الأعمدة

إغلاق الشرق ضد من ولمصلحة من !

في حوار اول الامس الخميس وعبر قناة الجزيرة مباشر سالت المذيعة حياة اليماني .. وكان احد المحاورين هو الامين داؤد ولعلها هي تفهم في معطيات الأزمة السودانية اكثر عنه بكثير ..فسألته بقولها ..نحن نتفهم انكم اغلقتم الشرق من قبل تمهيدا لإجراءات 25 اكتوبر التي أسقطت حكومة الدكتور عبد الله حمدوك ..فلمصلحة من وضد من تنوون اغلاق طريق الشرق يوم السبت القادم ..فخصمكم الحرية والتغيير المركزي ليست حاكمة الان وحليفكم المكون العسكري الذي اغلقتم من أجل إجراءاته قبلا هو من على سدة الحكم حاليا !
فتلعثم وارتبك صاحبنا وبلع رقيقه وقد جحظت عيناه .. فقال نحن لسنا ضد أحد الان ولم نكن جزءا من إجراءات البرهان تلك ..فسخرت منه المذيعة بنظرة استغراب وتجاوزته إلى ضيف اخر !
اما الناظر ترك و في مؤتمر صحفي متلفز اراد أن يبرر سبب اغلاق يوم السبت ..فطفق يهرف بكلام غريب يدل على أن كيس الرجل قد أصبح فارغا بعد أن تجول به بين كل صنوف العسكر و اخيرا رهن نفسه للكتلة الديمقراطية التي يصر من جاءوا بمسار الشرق على عدم تغيير شولة واحدة من اتفاق جوبا الذي رفضه ذات الناظر وأقام الدنيا ولم يقعدها رافضا له . وهاهو يتبع جماعة نفس اتفاق جوبا كالناقة العشواء دون تبصر .
فقد قال ترك في مؤتمره أمس أنهم يهدفون بالاغلاق الى أن يرسلوا رسالة للسائقين مستخدمي الطريق الشرقي بأن لاهل الشرق قضية ثم بدأ يبرطم بكلام غريب وغير مفهوم حتى اختطف منه علي عسكوري المايكروف ليلملم فضيحة حليفهم الذي اصبح فاقدا لبوصلة الهدف !
والحقيقة لا يوجد تفسير للقيام بإغلاق الشرق سواء كان ليوم واحد أو حتى لساعة ..غير تنفيذ مخطط الكيزان لإشعال نيران الفتن وهم الذين وجدوا أن ادواتهم القديمة امثال الناظر ترك قد ضاع لهم درب العقلانية في عشب التخبط .مع ملاحظة أن ترك نفسه لم بجروء ايام الانقاذ على إغلاق جحر واحد في الشرق لأن الفم كان مليئا بالماء !
أما إذا كان اغلاق يوم السبت قصد منه إرسال رسالة غزل ممزوج باللوم للبرهان ليقولوا له نحن هنا . . فذلك يشبه بالضبط حالة (من طلقوها ولا تريد أن تذهب لبيت ابوها )كما يقول المثل !
فيا جماعة الخير ..قضية الشرق ليست تكة لباس لا مؤاخدة يتم حلها بهذه الطريقة الساذجة والبدائية فالسودان كله مجموعة قضايا لا تنفصل عن بعضها ومحاولةعزل الأطراف عن المركز للبحث في الحلول الجزئية ليس هو المنطق السليم و لاهو الطريقة المثلى لإيجاد المخارج ..والغريب انكم ترسلون رسائلكم المشبوهة من عاصمة المركز الخرطوم مما يؤكد لكم ..أن الهروب إلى الأمام لن يزيد الأمور ألا تعقيدا سيدخلكم فيه الفلول الذين يمسكون برسن ضعفكم ليقودوكم بعماكم إلى مصير مجهول سيستعصي عليكم ايجاد درب العودة عنه ..
فخير لكم أن تتعقلوا قبل فوات الاوان …فمشاكل السودان لا تحل بشد الأطراف وتباعدها عن المركز وانما بقيام مؤتمر دستوري يحدد واجبات كل إقليم مثلما يحدد حقوقه وهذا يتطلب استقرارا نسبيا يتم الإعداد له في بقية الفترة الانتقالية المحددة المهام والتي لا يمكن لقصرها أن تبلغ بكل أقاليم السودان إلى مبتغاها ..لأن مظالم الدهور لا يمكن أن تزول في شهور !
يا هدانا وإياكم المولى الكريم ..
وهو من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى