الأعمدة

الوزير الإعيسر و التهديف بالقدم اليمنى !

وبدون ادنى شك أن اعتلاء المنصب الوزاري في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلادنا وفي تعديل وزاري اشبه بطريقة ترقيع جبة الدرويش هو أمر لا يحسد عليه من يعتليه بأية صورة من الصور لعدة اعتبارات وجملة تحديات
فالإخ خالد علي الإعيسر وفي تصريح له قبل تعيينه وزيرا للثقافة والإعلام تعليقا على تسريبات في هذا الشأن نفى بصورة قاطعة أنه يسعى لتولي المناصب وأن خدمته للوطن يمكن أن تتأتي من اي موقع يوجد فيه خارج نطاق المواقع الرسمية ..ولكن ما لبث أن صدر أمر تكليفه رسميا وقبوله للأمر بعد يومين أو ثلاثة .
بالطبع لن نبخس اجتهاد الرجل الذي عرفناه إعلاميا رياضيا من قبل ومن ثم برز دوره الفعال في الدفاع عن حكومة الفريق البرهان عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر و من ثم منافحاته الشرسة ضد الإتفاق الإطاري وإنتقاده اللاذع لرموز مركزية الحرية والتغيير .
ولعله من المفارقات الغريبة أن الرجل ذاته كان قد حاول التقرب من الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السابق قبل ذلك بقليل وخلال سعي الأخير لتشكيل نسخته الثانية من حكومة ما بعد الثورة التي دخلها ياسر عرمان وخالد عمر وخرجوا منها إلى المعتقلات ومن ثم إلى المنافي.. ولو كان الإعيسر قد دخل معهم إلى تلك التشكيلة فلك أن تتصور كيف وأين سيكون موقفه على دكة إحتياط منسقية تقدم في مدرجات المنفى الإختياري !

الآن وبعد تكليفه بإدارة دفة إعلام الحرب ولا نقول ثقافتها فقد يكتشف الأخ الإعبسر هذا الشاب الطموح باندفاع لا يخفى على أحد ولا تنكره عليه أن اللعب بالقدم اليسرى في مباريات الفضائيات كضيف غير رسمي يختلف عنه التهديف بالقدم اليمنى ضمن فريق حكومي محكوم بعدة كوابح تحد من انطلاقته تلك الجريئة إذ انه سيصبح حتما ملزما بخطة اللعب التي يحددها المدرب وبالتالي مقيدا بمحاذير التحكيم الصارمة !
وهو الذي لطالما كان يؤكد في كل لقاءاته الفضائية زاعما أنه يستقي معلوماته الموثوقة المصادر عبر دلوه طويل الحبل ومن عمق الجب مباشرة ولا ينتظر السقيا حتى تتدفق لغيره من الإعلاميين قريبا من محيط البئر !
ومع اشفاقنا على الزميل الإعيسر من الخوض في صعوبة هذا التكليف الثقيل الحمل فالخشية واردة من انه قد يصدم كثيرا عندما يتضح له أن الزراعة في هوامش الحقل خارج المنصب الرسمي هي اسهل بكثير من تجميع الحصاد في ببدر التكليف الرسمي!
ومع ذلك فإننا لا نملك إلا ان نتمنى له التوفيق في مهمته العسيرة التي أن هو نجح فيها فله أجران وان فشل فحسبه اجر المحاولة و اكتساب العظة من كلتا تجربتي اللعب بالرجل اليسرى ومحاولة التهديف بالقدم اليمنى !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى