الابيض اب قبة فحل الديوم- عروس الرمال
مدينة الابيض اب قبة عروس الرمال وصلناها صباحا وزخات المطر تعانق حبيبات الرمال في خريف مبكر. الابيض مدينة اثيرة للقلب…خلدها شعرا محمد عوض الكريم القرشي. وشهدت ميلاد اول روائية سودانية ملكة الدار محمد. ورسمها كلوحة تعبيرية الرائع زهاء الطاهر. النساء الكردفانيات يشبهن نساء نجد طولهن الفاره وغناؤهن العذب. يضحك صديقي احمد سرالختم وهو يحكي لي بانشراح عن البان جديد والزمن الراعش. وعن النضال في بارا. حي القبة والبترول وفلسطين. وزندية والسكة الحديد. احمد يقول ان الاشياء تضمر من قلة الاستعمال. يغالطه حسن ان العكس هو الصحيح. والابيض مدينة تجدد نفسها تعج بالفتيات الجميلات وصبايا في لون الورد يتمايلن طربا مع البلوم وهو يغني تحس في صوته طيف الاسي في شحوب القمر. كردفان الغراء ام خيرا جوه وبره. قاعد في الابيض وماشفت ود اب صفية. سوق ابوجهل .وفيه كل ما لايخطر علي بال. لبن العصفور والكبريت الاحمر. العنقاء والخل الوفي. والغول وفاطمة السمحة. فطين فطومه…وقصص من الحب لاتنتهي. لايمكن الا أن تقع علي خشمك في حب الابيض من اول نظرة. رمالها علي مد البصر. دعاشها المسكر والتبلدي. والشاعر جعفر محمد عثمان. حقول السمسم والفول السوداني وذاك الوله. حددناها من جبل كردفان وحتي جبل كرباج. ومن طقت الخور والي العشر…قابلنا جداد الوادي المخطط والسمبر الاتي من اوروبا وطير الرهو. اكلنا الهالوك والدليب. واحسسنا بسعادة لاتضاهي. الابيض قلب افريقيا النابض بالجمال والمحبة وحسن العشرة وتلك الحنية. تشربها العميري غناء خالدا. وكتبها عوض مبارك. حامد بخيت . مناهل حماد.تنسم عبيرها الفنان ابراهيم موسي.وغناها خليل اسماعيل وصديق عباس. رسمها عيون كديس. ورمت الشبال ام بلينا السنوسي. قرانا طه حسين والعقاد. قرامشي وادونيس من مكتبة المعارف. التقينا الروائي الزين بانقا وشاعرنا القامة محمد المكي ابراهيم. والموسوعة الثقافية محمد عثمان الحلاج. مكتبة المعارف استقي منها الجميع ثقافتهم
.الاذاعي عوض محمداني صوت الابيض عبر الاثير ذاكرتها الوجدانية التي لاتنسي. رابطة كردفان الادبية. جريدة كردفان. نادي السينما. وشباب نادي القصة السوداني. علي بساط حب رومانسي حقيقي سرنا.تتابع اعيننا سماء مفتوحة يملاؤها سرب من الطيور الانيسة. حسن بركيه في غمرة البهجة التي اطلقها غناء عبدالرحمن عبدالله في مناخات الليل الساحر. ينعطف في ذاته يحنو لصحبة عذبة وحنينه. دخلنا سينما عروس الرمال شاهدنا فلم زد. عرجنا علي جروبي .تحس بالضوء المنهمر يبلل رطوبة الرمل المنهار تحت الارجل. نهلة تتلاشي في مسرات الحكي تفيض بالشجن داخل غلاف الزمن المقمر قصص متشحةبتلال كردفان ونفحات اسماعيل الولي. وبركات الفتي المهدي الامام. يأخذك الجذب بعيدا. وانت تراقب ثورا يندفع محموما نحو بقرة تخور كأنما تناجيه استعدادا للنشوق. ام بلينا تغني تنهض من استلقاؤها بوجه مضرج بالشوق وملفوح بالود تراهن علي وفرة موسم الحصاد في الدرت حيث تكثر الزيجات المباركات. الحياة مثل هذا الرمل خذها قبل أن تجلس ككهل علي إطلالها تبكي. الليل المفعم بالمسرات والوجع. وأصوات تتماوج ومع هسيس الريح. الابيض تنغمس في ليلها السري والغامض والمضاء. طيور الرهو والعصافير في غابة السنط. السمبر يطير نشوانا.والشباب يسبحون في البركة. صراصير تصرصر. نعيق الضفادع. ام بانقيقا. الستيب. الدردقو اللالوب والنبق. السعد ينمو علي اطراف البركة. ايام في الابيض تروح فيها التعاسة. هبت الريح الرخاء. رطوبة الليل تجعل الاجساد ترتعش. فوقنا كانت النجوم تومض. تنتفض الاحلام. الانثي. السفر. المسرات الهاجعة والاشواق التي لايكدرها الزمن. والابيض يقظة وحالمة في ازمنتها السعيدة تعرف كيف تكرم محبيها. عندما تكون بعيدا عنها تحلم بها في لياليك الشتائية الطويلة. مدينة معتقة تمتليء بالتوق وانت فيها تغرقك فيوضاتها وهي كالام الرؤوم لاتمل حضنها ابدا.