يان إيغلاند: السودان يعيش سياسة الأرض المحروقة في عام 2024
حذر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند من أن العد التنازلي للانهيار الشامل في السودان قد بدأ، مسلطا الضوء على معاناة الملايين من السودانيين من جوع متزايد ونزوح قسري. وجاءت تصريحات إيغلاند في أعقاب زيارة قام بها إلى السودان وزار خلالها عدة مناطق ومن بينها إقليم دارفور غرب البلاد.
وقال إيغلاند “قبل عشرين عاما، قمنا بحشد الرؤساء ورؤساء الوزراء لوقف الفظائع في دارفور. يوجد الآن أضعاف عدد الأشخاص المعرضين للخطر – هذه أسوأ أزمة في العالم – ولكننا نواجه صمتا مدويا. يجب أن نوقظ العالم قبل أن تلتهم المجاعة جيلا من الأطفال.”
وأضاف “رأيت بعيني في دارفور وفي الشرق النتائج المدمرة للهجمات العشوائية والحرب العبثية. في الشهر الماضي فقط، قُتل أكثر من 2.500 شخص ونزح أكثر من 250.000 آخرين.”
وتابع قائلا “تخبرنا المجتمعات التي نخدمها عن عنف مروع، عن قرى دُمّرت بأكملها، ومدنيين أُعدموا، ونساء تعرضنّ للاغتصاب، ومنازل دمرها القصف والغارات الجوية. هذه هي سياسة الأرض المحروقة التي يعيشها السودان في عام 2024. لقد بتنا على وشك الانحدار الخطير نحو المجاعة والمعاناة. إن التأخير في اتخاذ الإجراءات والجهود الدبلوماسية غير الكافية يزيد من معاناة الشعب السوداني الذي يحتاج إلى تحرك فوري وحاسم من المجتمع الدولي.”
وأدى الصراع الدائر منذ أبريل 2023 إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد، ولجأ ثلاثة ملايين آخرين إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول مجاورة أخرى.
ويتسبب الجوع الشديد في وفاة أشخاص كل يوم. وهناك حوالي 24 مليون شخص، أي نصف السكان، في حاجة ماسة إلى الغذاء، بما في ذلك 1.5 مليون شخص على حافة المجاعة.
وقال إيغلاند “واحد من كل خمسة أشخاص في السودان يعد نازحا. المناطق الآمنة القليلة المتبقية مكتظة للغاية، حيث تعيش المئات من الأسر في مخيمات مزدحمة بالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة بالموارد المحدودة المتاحة.” وتواصل الأطراف المتحاربة منع وصول المساعدات، على الرغم من الاحتياجات الملحّة.