الأعمدة

رؤى متجددة : أبشر رفاي / في جولة إعادتها أكثر من فائز في الإنتخابات التركية وسقوط واحد ؟

????وجدت قراءة الرؤى المتجددة السودانية قبيل جولة إعادة الأنتخابات التركية والتي جاءت بعنوان (طرفها أردوغان وكيلتشدار الأتراك وصرعة مطرق الديمقراطية بنقعة تركيا العاقر ) والتي استخدمنا من خلالها بالقراءة والتحليل ادوات الثقافة الرياضية بالتحديد رياضة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى وكذلك ثقافة المصارعة السودانية وجدت تلك القراءة إشادات واسعة بالداخل وحيث الخارج وذلك لما تفضلت به من قراءة وتحليلات فكرية سياسية إستراتيجية متقدمة شكلت سبقا سياسيا ، حول النتائج التي إنتهت إليها الإنتخابات التركية فوز الرئيس رجب طيب أردوغان حقائق وأرقام وسقوط منافسه كمال كليتشدار أوغلو بنفس التوصيف السياسي حقائق وأرقام ..ونحن نتابع فعاليات الإنتخابات التركية أحاطت بنا هالة من الفرح الشديد وفي ذات الوقت حالة من الحزن العميق ونحن نرى بأم أعيننا كيف تدير الشعوب من حولنا قضاياها وتخطوا بخطى ثابتة نحو التطور والإزدهار والمجد وذلك بتوظيف نعمة العقول والطاقة الحرة البديلة للإرادة البشرية المتجددة ، فضلا عن فن تنسيق الجهود وتكاملها بدلا عن تبديدها وبعثرتها فيما لا طائل منه . وفي الوقت الذي يتحاور فيه الشعب التركي على سبيل المثال حول قضاياه الشائكة عن طريق أرقى أنماط الديمقراطيات وعقلنة الحلول والتي افلحت في تحقيق ربط عالى من صور الإنتاج والإنتاجية السياسية فوز مستحق حاملا في حناياه أكثر من فائز في الواقع والوقائع والموقع وبالمقارنة والمقاربة نحن لا زلنا في السودان بعد مايزيد عن ٦٧ عاما من عمر الإستقلال نتحارب وندير شئوننا بالبندقية والقتال والحروب العبثية كالتي نعيشها اليوم وما أن أخضعتها إلى مصدرها ودوافعها الأساسية ستجدها بالفعل عبثية بالمرة .
نعم وكما أشرنا هناك أكثر من فائز في الإنتخابات التركية وهذا ما أشار إليه الرئيس التركي المنتخب في خطابه أمام مناصيريه عشية إعلان نتيجة الفوز بشرفة القصر الرئاسي بأنقرة العاصمة . والفائزون على التوالي هم الشعب التركي الشقيق ويليه التجربة الديمقراطية التركية عالية الجودة بكافة عناصرها ومقوماتها فكرا ومفاهيما وسياسات وتنظيم وتحالفات وتنافس شفاف شريف وممارسة بالمقارنة والمقاربة مع الآخرين نال شرفها عن جدارة اللجنة العليا للأنتخابات بقيادة رئيسها السيد أحمد ينار ، الذي أدار العملية الإنتخابية بمهنية وشفافية وحيادية وطنية عالية من أجل أن تبقى تركيا والشعب التركي في صدارة قائمة هذه المناسبة على مستوي التجربة بدول العالم . ثالثا الرئيس رجب طيب أردوغان وتحالف قوى الجمهور بقيادة حزبه حزب العدالة والتنمية ، ويا سلام على المرشح الرئاسي السابق الشاب سنان اوغان الذي دخل الإنتخابات في جولتها الأولى بخط وخطة تكتيكية قادت المشهد الإنتخابي برمته إلى جولة الإعادة والتي منحته هى الاخرى وضعية بيضة القبان في جولة الإعادة والتي قرر بموجبها الإنحياز لمعسكر تحالف الجمهور واضعا وبشكل ذكي النقاط فوق الحروف وتشكيلها كذلك فصارت كلمة النصر المؤزر الذي مكنه من الظهور ضمن فريق الصورة التذكارية للفائزين عند عشية إعلان الفوز والطريف في الأمر ونحن نستخدم ثقافة الوسط الشعبى هناك فرق في المعاني والدلالات بين بيضة القبان في الشام وبيضة أم كتيتي في السودان الأولى مرتبطة بالتفاؤل والثانية بالفشل الشديد فكونك تكون في وضعية بيضة القبان فحظك حظ بنت السلطان الكل يرغب الإقتران بها أما بيضة ام كتيتي عكس ذلك تمام حيث تقول الأسطورة الشعبية إذا وجدتها وأخذتها قتلت أمك وفي حال تركها قتلت أبوك . وعن تجربة النظام الرئاسي الذي جرت على أساسه الإنتخابات التركية بديلا للنظام البرلماني السابق ، في تقديرنا أن العالم على رغم من كثرة وتنوع تجارب أنظمة الحكم السياسي مقارنة بإنظمة الحكم الإداري للأسف الشديد لم تستقر الشعوب والدول والأنظمة بعد على نظام حكم سياسي معياري محدد يمكن أن تقاس على أساسه هذا النمط من أنماط الخلافة في الأرض وتصريف شئون البشر في اخطر المحطات حساسية ( العملية السياسية ) فصار لكل شعب نظامه وقناعاته وخياراته ، مثل الأمبراطوريات ، والملكية المطلقة ، والملكية الدستورية ، نظام الحكم البرلماني المطلق جمعية تأسيسة مجلس سيادة وحكومة والسلطات وفصل السلطات ، والنظام الرئاسي المختلط رئيس جمهورية منتخب يقوم بتعيين رئيسا للوزراء ثم برلمان تعددي منتخب ، ثم النظام الرئاسي على الطريقة الأمريكية رئيس منتخب ومجلسين للنواب والشيوخ منتخبين ، ونظام ولاية الفقيه في إيران وغيرها من أنماط نظام الحكم السياسي . فقضية نظامي الحكم السياسي والإداري على مستوى تجارب الدول ماهية وهوية وهوى لا زالت وستظل إلى يوم النشور محلك سر وهي من قضايا الخلاف البشري الجوهرية والتي مصدرها البنيوي طبيعة التجربة البشرية برمتها والتي تشكلت عمليا بين مفهومي الخلافة الطبيعية والخلافة الراشدة وأدوات وآليات كل واحد منهما في تصريف شئون الحياة وبعدها الكوني الأوسع . أما بخصوص النظام السياسي الرئاسي التركي في الواقع والموقع والوقائع هو نظام رئاسي سياسي مختلط منتخب تتكون بنيته الدستورية من رئيس منتخب ونواب منتخبون من مصدر إنتخابي واحد الناخب التركي وهو ليس نظاما رئاسيا مطلقا بمعنى دولة دون مؤسسات وفصل للسلطات كالمؤسسة التشريعية مثلا . من الميزات والمميزات الأساسية للنظام السياسي الرئاسي النيابي المختلط المنتخب ، وهنا ينبغي لنا أن نفرق بينه وبين النظام البرلماني المنتخب ( نظام الجمعية التأسيسة ومجلس السيادة ) من مميزاته الأساسية القدرة على تحقيق الوحدة الوطنية الموضوعية عن طريق الفرص المتكاملة لوحدة الجهود وتكاملها ومن ثم تصويبها نحو الأهداف العليا للدولة والمجتمع بجانب ضمان تماسك عناصر الجبهة الدخلية فضلا عن انه يتمتع بقدر واسع من تجانس الأفكار والسياسيات والبرامج وهي النقطة الأهم لضمان تفاعل وتناغم السلطات بمختلف انواعها ومستوياتها ، ومن نقاط ضعفه مدى قدرة وأيمان التركيبة السياسية الحزبية وهنا نعنى البنية التحتية السياسية للمشروع أيمانها بالشوري والديمقراطية والعدالة الداخلية سياسية وتنظيمية رأسية وافقية داخل المنظومة الحزبية وإئتلافاتها فكم من نظام رئاسي نيابي دستوري مختلط على شاكلة التجربة التركية يؤمن بالديمقرطية التنافسية العامة ولكنه للأسف الشديد لا توجد داخل منظومته أي عدالة سياسية وتنظيمية ، في الغالب الاعم تجد ثمة دوائر وشخوص يجلسون في المنطقة الرمادية للبنية السياسية والتظيمية و الإجتماعية تقوم بعمليات السيطرة والتحكم عن قرب وعن بعد ليجد الجميع أنفسهم في حالة الوعي التطريبي واللا وعي الإضطرابي يمارسون واحدة من أنواع الحقوق الفكرية السياسية الهامشية المجاورة دور الكورس والإخراج السياسي في إطار الرؤية الكلية والبناء المؤسسي لتجارب أنظمة الحكم السياسي على نطاق تاريخ التجربة البشرية وليس مجرد تجربة محددة ، ومن حسن الطالع حول هذه النقطة والتي تمثل اخطر حلقة في تجربة أنظمة الحكم السياسي على مستوى تجارب الفكر الرسالي والإنساني والمختلط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصل إلى موقعه الحالي عبر عملية التدرج السياسي والتنظيمي الحزبي الداخلي الطبيعي فضلا عن قوة الدفع الكاريزمي وهي هبة من الله عجنتها التجارب والخبرة التراكمية للرئيس أردوغان وفوق كل ذلك قوة الدفع الرباعي للشعب والمجتمع التركي القائد قائدا بمعني الكلمة وعي وإرث حضاري متجذر وأنساني طليعي متقدم له القدرة وكامل البصر والبصيرة للتعاطى مع التحديات والمهددات وفرص التقدم والنجاح فلذلك قلنا ونقول بالفم المليان بأن الفائز الأول في الأنتخابات التركية هو الشعب التركي القائد ولولاه لسقطت التجربة الديمقراطية وتجربة نظام الحكم الرئاسي وأردوغان وتحالف الجمهور لأن اللعب الأساسي والخطر والقذر جدا كان في مسرح القاعدة الجماهيرية والإنتخابية العريضة ومنها ظاهرة الاستثمار السياسي في القضاء والقدر في مناطق الزلزال ومناطق أخرى إستهدفها خطاب المعارضة بطريقة تحريضية ولكنها كانت محصنة إيمانيا وبوعي سياسي متقدم ردت من خلاله بضاعة المعارضة إلى حيث التخزين والصناعة ..
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفوزه المستحق قظ خطى خطى ثابتة نحو الزعامة الأممية والشعوبية والقطبية بعد ان تخطى مرحلة الرئاسات وغيرها من الأطر القطرية والأقليمية وحتى الذين يسعون لتحجيم دور أردوغان في وضعه الداخلي او في حدود البعد الأقليمي ومقابل التمديد لآخرين دون أردوغان وتركيا وإرثها التاريخي نؤكد بأن أردوغان قد صار زعيما ابى من أبى وشاء من شاء زعيم على صعيد الكاريزما والقدرات الشخصية فطرية فكرية ومكتسبة ، أردوغان يمتلك مشروع حضاري إنساني معتدل يتخذ من الوسطية دون أفراط او تفريض طوق نجاة للبشرية ومصدرا لسعادتها من خلال تناغم وتعزيز ميزان مدفوعات الأداء البشري الروحي والمادي ، أردوغان له القدرة والخبرة الكافية للتعامل مع المكرين السياسي الداخلي الخبيث والخارجي الأشد خباثة ، في ختام القراءة نحي الرئيس أردوغان على أعلان العفو والتسامح السياسي والإجتماعي العام والذي بموجبه يكون قد كنس كل ماعلق بالقلوب والنفوس والضماير إبان الحملات الإنتخابية فاتحا صفحة جديدة من خلالها يسطر الأتراك وبخط سلطاني جميل مستقبل تركيا والذين يتخذون منها مثالا يحتذى ، أما الساقط الوحيد في الإنتخابات التركية في هذه الحالة ليست المعارضة بقيادة كمال كيلتشدار أوغلو لا بالعكس المعارضة بالرؤية الأستراتيجية ومن خلال الناتج الكلي للعملية الديمقراطية التركية هي ضمن منظومة النجاح الساقط الوحيد هنا هم عتاة الفجور في الخصومة ضد رمزية أردوغان ومشروعه السياسي الرائد وثقافة الشعب التركي القائد .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى