حمدوك الرجل السري
في شهر أكتوبر ٢٠٢١م من عمر الفترة الانتقالية ٢٠١٩ م كان الشرق مغلق واعتصام القصر مستمر . ووقتها خرجت تظاهرة وحشود في ذكرى 21 أكتوبر وجاءت أغلب تصريحات مسؤولي الحكومة أن الرسالة وصلت وأن الشعب خياره المدنية . !
ولكن لم تنته الحكاية المحبكة أو ” السالفة ” بل كانت مجرد تصريحات وفيديو مقتضب لرئيس الوزراء تعهد فيه بإكمال هياكل السلطة الانتقالية . !
في تلك الفترة مل الشعب من انتظار الدكتور حمدوك في اتخاذ ( قرارات ) تحسم الفوضى فكانت كلها وعود في شكل تطمينات ومبادرات وخارطة طريق مبهمة ومصفوفة وأخيراً كانت عهود . !
فلا مجلس تشريعي ولا مجلس قضاء عالي ولا مجلس نيابة ولا رئيس قضاء ولا نائب عام ولا صناعة دستور ولا مفوضيات ولا فض الإعتصام فقط وعود وعهود . !
وكان العامة من الناس يتساءلون حتى متى يعطى حمدوك الفرصة تلو الأخرى ولا ينجز شيئا سوى الخطابات المختلفة ووعود وعهود .!
وماذا فعلت خلية الأزمة التي كونها وماذا فعل هو كرئيس وزراء لحل الأزمة أم ينتظر الناس تعهداته إلى ما لا نهاية ؟
وعندما كثرت المبادرات لإنهاء أزمة السودان ووصلت إلى نحو ( ٨٣ ) مبادرة من بينها مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم لم يستطع الدكتور حمدوك اتخاذ قرار حيالها عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء ٢٠١٩ م ٢٠٢١ م !!
لقد اتخذ الدكتور حمدوك قرارا بصفته الشخصية عندما قبل بتولي منصب ( وزير المالية ) في حكومة الرئيس السابق عمر البشير
وأقام بذلك مناسبة كبيرة وحفلة صاخبة حضرها لفيف من الأصدقاء والمعارف والشخصيات السودانية المرموقة والمسؤولة من بينهم صديقه المقرب سعادة السفير الأممي المقيم بإثيوبيا لأكثر من عشر سنوات
ولكن الدكتور حمدوك رجل المهام السرية قد غير ( قراره ) ورأيه لماذا ؟ وكيف ؟ لقد ترك قراره المفاجئ علامات استفهام وتعجب لدى المتابعين من أصدقائه ومعارفه وقد أصيبوا بالدهشة والاستغراب لماذا غير قراره بعد أن قبل بالمنصب واحتفل به بقرار اتخذه بصفته الشخصية ؟