الأخبار

الخبير معتصم عبدالقادر يكشف اسباب تراجع العمليات العسكرية بالوسط والخرطوم

يرى الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية اللواء معتصم عبدالقادر أن “الأوضاع العسكرية في السودان منذ أغسطس (آب) الماضي شهدت تراجعاً واضحاً في قدرات قوات (الدعم السريع) المتمردة، إذ فقدت غالب قادتها الميدانيين في دارفور وكردفان والوسط والخرطوم”.

ويضيف في تصريحات نشرتها جريدة اندبندنت عربية: “خسرت مواقع استراتيجية وحاكمة في ولايتي سنار والخرطوم، كذلك شهدت صفوفها انشقاقات على مستوى قادة عسكريين ومستشارين بإعلانهم الانضمام والولاء للقوات المسلحة السودانية، في حين خرج قائد هذه الميليشيات متوعداً بالخطة (ب) التي اتضحت من خلال تكثيف العمليات في محيط الفاشر واستهداف المدنيين لخلق أوضاع إنسانية مريعة تسمح لحلفائه السياسيين والدوليين تمرير أجندة دولية كانت جاهزة تتمثل في تدخل أممي بحجة حماية المدنيين مما يشكل اعترافاً ورداً لروح الميليشيات المتهالكة”.

وأضاف “لكن ما حدث من انتهاكات فظيعة للقوات المتمردة في مدن وقرى ولاية الجزيرة، بخاصة الهلالية التي قتل فيها أكثر من 300 شخص خلقت تعاطفاً مع القوات المسلحة التي تحمى وتوفر الأمن للمدنيين في مناطق سيطرتها مقابل الميليشيات التي تنتهك المواطنين في مناطقها”.

وأردف عبدالقادر “في تقديري أن غياب العمليات العسكرية الرئيسة في الوسط والخرطوم يعود لعدد العناصر البشرية من مناطق استنفار قوات (الدعم السريع) داخل وخارج السودان عن القدوم لهذه المناطق لشدة الخسائر وغياب القدرات التكتيكية والاستراتيجية لهذه القوات وإنهاكها وقطع خطوط إمدادها وعزلها في جيوب متفرقة، فضلاً عن الانقضاض والاستنزاف المستمر عليها من قبل القوات الخاصة والمدفعية والطيران وهو ما أجبرها على تركيز جهودها لإنجاز أي صورة من الانتصار العسكري وتشكل ذلك بالاستهداف المتواصل لمدينة الفاشر”. ويشير إلى “رمزية سقوطها كعاصمة لإقليم دارفور، إضافة إلى أن هنالك متابعة من المجتمع الدولي والمحلي للمعارك فيها مما يعطي هذه الميليشيات دفعة معنوية وسياسية وعسكرية حالة الاستيلاء عليها”.

وزاد “هنالك أمر يتمثل في حصول قوات (الدعم السريع) على أسلحة وذخائر عبر الحدود والمطارات الترابية طمعاً في حسم معركة الفاشر، بيد أن نزوح المدنيين من هذه المدينة يعطي القوات المسلحة السودانية قيمة تفضيلية تمكنها من استخدام الطيران الحربي والمدفعية، إذ إن قوات الجيش على عكس الميليشيات، من ناحية أنها تضع حسباناً للمناطق التي فيها كثافة المدنيين فهي تشكل عائقاً في عملياتها العسكرية، بينما تستهدف الميليشيات ارواحهم وممتلكاتهم بكل فظاعة ورعونة”.

وختم الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية بقوله “يلحظ أن هذه الميليشيات تتبع حملة إعلامية دعائية مكثفة مصاحبة لاستهدافها الفاشر، إذ تحاول إظهار سقوط المدينة أو أنها على وشك السقوط، فهذه الحملة هي جزء من الحرب النفسية للميليشيات وأعوانها وكفلائها لضمان استمرار الاستنفار البشري، بينما تشير كل المعطيات الميدانية العسكرية والسياسية والدولية إلى خسران القوات المتمردة لكل مراحل خططها للاستيلاء على الفاشر أو أي مواقع جديدة في البلاد وتبدو نهاية الميليشيات قريبة على كافة الصعد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى