الأعمدة

مناظير زهير السراج .. اقتربت الساعة وانشق القمر !

* خرج الملايين الى الشوارع أمس واثبتوا للعالم ان الجنرالات الفاشلين لن يكونوا ابدا حكاما فى السودان وان مصيرهم الى مزبلة التاريخ وغياهب السجون فى وقت قريب، اقرب مما يتصورون، ولو اعتقدوا ان الآلة العسكرية التى يستندون عليها ستنصرهم على هذا الشعب المغوار صانع الثورات ومعلم الشعوب فهم واهمون لا يخدعون الا انفسهم بغبائهم وعدم إدراكهم حتى هذه اللحظة انهم مجرد مغامرين لن يلبثوا ان يُرغَموا بعزيمة الشعب الجبار على مغادرة المشهد منكسى الرؤوس، تطاردهم لعنات الكبار والصغار وغضب الله.

* يا لبؤسهم وهوانهم، والله لو كان لديهم ذرة من حياء لما بقوا لحظة واحدة فى الحكم وهم يرون الاطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم يغلقون عليهم الشوارع ويملؤون الميادين والفضاءات ويحبسونهم فى بيوتهم التى تحولت الى سجون، ليتذوقوا طعم السجون قبل دخولها، وحتما سيدخلونها على يد الشعب البطل ونسائه ورجاله وفتياته وشبابه وكهوله وأجياله القادمة، يد لا تحمل السلاح ولا البنادق ولا البمبان ولا السواطير ولا العصى كأياديهم الاثمة التى تقطر دما، وانما تحمل الامل الذى لا يتراجع ولا ينقص ولا ينتكس باقتراب الانتصار وانبلاج فجر الحرية والخلاص والدولة المدنية الديمقراطية !

* لا يمكن لمقال أو آلاف المقالات والكتب وصف المواكب الهادرة التي خرجت أمس، للاعلان عن رفضها المطلق للانقلاب العسكري وهى تهتف بسقوط الانقلابيين والفلول وتدعو للدولة المدنية الكاملة، رغم آلة القمع المفرط والقتل التي إستخدمها الانقلابيون طيلة السنة الماضية مما أدى لارتقاء مائة وثمانية عشر شهيدا واصابة الآلاف واعتقال المئات من بينهم عشرات الاطفال، معتقدين بذلك انهم يخيفون الشعب ويجعلونه يحجم عن التعبير عن رأيه وموقفه البطولي، ولكن هيهات فلقد تحدى الشعب الرصاص وقنابل الغاز والعنف المفرط وقال كلمته أمام العالم أجمع، ولن يسكت أبداً ولن يكف عن الخروج والتظاهر حتى يسقط الانقلاب وينتزع الشعب حريته كاملة ويحكم نفسه بنفسه، قريباً إن شاء الله.

* واهم من يعتقد ان الانقلابات العسكرية والمؤامرات وكراسى السلطة ستنقذه من العقاب على جرائمه السابقة وعلى رأسها جرائم ومحارق دارفور، ومجزرة فض الاعتصام مضافاً إليها عمليات القتل المستمرة للمتظاهرين الابرياء، فالشعب لن يسكت ولن يهدأ له بال حتى يُسقط الانقلابيين، ويحاسبهم على كل الجرائم التي ارتكبوها، طال الزمن أم قصر، وإذا ظنوا أن التسوية التي يسعون إليها ستقذهم من الحساب والعقاب فهم واهمون!

* من يظن أن تلك الجرائم كانت موجهة فقط ضد الذين أرتكبت ضدهم فعليه ان يعيد نظرته الى المشهد ليرى انها كانت موجهة ضد الشعب السوداني بأكمله، بل ضد الإنسانية جمعاء، لذلك أطلقت عليها القوانين اسم (الجرائم ضد الإنسانية) حتى ولو كان الضحية شخصا واحدا فقط، كما ما نزلت بها قبل قرون طويلة الأديان والكتب السماوية ولقد جاء في القرآن الكريم: (من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً)، صدق الله العظيم.

* آلاف الوثائق والشهادات وثقت لمحارق وجرائم وأهوال دارفور، كما وثقت آلاف التسجيلات المصورة لمذبحة فض الاعتصام وقوات المجلس العسكري المنحل وهي تقتحم منطقة الاعتصام وتطلق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، وتقتل المعتصمين وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض والكرامة الإنسانية بمختلف وأحط الوسائل الإجرامية بما لا يمكن معه الإنكار أو التشكيك في الجريمة البشعة، ولا يزال التوثيق مستمرا لجرائمهم ودمويتهم وقتلهم للمتظاهرين السلميين حتى اليوم، ولو اعتقد الانقلابيون أن الانقلاب أو التسوية المزعومة ستنجيهم من العقوبة فعليهم أن يعيدوا النظر في ما يعتقدون!

* اما جريمتهم الكبرى فهى الانقلاب على ثورة الشعب بتخطيط وتحريض ومشاركة النظام البائد الفاسد والحركات العسكرية التي خانت العهد والوعد، ومؤازرة بعض الجهات الإقليمية الحاقدة على شعب السودان والتى لا تريد له خيرا وترغب في رؤيته عاجزاً فاشلاً قابعاً تحت الانظمة الشمولية الدكتاتورية التي تأخذ تعليماتها من الخارج، ولكن هيهات فالشعب الثائر لن يرتاح الا بعد ان يرى الانقلابيين قابعين داخل السجون او معلقين فوق المشانق. الثورة مستمرة ومنتصرة بعون الله وارادة الشعب البطل صانع الثورات ومعلم الشعوب!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى