الأعمدة

لست مطلعا بالشكل الكافي على خبايا صناعة قرار السياسة الخارجية الامريكية ولكن عشم الكثيرين في أن اقدم قراءة للتحولات المتوقعة

في تلك السياسة بعد فوز دونالد ترامب وتأثيرها تجاه السودان .. خصصت جزء من مساء هذا اليوم في التنقيب والتواصل مع عدد من الخبراء في السياسة الدولية، توصلت الي أن تحولا كبيرا سيحدث في السياسة الأمريكية تجاه الوضع المتأزم في السودان ولكنه لن يكون سريعا كما نتوقع او نحلم به على مختلف مشاربنا وان هذا التحول سياخره بقدر كبير الانقسام الحاد لحلفاء أمريكا في المنطقة ( مصر، الامارات ، السعودية) تجاه الوضع في البلاد، الأمر الثاني الذي سيبطئ التغيير هو أولوية الملف السوداني على طاولة الرئيس ٤٧ للولايات المتحدة الأمريكية والتي سيكون في مقدمتها داخليا ملفي الاقتصاد، والهجرة وهما عضم برنامجه الانتخابي الذي عاد به الي البيت الأبيض.
وخارجيا ستكون حروب أوكرانيا وغزة ولبنان إضافة الي الحد من النفوذ الصيني الروسي في العالم ومكافحة الإرهاب هي الشواغل الاساسية..
وطبقا لحديث من تواصلت معهم أن نظر ترامب للسودان سيكون مصوبا بشكل كامل الي الجهة التي يمكن أن تحقق الاستقرار فالرجل غير مهموم بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان كثيرا ولايضعها في حساباته في مواقفه من الدول .
وتوقع الخبراء أن يسعى الي فرض وقفا لاطلاق النار في السودان، مستخدما العصا الغليظة على الأطراف وفي حال فشل ذلك الى اي من الأطراف سينحاز؟ وهذا
السؤال الذي طرحته على جميع من تحدثت اليهم سودانيين وأجانب.. كان ردهم بما يشبه الإجماع أن الطرف الأقرب الذي سيدعمه ترامب هو الجيش السوداني، في حال تعذر عليه الوصول الي اتفاق ينهي الحرب، حتى في ظل تحالفه الحالي مع عناصر إسلامية، بشرط أن يتمكن الجيش من تحقيق الاستقرار والحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
ففي إدارة ترامب السابقة، كان هناك توجه لدعم الأنظمة والجهات التي تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين بغض النظر عن توجهاتها الأيديولوجية، ما دام هذا يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي ويعزز موقفها في مواجهة النفوذ الصيني والروسي،ومكافحة الإرهاب ويحفظ أمن إسرائيل.
اذا تعهد الجيش بتحقيق ذلك والتزم بأن يحد من نفوذ الصين وروسيا ويمضي قدما في تطبيع علاقته مع تل ابيب، فستقدم له إدارة ترامب دعما لكنه سيكون محدوداً أو تكتيكياً، مع التركيز على الجوانب الأمنية والاستخباراتية أكثر من الجانب الديمقراطي أو الحقوقي، لأن لترامب أيضا مواقف حادة تجاه الجماعات الإسلامية وقد سعى حثيثا خلال إدارته السابقة الي تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.
وبشأن إمكانية دعم ترامب لقوات الدعم السريع إختلفت
الاجابات فهناك من رأى أن ذلك من سابع المستحيلات بينما قال آخرين بإمكانية حدوثه ولكنه سيكون أمراً معقداً وإن تم سيكون بشكل غير مباشر، للسمعة للسيئة الملازمة لهذه القوات مما يجعل من الصعب سياسياً على أي إدارة أميركية تقديم دعم مباشر لها.
ومع ذلك، ترامب يعتمد نهجاً عملياً وبراغماتياً في سياسته الخارجية، وقد يتعامل مع الدعم السريع إذا كان رأى أن ذلك يخدم مصلحة الولايات المتحدة في قضايا مثل الاستقرار الإقليمي، مكافحة الإرهاب، أو الحد من النفوذ الصيني والروسي في المنطقة. لكن حتى في هذه الحالة، من المرجح أن يكون هذا الدعم تكتيكياً أو محدوداً في مجالات معينة، مثل التعاون الاستخباراتي أو توفير الاستقرار في بعض المناطق، دون الاعتراف العلني بالدعم السريع كقوة سياسية شرعية.
في حال تزايد النفوذ الروسي أو الصيني،بإستمرار الجيش في توجهه الحالي فقد ينظر ترامب إلى الدعم السريع كشركاء محتملين، طالما أن ذلك يخدم المصالح الأميركية، ويدعم الأولويات الأمنية للولايات المتحدة. ولكن، سيكون هناك توازن دقيق؛ فبين الرغبة في الحفاظ على النفوذ الأميركي وبين التورط في دعم جماعات ترتبط بسمعة سيئة في حقوق الإنسان، قد يفضل ترامب اتباع سياسة “التجاهل الاستراتيجي”.
ويجمع من تحدثنا إليهم على أن ترامب صاحب مفاجآت وجريئ في قراراته وهو ما يجعل مهمة التنبؤ بما يفعله صعبا خاصة تجاه السودان الذي يعاني تعقيدا كبيرا في المشهد، يصعب على صناع القرار في الحزب الجمهوري فهمه لأنهم الاقل اهتماما بالسياسة الخارجية وان الدسك الأفريقي عموما في الحزب الجمهوري شبه مهمل على عكس الحزب الديمقراطي الذي لديه عدد من الخبراء في الملفات الأفريقية.
و
#قلبي_على_وطني
و
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى