الأعمدة

من الاخر وللمرة الاخيرة

وبص حلتنا في منتصف ثمانينات القرن الماضي يتوقف قبالة بوابة مستشفي سوبا والتي كان يربطها بشارع مدني شارع اسفلت حتي بوابتها وقد كانت ومنذ انشائها كانت قبلة اهلنا في قري شمال وشمال غرب الجزيره،ليصعد رجل من الباب الوراني ويجلس في الكنبه الورانيه للبص وهى مخصصه للرجال تسع لست مقاعد وتقابلها الكنبه القداميه وتسع لست نساء وهي مخصصه لهن،وعند صعود الرجل من الباب الوراني لمحته امراه كبيره تجلس في الكنبه الاماميه ومن حلتنا،خاطبته بصوت عالي (اافلان خبارك الليله جيت المستشفي) فقال لها والله جيت لفلان ودفلان راقد في المستشفي فقالت له (عنده شنو ياكافي البلاء) قال ليها عملوا ليه عملية بواسير فقالت له عملها وين؟ وهي تقصد مكان العمليه في الجسم،في هذه اللحظه كل البص التفت ناحية الرجل للاجابه علي السؤال الاصعب في حياته وخاصة ان كل الناس يعرفون مكان العمليه الا هذه المراه المسكينه،ولكن الرجل كان سريع البديهه حينما اجابها مستغلا جهلها فقال لها عمل العمليه في عيونه،لينفجر كل ركاب البص ويدخلوا في نوبة ضحك هستيريه لم يتوقفوا منها الا بعد وصولهم للحله اوهكذا كما حكاها لي صديقي عوض علي كشاهد عيان.
الذين يتسيدون المشهد السياسي الان هم اشبه تماما بركاب بص حلتنا هذا،بحيث ان الشعب السوداني يمثله (ركاب البص) وهم اغلبيه تقدر بنسبة 96 في المأئه اما كل الكيانات التي تقف ضد الثوره لمصالحها الخاصه جدا وتماهيها مع الفلول تمثلهم هنا هذه( المراه المسكينه) بنسبة واحد في المأئه اما المكون العسكرى وكل من تعاطف معهم يقدروا بنحو واحد في المأئه يمثله هنا هذا الرجل الذى زار المريض والذي اوقعه حظه العاثر في هذه (المرأه البريئه) اما فولكر والسعوديه والامارات ودول الترويكا وممثلي الاتحاد الافريقي وامريكا واعوانهم يقدرون بنسبة واحد في المائه يمثلهم هنا (سواق البص) ومساعدوه الذين يركبون في كابينة القياده.
قصدت من هذه المقدمه وترتيبها بهذا الشكل لانفذ لمبادرتى لحل مشكلة السودان وهي مشكله بسيطه جا بحيث انها يمكن حلها في يوم واحد وقد اسميت مبادرتي( بام المبادرات)او (المبادره الجد جد)لانها تتناول الحل من منطقه حساسه جدا مثل مكان العمليه لا احد يجرؤ علي ذكره بشئ من التفصيل.
مبادرتي بنيتها علي رغبة الشارع السوداني واصراره علي تحقيق مطالبه والتي وبحسب وجهة نظرى كمواطن تضرر جدا من هذ الكابوس الذي جثم علي صدر هذا الشعب لاكثر من ستين عاما حينما استلم الوطنيون من عسكر او مدنيين هذا البلد من المستعمر وكان مثل صحن الصيني لافيه شق ولا طق كما ذكر ابوالاستقلال اسماعيل الازهرى،بدلا من المحافظه عليه تكالب ابناء الوطن لهدم وطنهم وسحق مواطنه.
الحل يكمن في اننتخلص من محمولات السودان القديم من نظم حكم وتسليم الحكم للشباب دون الاربعين عاما وهذا لن يتاتي الا بان يتقدم جميع من يتسيدون المشهد السياسي الان سواء ان مكون عسكرى او احزاب او خبراء استراتيجين او جماعات وادارات او حركات الي تقديم استقالاتهم والانسحاب تماما من الحياه السياسيه ويمثلهم في ركاب البص (الرجل الذي زار المريض) فهو يعلم مكان العمليه واس المشكله ولكنه يشير لحل مستحيل وبعيد كل البعد من المشكله وهو اشبه باشارة الرجل للمراه بمكان عملية البواسير واقناعها انها في العين،فالبرهان يطلب المستحيل بتوافق كل القوى السياسيه واجراء انتخابات دون التعرض لمصيرهم هم او مهام واختصاصات المجلس العسكرى الاعلي وهي كلها مرفوضه من كل الشعب السوداني ماعدا القليل من الاشخاص الذين يقفون ضد الثوره وهم معلومون بالضروره الذين تمثلهم هنا( المراه البريئه ) التي لاتعرف مالات جهلها باس المشكله ومايمكن ان ينتج من الموافقه علي حل متوهم لن يحل اي مشكله،ويبقي الشعب الثائر الذي يمثل الثوره ويمثلهم هنا ركاب البص وهم ايضا يعرفون مكان العمليه واس المشكله لذلك التفتوا جميعهم للرجل ليسمعوا رده الصريح والواضح والمتمثل بتقديم استقالاتهم والاعتذار للشعب السوداني نيابة عن مؤسساتهم واحزابهم لانقلاباتها الكثيره التي اودت بالمواطن والوطن في نفق مظلم جدا،وعلي كل رؤساء الاحزاب تقديم استقالاتهم من احزابهم وتجميد نشاطها والاعتذار للشعب السوداني فردا فردا لما ارتكبوه من اخطاء بحق الوطن والمواطن واسترداد كل ما استولوا عليه من امتيازات،وايضا يجب علي كل قادة الحركات المسلحه مراجعة اتفاقية السلام التي لم تات بالسلام او توقف الحرب بل بالعكس اتسعت رقعة الحرب والنازحين ولم يستطيع اي مسؤول من بناء قطية قش لاسرة من اللاجئين والنازحين او نسمع اي محاكمه لمجرمي ابادة اهل دارفور،فلول النظام القديم يجب ان يحاسبوا علي كل جرائمهم التي ارتكبوها.
بعد هذه الاجراءات يقوم الشباب بتكوين احزاب جديده لنج من الشباب وفق معاييروقوانين جديده لتكوين الاحزاب وان تكون محددة العدد وتشكيل حكومتهم بحيث لايتعدي سن رئيس الوزراء سن خمسه واربعين عاما وان لايتعدي عمر الوزراء سن الاربعين عاما باي حال من الاحوال،هذه الحكومه منوط بها تكوين المجلس التشريعي من الشباب فقط يمثلون كل السودان وبتزكية من شباب المنطقه التي يمثلها واكمال كل هياكل الحكم من الشباب وان يسن قانون جديد بتكوين احزاب جديده لنج كلها من الشباب وان لايزيد عمر رئيس الحزب عن اربعين عاما لاغير وان يمنع تكوين اي مليشيات او حركات مسلحه تتحدث باسم اي منطقه او اقليم او قبيله وان يحتكم الجميع لدولة القانون ،علي ان يتم فتح الباب لكل شباب السودان في التقدم للانضمام لجيش السودان طوال خمسه اعوام في جميع الوحدات العسكريه من جيش وشرطه وامن واستخبارات ليقوموا بمهمة تطوير القوات المسلحه وان يتم مراجعة قانون قوات الشعب المسلحه وادخال فقره رئيسيه فيه بان يمنع منعا باتا قيام اي انقلابات مستقبلا ويحكم بالاعدام كل من يقوم بذلك وان تكون الشرطه هي المسؤوله عن الحكومات المنتخبه مع التقيد بسن المرشحين والناخبين من الشباب فقط والمستقلين تماما عن اي توجه او حزب او جماعه،وان يتم عملية احلال وابدال في الخدمه المدنيه بنسبة مأئه في المأئه وتسليمها للشباب.
بما ان الدين الاسلامي والمجتمع السوداني تعرض لاكبر هزه دينيه واجتماعيه عنيفه اودت بكل ماهو جميل،عليه يجب ان يصدر قانون واضح يمنع فيه الزج بالطرق الصوفيه والادارات الاهليه في العمل السياسي وان ينحصر نشاطها في نشر الدعوه وفض النزاعات وان يعهد ادارة الادارات الاهليه للقبائل للشباب فقط.
هذا هو باختصار حل مشكلة السودان،اتمني ان لايهرب الناس من هذا الحل واللجوء للمبادرات التي لن يقبلها اي شخص وهي اي المبادرات ستكون اشبه باغنية السيره التي سيرددها ركاب البص وهم الشعب السوداني لشحذ همم سواق البص ومعاونيه وهم فولكر وجماعته حيث يرددوا (فولكرنا زينه وحالف مايدلينا) حينما ياتون في مقاطعات ومحطات باشدار ومحطة سبعه والمؤسسه شارع عبدالعظيم والستين وسراج حيث ينتظرهم (اصحاب البص) وهم الثوار والملاك الحقيقيين للثوره حيث يمنون انفسهم بتوقف بصهم عن الدوران لاجراء الصيانه اللازمه ليكون البص مؤهلا للف جميع انحاء السودان مبشرا بشعارات الثوره، ففي حال عدم حدوث ذلك فان فولكر وجماعته سيكونون في قمة الانبساط باللف في الشوارع حتي نفاد وقود اللورى ونفاد موارد ركاب البص من نقود وخلافه واطالة امد بقائهم وصرف مستحقاتهم،تكون النتيجه الحتميه لهذا الدواران في هذه الدائره المفرغه هي افلاس الشعب والدوله مما سيفضي الي جنوح البص بكل ركابه الي هاويه سحيقه لايسلم منها احد.
محمد حسين كسلا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى