الأعمدة

هل نحن شعب حاسد

لم يدر بخلدي يوما اني ساكتب في هذا الموضوع،شأني كغيرى من الكثيرين ان لم يكن كل السودانيين مازلنا نعيش في وهم اننا شعب الله المختار الذي لم يخلق الله مثلنا في الكرم والجود والنخوه والشجاعه والاصاله والصدق والامانه،رغم قناعتي ان تلك الصفات الجميله سادت بيننا لاسباب ساتتطرق لها ،ثم بادت لاسباب معلومه ساذكرها ايضا،تأتي قناعتي بان المجتمع السوداني تعرض لهزه اجتماعيه عنيفه جدا تهتك معها النسيج الاجتماعي وتاثرت فيه حركة المجتمع،مما يحتاج مننا لوقفه لتدارك الامر،ولهذا التدهور اسبابه التي ساذكرها بنهاية المقال.
صادفني اكثر من مره مذكرات خواجه عمل في السودان كمامور مركز،تحدث عن حسد السودانيين لبعضهم البعض،وذلك للتقارير التي كانت تقدم اليه بدون ان يطلبها وكلها فيها يكيد كل انسان للاخر للايقاع به في مشاكل مع السلطه الحاكمه ومما يحمد له ان الخواجه عرف هذه الصفه القبيحه ولم يتعامل كما ذكر برد الفعل مع اغلبها لانها نابعه عن حسد ،وختم ان السودانيين لن يتقدموا اطلاقا لانهم يحسدون بعضهم البعض.
ينسب ايضا لاحد الرؤساء السابقين قوله انه يحكم عشرين مليون حاسد،وفي العام 1988 الميرغني يوقع اتفاقية سلام مع قرن واتوا للخرطوم للاحتفال بالسلام وانهاء الحرب ليقف الحسد حائلا دون اتمام ذلك لرفض الاحزاب الاخري لها لانهم لم يشاركوا فيها لندخل في حرب اتت علي الاخضر واليابس وحصدت وشردت الملايين من الجانبين وكان الانفصال ثمرة الحسد.
مازال الحسد حاضرا في السياسه وياخذ شكل الغيره منذ الحكومات المنتخبه الثلاث التي كان الحسد حاضرا بقطع الطريق امامها بافشالها والتامر عليها بالانقلابات بالاضافه لانقلاب نميرى وهو الاخر بني علي الحسد وقبله فترة عبود التي شهدت اعظم الانجازات ايضا وقف الحسد حائلا دون استمرار عبود والذي حينما شاهد الجماهير خرجت في مظاهره ضده وسال منهم قيل له قالوا ماعايزنك فطلب ورقه وكتب استقالته ،وذات يوم خرج من زنك الخضار فهتف الشعب ضيعناك وضعنا وراك وحتي انقلاب عمر البشير كان قمة الحسد والحقد علي اخر حكومه منتخبه عمل فيها رئبس الوزراء الامام الصادق المهدي بدون مرتب طوال فترة حكمه فقط لاسقاطهم للكيزان في الانتخابات.وحتي الانقلاب الاخير كان الحسد حاضرا وذلك للنجاح الباهر الذي حققه رئيس وزراء حكومة الثوره د.عبدالله حمدوك لقبوله من كل الشعب وكل العالم.
كما اوضحت في صدر المقال تمتع الشعب السواني بكل الخصال الجميله التي ذكرتها مرده الي ان الله انعم علينا بحكومات العسكريه منها والمدنيه منذ الاستقال وحتي العام 1989،كانت كل هذه الحكومات نزيهه ووطنيه قادها رجال يؤمنون بالوطن والمواطن لم يسرقوا مالا او يمتلكوا العقارات سواء ان رؤساء او وزراء ولم تثبت كل المحاكم التي نصبت لمحاكمتهم اي تهمه ضدهم وخرجوا من وظائفهم انقياء لم تسجل عليهم اي مخالفه ،فكان من الطبيعي ان ينعكس ذلك علي سلوك الشعب، اما منشأ الحسد بصورته الحاليه وتبلوره لحقد وتغير انسان هذا البلد والذي بدأ بالضبط في الثلاثين من يونيو 1989 وحتي يومنا هذا لتبني قادة الانقاذ وحتي سقوطهم توطين ثقافة السرقه والنهب للمال العام والفساد بكل انواعه لتختفي الطبقه الوسطي تماما لينقسم الشعب لطبقتين ،طبقه تملك كل شئ كطبقه طفيليه فاسده ولغت في المال الحرام وطبقه اخرى معدمه لاتملك اي شئ،فكان من الطبيعي ان يسود الحقد والحسد والكراهيه والعنصريه والقبليه والانانيه وكل مايخطر علي بالك،وكل ذلك سيزول بزوال اسبابه حينما تقتلع هذه الثوره كل الفاسدين والمفسدين وتقتلع جذور الفساد بعودة الطبقه الوسطي والمرحله المتوسطه ليعود السودان متسيدا مرة اخري كامه وسط في كل شئ لتعيد للوسطيه بريقها لنخرج من مستنقع تخلف القرون الوسطي وجب المتاسلمين الذي اوقعونا فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى