من قلب الرابعة عشر ..
اربعة عشر في علم الفلك تعني اليوم الذي يكتمل فيه القمر بدرا ليصير بعدها في ابهى حلة له ويملأ الكون ضياء و جمالا .. في دوري ابطال اوروبا الرقم اربعة عشر يشير الي قمر البطولة وهو ريال مدريد فهو بدر مكتمل ببطولاته التي تضئ متاحفه ومنصات التتويج الشرفيه .. مكتمل بنجومه التي تتلألأ باللون الابيض علي ذلك العشب الاخضر .. مكتمل بعشاقه ومشجعيه في كل ارجاء العالم .. ما اجمل مدريد في كل مكان وما اجمل النجمة الرابعة عشر التي تلألأت بالامس في سماء باريس
قبل الخوض في تفاصيل النهائي يجب المرور سريعا مرة اخرى على طريق الملوك نحو هذا النهائي وبالتحديد منذ الادوار الاقصائية .. باريس بطل فرنسا والذي ظن بتعالي وتفاخر انه وصل لقمة الهرم الكروي .. تشلسي الذي فكر في المحافظة علي لقبه وتحقيق الثاني تواليا .. مانشستر سيتي الذي تجرأ علي الريال في قلعته البيضاء ..اولهم عوقب بالاذلال في حضور نجومه وعلم جيدا انه لا كبرياء يعلو كبرياء الملوك .. والثاني فطن الدرس جيد وعلم يقينا انه لا يمشي علي طريق الملوك الا الملوك .. اما ثالثهم فتعلم ان العبث مع الملوك عواقبه وخيمة وتعلمون بقية القصة ..
طريق في بدايته كان بطل فرنسا وفي اوسطه كان حامل اللقب .. وما قبل النهائي كان فيه بطل البريميرليغ والذي يزعمون انه الدوري الاقوى في العالم! .. كلهم رشحهم منطق كرة القدم للظفر باللقب فوق ريال مدريد ولكن اي منطق هذا الذي يتم العمل به في حضرة حكم وسلطان الملوك ؟! ما لكم كيف ترشحون !
بالنسبة للنهائي الامر بسيط .. هي عبارة اجتاحت كل وسائل الاعلام المرئية والمقروءة .. ” مدريد لا يلعب النهائيات .. بل يفوز بها ” انتهي.
لم يختلف الامر كثير سواء كان ليفربول كلوب .. او اليوفي .. او حتي اتلتيكو سيميوني في النهاية انت الوصيف خلف الملوك .. لنا الذهب وحلال عليهم الفضة تلك هي قسمة الملوك شئت ام ابيت .. ثمانية نهائيات متتالية بدوري الابطال فاز بها الريال كلها .. يا ألهي! الم اقل لكم ان الامر بسيط !
عراب كرة القدم الكلاسيكية في وقتنا الحالي (ماسيمليانو اليغري) قال مادحا مواطنه : ” يجب ان اهنئ كارلو لأنه قام بشي غير عادي ، لأنه تعرض للكثير من الانتقادات بسبب عدم كونه مدرب علي الموضة ، لكن كما اقول دائما ،الموضة تأتي وترحل ويبقي الكلاسيكي ،كارلو مثل البذلة الرمادية او الزرقاء .. فهو خالد ”
كلمات اختصرت كل شي في وصف المستر كارلو انشيلوتي .. هو بهذه الكلاسيكية بات مثل فريقه اكثر من حقق الابطال عبر التاريخ .. سبعة القاب !!! اربعة كمدرب وثلاثة كلاعب .. هذا الايطالي مؤسسة كروية وليس مدرب كرة قدم فحسب .
هناك شي محير بالنسبة لي .. هل شاهدتم قلق وتوتر انشيلوتي في الجولات الاخيرة قبل حسم الليغا؟؟ وبالطبع شاهدتم برود وهدوء الايطالي في كل مباريات الابطال رغم اثارتها المميتة ؟!!! .. ألهذه الدرجة تحقيق الابطال كان اسهل عنده من الليغا ؟؟ .. اتمني من كل قلبي ان يجيب مستر كارلو علي هذا السؤال يوما ما .. شكرا من القلب كارلو ❤
نعم “تغلبنا على أندية الدول ، لديهم أكبر الميزانيات ولهذا السبب يمتلكون أفضل اللاعبين، في مدريد لا نوزع المكاسب، بل #نوزع_القِيَم”.
تلك كانت كلمات (الشامخ) فلورنتينو بريز عقب النهائي .. حتي كلامهم عبارة عن امجاد وبطولات لهذا السبب ظل هذا السرح الكروي دائما في المقدمة وثابتا في القمة .. هنالك رؤساء اندية وهنالك فلورنتو بريز ❤
هي بطولة جماعية ساهم بها ميندي .. لعب فيها كل من البا ومليتاو بقلب ملكي .. كارفاخال رغم هفواته الا انه كان قويا وقت الشدائد ..ناتشو الجوكر كعادته كان في الموعد وقت الحاجة
قيل انهم كانوا يلعبون الورق عشية النهائي .. اي هدوء اعصاب هذا !! بالتأكيد هذا الهدوء ينعكس علي ارضية الميدان .. كروس .. مودريتش .. كاسيميرو هم ثلاثي السيطرة وثلاثي الامان والاطمئنان .. هم بخير اذن كل مدريد بخير .. بكل تأكيد هو الثلاثي الافضل في تاريخ البطولة
فالفيري وعد فأوفي وركض حتي تفجرت قدماه من اجل الريال .. مثال حقيقي للعب من اجل الشعار
كامافينغا و رودريغو ورقة انشيلوتي السحرية التي دائما ما تقلب الموازين .. رغم صغر سنهم الا انهم واجهوا اصعب الضغوطات ونجحوا بأمتياز
فينيسيوس جونيور من فتي طائش الي نجم قادم بقوة بعد لمسة وصبر انشيلوتي .. هو يصنع .. وهو من يسجل .. وهو من حسم الرابعة عشر
الحكومة كريم بنزيما.. هو حرفيا من حمل الريال علي اكتافه من اجل تحقيق هذه البطولة .. هداف الليغا و هداف التشاميونزليغ وبلا شك المرشح الاول للفوز بالكرة الذهبية بعد موسم استثنائي
“لن افلت اللقب مرة اخرى ” تلك كانت كلمات تيبو كورتوا قبل النهائي .. وعد فاوفي وهي من سمات الملوك .. تيبو هو رجل النهائي بدون منازع وكان في الموعد دائما .. هو جدار بروكسيل وحامي عرين القلعة البيضاء .. لن تفلت اللقب مادمت في حضرة مدريد
ومن غيره يستحق الوداع بهذه الطريقة ..مارسيلو استحق بكل جدارة ان يكون هو من يرفع الرابعة عشر تكريما لهذا المشوار الطويل في حب الملكي .. شكرا من القلب لمارسيلو ❤
من كانوا علي الدكة ومن اتحيت لهم بعض الدقائق لم يقلوا شأنا عن الاساسيين فهم شاركوا بالتحفيز ورفع المعنويات وبالتأكيد لو اتيحت لهم الفرصة لكانوا في الموعد
هل نسيت احدهم؟
لم انسى ولكن تعمدت تأخير الحديث عنه فهو لم يظهر لا على الدكة ولا علي ارضية الميدان لكنه ظهر جليا في المستوى البدني لكل لاعبي الملكي .. عن انطونيو بينتوس اتحدث وهو المعد البدني للنادي .. بتشكيلة واحدة اكتسح ريال مدريد اوروبا محليا واروبيا دون اصابات او ارهاق هذا يعني شي واحد وهو ان انطونيو قام بعمل جبار وهو العنصر الاهم في تحقيق النجاحات .. هو مع زيدان ساهم في السيطرة علي اوروبا لثلاث سنوات متتالية .. رحل بعدها فأعاده بريز مرة اخرى مع انشيلوتي واي عودة هذه ! تلك العودة التي حققت الرابعة عشر .. كل الشكر لانطونيو
قبل الختام
اينما تجولت الكاميرات سواء في المنصات الشرفية او مع الجماهير كانت اللقطات تأتي بأسطورة من اساطير الملكي .. راؤول غونزاليث .. طيب الذكر زيدان .. الظاهرة رونالدو .. كلارنس سيدورف ..فيرناندو موريانتس .. كلود ميكاليلي .. روبرتو كارلوس .. ميشيل سلغادو .. وحتي مسعود اوزيل .. وحتي محبي الريال هم اساطير وهنا اتحدث عن اسطورة التنس رافائيل نادال .. هل التقطت الكاميرا في المدرجات احد اساطير ليفربول؟ .. لمن يريد اجابة لجملة ” مدريد لا يلعب النهائيات .. بل يفوز بها ” هذه هي الاجابة .. مدريد يحضر الي النهائي بكل اساطيره وعشاقه وبالتأكيد لن يخسر اما كل هؤلاء النجوم
في الاخير
هو موسم استثنائي في الليغا .. موسم مثير في الابطال .. توج بالنجاح في كل النواحي ..فكانت الخامسة والثلاثون في الليغا والرابعة عشرة في دوري الابطال وبالتأكيد لن تقف عند هذا الحد طالما يمتلك الريال هذه الادارة وهؤلاء النجوم
مبروووك لكل عشاق الريال .. كونوا فخورين بفريقكم واسمتعوا بألقابكم
Hala Madrid ❤