الأعمدة

هل ظهور قادة الجيش للأسباب الشخصية فقط ؟

من الواضح ومن الظهور المتباعد لقادة الجيش السياديبن تحديدا و الذين ظلوا يتوارون خلف عجلة قيادة المعركة بصورة كلية وكأنهم يثبتون بذلك أنها فعلا حربهم الخاصة بامتياز التي يديرونها كتصفية حسابات ضد حليفهم الذي قلب عليهم ظهر المجن على حين غرة بعد أن شعر بمنعة ساعده وقد تضخمت عضلاته من دعم الجيش له ولكنه طمع في أن يكون هو الأول فيهم وليس الثاني ودون أن تتوفر فيه الكفاءة السياسية أو جدارة الدربة العسكرية ظنا منه أن إمتطاء ظهر السلطة الاعلى يعتمد على جمال البدلة الميري التي تعلو أكتافها الرتب الرفيعة غير المستحقة و يسندها مافي جيبه من خشخشة الذهب وورق بنكنوت النشب الذي يشتري به اذلة الرجال و يسخر له وضاعة الأقلام وناظمي الكلام !
وإذا تفهمنا أن إختفاء حميدتي الذي لا يستبعد أنه قد توسد التراب او يرقد معطوبا وأن أي من قادته الاخرين لن يجروء من بعده على مواجهة هذا الشعب بعد ان عاثت كتائبهم المارقة والمنفلتة من عقال مركزية القيادة المشتتة وعبثت دمارا و عهرا في ممتلكاته وشردته في كل المنافي والفيافي مما جعل اسم الدعامة في حد ذاته يصبح متفوقا في سوء السمعة وقذارة السيرة على عصابات النيقرز و جماعة تسعة طويلة .
ولكن ليس من المنطق أن نجد تبريرا لغياب قيادات الجيش الذين يمثلون سلطة الأمر الواقع السيادية بهذه الصورة المريبة ولا يخرج منهم هذا القائد أو ذاك إلا ليرد على إشاعة إزاحته من سدة القيادة أو ما يتناقله الإعلام الاسفيري حول وفاته اما قتيلا أو عليلا .
فيصبح ظهوره لدقائق معدودات وفي كلمات مقتضبة ليدحض فقط شأنا شخصيا يتعلق به وهو محفوف بجنود مجردين من أسلحتهم الا من بارود الحناجر ليعلو ضجيجهم وتهرجيهم من حوله وهو محصور بينهم في حيز ضيق جدا لا نعلم بالضبط موقعه من اعراب المعركة !
بل إن بعضهم سواء من العسكر او قيادات الحركات المسلحة غابوا عن المشهد منذ اندلاع الحرب وكأنهم فصوص الملح في الماء!!!
أليس تفقد حياة الناس التعيسة وظروف معيشتهم البائسة في معالم البناء و المواقع والمساكن التي باتت اثرا بعد عين و الوقوف على الموقف العام على الطبيعة سواء في العاصمة أو غيرها من المناطق الجريحة و متابعة إعادة الخدمات ولو جزئيا ..اليست هي جزء من إدارة المعركة و من صميم مسئوليات القادة إ!
وذا كانت بالفعل المعركة هي معركة الجيش الوطني كله ضد من رفعوا السلاح في وجهه ونعلم أن فيه من الرتب الرفيعة من غير أصحاب المواقع السياسية السيادية الكثر والأكفاء ويمكن وضع ثقة إدارة المعارك قيد خبرتهم بينما يتفرغ قادة الدولة للإلتحام بالشارع و موازرة الشعب في محنته وهو الذي نذر لهم غالي التأييد ونفيس المساندة بكل انماطها المعنوية والإعانة العينية رغم خصاصة الحال وسوء المآل ..وهو يفترض أن يكون في موضع ثقتهم الذي سيحميهم طالما أنهم يقودون حربا لصيانة كرامته وحماية عرضه و بسط عباءة ستره .أو كما يفترض !
أفلا يستحق منهم هذا الشعب المكلوم بصراعاتهم على هلاكه هذه الالتفاتة في غياب السلطة التنفيذية و الحراسة الشرطية و هيبة الدولة التي افرغوها من محتوى مسئولياتها على مدى عام ونصف من انقلابهم الذي توجوا سواءته بانقلاب السحر على الساحر في حرب جعلت البلاد ضائعة البوصلة في ظل خطل حكمهم الخديج وصراعات المدنيين الماحقة و تحريض الشامتين النافخين في كير الفتنة وتدخلات أصحاب الغرض الموتورين من هنا وهناك وقد انطبق حقا على بلادنا المنكوبة بعسكرها وساستها و تورطها في اوحال المحاور .
المثل القائل..
( هي في البئر ووقع عليها فيل )
بعد ان اوقدوا فيها هذه الحرائق والكل مسئؤل بمقدار ما جلب من حطب الوقودفيها ليعلوا هذا الدخان الكثيف الذي يحجب خلفه مستقبلا لا يعلم به إلا المولى الكريم الرحيم اللطيف بامتنا .
وهو من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى