دقلو على التضليل واختلاق الأكاذيب والأباطيل..
فقدت الميليشيا مصداقيتها مثلما فقدت مواقعها في الميدان، ومكانتها في الوجدان..
الركابي: الكذب منهاج لرفع الروح المعنوية للقوات في الجبهات، وللمدنيين في الداخل..
عبد العظيم عوض يسخر من كذبة أحد مستشاري حميدتي بوقف الصادرات السودانية إلى مصر..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
كعادته، أطلق القائد العام لميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو ( حميدتي) في ظهوره الباهت والمنهزم عشية الأربعاء الماضي، عدة أكاذيب حاول من خلالها استدرار تعاطف المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، ليشاطره أحزانه الكبيرة وأوجاعه المريرة جراء الهزائم الثقيلة والضربات القاسية التي تعرضت لها قواته المندحرة في محاور القتال وجبهاته المختلفة على يدي القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات النظامية والأمنية، والقوة المشتركة، والمستنفرين، والمجاهدين، لقد كان حصائد لسان حميدتي الكاذب، مزيداً من السخط والامتعاض من قبل جماهير الشعب السوداني الذين ازدادوا ضغينة على ضغائنهم تجاه هذه الميليشيا التي ارتكبت في حقهم أبشع الجرائم، وأفظع الانتهاكات.
إقحام مصر:
لقد وجّه قائد ميليشيا الدعم السريع نقداً لاذعاً على مصر، واتهم سلاحها الجوي بضرب قواته في جبل موية، وإلحاق الهزيمة بهم، في محاولة بائسة لتوريط مصر في هذه الحرب، وتحميلها وزر الخسائر الساحقة التي تعرضت لها قواته، ومحاولة التقليل من طيران الجيش السوداني، أولئك الجنود الأبابيل، الذين ظلوا منذ بواكير هذه الحرب، يذيقون ميليشيا الجنجويد الويل، ويرمونها بحجارة من سجيل، حتى أوردوها مورد الهلاك، فأصبحوا كالصريم، وتنادوا مصبحين، وليتهم يتعظون، إن اعتراف الميليشي حميدتي بهزيمة قواته في جبل موية، أصاب أبواقه من مستشاريه في مقتل، وهم الذين ظلوا يطلقون الأكاذيب بأن ميليشيا الدعم السريع تفرض سيطرتها على جبل موية، وتتقدم في كل المحاور والجبهات، وتُلقن الجيش دروساً لن تُنسى!
عربان الشتات:
كذب القائد العام لميليشيا الدعم السريع عندما قال إن القوات المسلحة السودانية استعانت بمرتزقة من عدة دول من بينها اذربيجان وأكرانيا، وروسيا، وأثيوبيا، وإيران، في وقت يؤكد فيه لسان القرائن أن حميدتي نفسه قد استعان بمرتزقة محسوبين على 17 دولة من عربان الشتات في أفريقيا، إضافة إلى مرتادي الإجرام الذين أطلقت الميليشيا سراحهم من السجون ليشاركوا في فوضى هذه الحرب، ليأتي حميدتي في ظهوره المحبط ويعلن تبرأه من هؤلاء المجرمين والشفشافة الذين كان لهم القدح المعلى مع مجرمي عربان الشتات في جرائم القتل والسحل والاغتصاب، وممارسة أعمال النهب والسلب، وتدمير البنية التحتية للبلاد.
الاتفاق الإطاري:
كذب قائد ميليشيا الدعم السريع وهو يتبرأ من الاتفاق الإطاري الذي قال إنه السبب المباشر في إشعال هذه الحرب، ورمى حميدتي بسهام اللائمة على المجتمع الدولي، والاتحاد الأفريقي، والآلية الرباعية الدولية التي كانت تضم كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، مؤكداً أنه حذرهم من هذا الاتفاق الإطاري، ومن المشاكل التي سيتسبب بها، ولكنهم لم يستمعوا إليه، ونسي حميدتي أو تناسى أنه كان من المبشرين بالاتفاق الإطاري، وظل في أكثر من منبر يؤكد أن مخرج السودان من مشاكله مرهون بهذا الاتفاق الإطاري، يا لهذا الكاذب الذي يعتقد أن ذاكرة السودانيين سمكية، وأن ما يقول به تذروه الرياح، ولا تلتقطه أعين الكاميرات، أو تحفظه ذاكرة الإذاعات، أو تمشي به المنصات، أو يسقط من بين يدي الشبكات.
سمة بارزة:
ومن هنا فإن نشر الأكاذيب، وبث الشائعات، ولي عنق الحقائق، ظلت سمة بارزة يمارسها قائد ميليشيا الدعم السريع، والأبواق الإعلامية المساندة له منذ اندلاع هذه الحرب التي أشعلت فتيلها هذه الميليشيا المتمردة في الخامس عشر من أبريل 2023م، ذلك أن فكرة هذه الحرب، استندت عند ميليشيا الدعم السريع على ممارسة الكذب لتضليل الرأي العام، وزيادة معدل الحماس في نفوس قواتها الأوباش، ورفع معدل الروح المعنوية للغافلين ممن يتعاطفون مع هذه الميليشيا الإرهابية المتمردة، من أبناء هذا الوطن الذين رضعوا من ثدي العمالة والخيانة والارتزاق، واقتاتوا من موائد الإفك والكذب والنفاق.
أساليب دعاية:
الكذب واحد من أساليب الدعاية التي تم استخدامها عبر التاريخ، وكان النازي جوبلز أشهر من استخدمها، ودائماََ ما يُذكر في هذا الصدد محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام في عهد الرئيس العراقي صدام حسين، إبان الغزو الأمريكي على بغداد في العام 2003م،، هكذا ابتدر الباحث والإعلامي الأستاذ الركابي حسن يعقوب إفادته للكرامة، وأضاف أن الهدف من استخدام الكذب في الحروب هو رفع الروح المعنوية للقوات في جبهة الحرب، وللمدنيين في الجبهة الداخلية، مبيناً أن غرف الدعاية الخاصة بميليشيا الدعم السريع اتخذت طوال يوميات الحرب الكذب قاعدة وأفرطت فيه بلا حدود حتى أصبح هو الأصل، منوهاً إلى أن هذه الغرف الدعائية التابعة لميليشيا الدعم السريع ظلت تقول كذباََ إن الجيش هو الذي ابتدر الحرب، بينما الحقيقة غير ذلك تماماً، فوضعية المواجهات العسكرية ظلت منذ بداية الحرب وإلى وقت قريب، تقوم على حقيقة أن الجيش كان في وضع الدفاع، والميليشيا في حالة هجوم، وضرب الركابي مثلاً آخر بالنفي الذي ظلت تقول به ميليشيا الدعم السريع بشأن عدم ارتكابها انتهاكات في حق المواطنين، بينما توثِّق الصور والفيديوهات التي يبثونها على منصات التواصل الاجتماعي كذب ادعائهم، مبيناً أن مداخلات وإفادات مستشاري الدعم السريع الشفاهية على شاشات القنوات الفضائية، دائماََ ما تكون محل تشكيك، مؤكداً أنه ونتيجة لهذه الأكاذيب المتتالية، لم تتحقق مقاصد وأهداف ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
كذب مستشري:
ويسخر الخبير الإذاعي والصحفي دكتور عبد العظيم، الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، من ظاهرة الكذب المستشرية وسط هذه الميليشيا المتمردة ومستشاريها، وأشار دكتور عبد العظيم في إفادته للكرامة إلى آخر ما وصفها بخزعبلات مستشاري حميدتي بخطرفة أحد هؤلاء المستشارين الذي هدد بإيقاف الصادرات السودانية إلى مصر من كل المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع، وأن الخيارات مفتوحة للتعامل مع الملف المصري، وقال إن مثل هؤلاء المستشارين يطلقون الكذبة حتى يصدقونها ويبنون عليها، مبيناً أن ميليشيا الدعم السريع حاولت الانقلاب على السلطة وتقويض نظام الحكم صبيحة الخامس عشر من أبريل، مشيراً في هذا الصدد إلى تصريحات قائدها حميدتي الذي كان يتوعد في الساعات الأولى من الانقلاب القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان بالقبض أو القتل، وقال إنهم يتحركون من أجل الحفاظ على الديمقراطية وإعادة الحكم المدني، ومحاربة الكيزان وفلول النظام السابق، ولكن عندما فشلت محاولة استيلاء هذه الميليشيا على السلطة، تحولت لتتحدث عن أكذوبة القضاء على دولة 1956م.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فقد اتخذت ميليشيا الدعم السريع الكذب وسيلة أساسية في هذه الحرب، لا تقل أهمية عن الآلة الحربية، وقد نجحت إلى حد بعيد في بث الهلع في النفوس خاصة في بواكير الحرب، من خلال الإطلالات المباشرة التيظل ينفذها النقيب سفيان محمد زين بريمة الذي كان يتميز بمهارة فائقة، وقدرة عجيبة على اختلاق الأكاذيب وحياكة الأباطيل وممارسة الخزعبلات والتضليل، فظل الرجل يكذب أكثر من مستشاري الدعم السريع، وأكثر حتى من حميدتي نفسه، ولكن لم تلبث وأن ذهبت هذه السكرة، لتتضح الفكرة، ميليشيا الدعم السريع، صارت الآن ميليشيا الدعم الصريع، تحاصرها الهزائم من كل ناحية، لتفقد مصداقيتها مثلما فقدت مواقعها في الميدان، ومكانتها في الوجدان.