تعدد الجيوش.. وتقاطع الخطوط.. وضياع الاوطان
حينما تظاهر المصريين ضد الرئيس المصرى محمد حسني مبارك والذي كان خطا احمرا لكل مصر خاطب وزير دفاعه المشير محمد حسين طنطاوي ارجو حسمهم والتصدي لهم فرفض طنطاوى ولم يستبن نصح قائده في حينه،فقال له ستندم،وبعد تشكيل اول حكومه منتخبه كان اول قرار هو احالة طنطاوى وسبعين من كبار الضباط ،وبما ان جيش مصر هو قبيلة كل المصريين وابوالخطوط الحمراء تم تفويضه وتم حسم الامر لصالح الجيش، ونتج عنه مالم تسمع به اذن او تره عين او يتخيله عقل بعد ان ثار جماعة مرسي واعتبروه خطهم الاحمر وجات سليمه ونجت مصر من كارثه سببها الاساسي الخطوط الحمراء،.
وفي ليبيا كانت قبيلة القذاذفه تري في ابنها القذافي خط احمر ساعدها جيش او حرس قوامه من الفتيات القويات بالاضافه لجيشه من الرجال والعتاد الذي ابتلعته الارض،بالرغم من ذلك حاصره الشعب في مقره وكان وحيدا فالتفت الي محاصريه وسالهم من انتم؟وكانت الاجابه ان تم جره في الشوارع ليتقاذفه صبيه وردموه بالطوب حتي مات وضاعت ليبيا وكل ذلك بسبب الخطوط الحمراء.
وفي تونس كان بن علي ايضا خطا احمر وتعليماته واجبة التنفيذ فقامت الضابطه ليلي باهانة البوعزيزي والذي ثار لقبيلته في اهانته بان احرق نفسه لتثور قبيلته وابناء بلده باعتباره خطا احمرا ليشتعل الوطن بفعل الخطوط الحمراء، وفي سوريا تعددت الجيوش بين القبائل وكانت كل قبيله تأتمر بزعيمها وهو خطها الاحمر فضاعت سوريا بفعل الخطوط الحمراء .
وفي العراق كان صدامها خطها الاحمر فكانت نهايته الماسويه وضياع بلده بسبب الخطوط الحمراء.
وفي لبنان ايضا تعددت الجيوش بتعدد القبائل وكل زعيم قبلي هو خط احمر فكانت النتيجه ضياع لبنان بسبب الخطوط الحمراء.
والسودان ليس بمعزل عما يحيط به،فظهرت نغمة الخط الاحمر والتي كانت كما في كل الدول التي ظهرت فيها ، سببها هو تعدد الجيوش والمليشيات، وحتي لاتتكرر مأسي البلاد التي ذكرتها في السودان بسبب تعدد الجيوش يجب علي الجميع ان يقفوا وقفة رجل واحد في تدارك الوطن وخاصة انها لسه ملحوقه،وكلنا يعلم ماتعرضت له القوات المسلحه خلال فترة حكم الاوباش من احالات مئات الالاف من منسوبيها من الضباط والجنود الوطنيين في سابقه خطيره جدا وتكوين المليشيات القبليه وتسليحها بكامل العتاد، وهو امر خطير يجب ان يتداركه العسكريين لان عملية الاصلاح هي عمليه فنيه وعسكريه بحته تخضع لمعايير واجراءات صارمه معلومه بالضروره لكل عسكري،لذلك يجب التخلص من كل هذه الحموله بما يرونه مناسبا بالاتفاق مع قادة تلك الجيوش والوصول لصيغه تؤمن البلد والمواطن.
الرهان علي مثالية الشعب السوداني بانه لم ينجر الي الفوضي التي ضربت البلاد المجاوره هو تقدير خاطئ مبني علي واقع قديم،لان كل البلاد التي حدثت فيها الفوضي كان يمكنها السيطره علي الموقف وخاصه ان حدودها مفصوله ومقدور عليها لقلة المنافذ مع دول الجوار.
ولكن السودان يختلف تماما لان حدوده مفتوحه علي اكثر من تسعه دول وهو اشبه بصحن الفته المفتوح من كل الجوانب وتداخل القبائل والتي تمثل كل قبيله فيه خطا احمر لنفس القبيله في البلد الاخر،هذا من ناحيه،ومن ناحيه اخري-ظهور تشكيلات مسلحه وجماعات متفلته وقيامها بجرائم سفك وقتل ونهب وسلب المواطن،تجعل كل انسان يفكر في امتلاك سلاح وجعل نفسه واسرته خطا احمر دونه المهج والارواح باخذ حقه بيده في ظل غياب الامن من باب موت موت حياه حياه،باعتبار انه ان لم يبادر بحماية نفسه سيقتل لامحاله،وهنا مكمن الخطوره.
انا هنا كمواطن لايهمني ان يختلف او يتفق الناس حول اي حل او مبادره لان اغلب المتحاورين ان لم يكن كلهم لايمثلون لي او لغيري بانه خط احمر،بل اغلبهم ان لم يكن كلهم يقعون في منطقه رماديه كئيبه نتج عنها انعدام الامن، بقدر مايهمني ان يكون هناك جيش مهني واحد،بلون ابيض واحد وخط واحد لشعب واحد،واعادة الصوره النمطيه للجندي السوداني كما حفظها عقلنا الجمعي منذ قوة دفاع السودان باعتباره كان ومازلنا نأمل بان يكون خطا احمر كما كان.
رحم الله صديقي العزير مقدم امن معاش الاخ عادل عوض عمر الذي رحل امس الاول بمصر،سنفتقدك في مناسباتنا افراحنا واتراحنا،كان مجرد حضورك بيننا يبعث بالامن الذي طالما افتقدناه،كما اتولدنا بمنطقه واحده وابناء منطقه واحده اتمني ان تجمعنا بك جنه واحده.
محمد حسين كسلا