المواكب من منظور استفتاء ميداني
الاتفاق الذي يتم تداوله في هذه الايام بين المكون العسكرى وقوي الحريه والتغيير والذي نشر في عدة مواقع اخباريه،وبعد الاطلاع عليه،من اولي ملاحظاتي عليه،وبما انه في طور التفاهممات-وهي-اي التفاهمات كمفرده جديده وفضفاضه،يفهم من سياق اطلاقها انه شئ غير ملزم ومازال قيد النظر وطرحه علي كل القوى السياسيه والتي حددوها، مع الاخذ في الاعتبار اهم قوى وهي الثوار ممثلين في لجان المقاومه الرافضه لمبدأ الحوار او الشراكه او المساومه حول اي تسويه لا تفضي للانسحاب الكامل للمكون العسكرى من الحياه السياسيه وتسليم الحكم للمدنيين وتكوين حكومه مستقلين تماما وبعيدا عن اي محاصصه حزبيه او حركات مسلحه حتي لايضيع الوقت في التقسيم والمحاصصه.
ذهب الاتفاق الي التاكيد علي مدنية راس الدوله والوزراء مقابل عدم مساءله العسكريين عن جرائم فض الاعتصام وبعد الانقلاب،وهنا بيت القصيد وفشل التسويه في مهدها وقبل عرضها علي اي جهه لانها اخلاقيا تكون مرفوضه من اغلب الشعب السوداني اصاحب الثوره الحقيقي،وهو امر لايحتاج لمناقشه او اجتماعات او تفاهمات، ولا اعتقد ان هناك من يجرؤ علي تلاوة هذا الاتفاق، ولا احد سيتحمل مسؤولية هذا البند الغريب.
بنفس الشجاعه التي ارتكبت بها جريمة فض الاعتصام وقتل الشهداء بعد الانقلاب وهم معلومون بالضروره وقبل اجراء اي تسويه يجب علي المكون العسكري تقديم جميع من اشترك وخطط ونفذ هذه الجرائم للعداله ومحاكمتهم وتنفيذ الاحكام ثم بعد ذلك الدخول في التفاهمات.
اتوقع في تفاهمات اخرى التطرق بشئ من التفصيل حول تكوين المجلس التشريعي ونسب التمثيل والحريات وتكوين المحكمه الدستوريه واستكمال كل المطلوبات لتحقيق العداله وتسليم مجرمي حرب دارفور للمحكمه الدوليه او محاكمتهم هنا بواسطتها .
هذا الاتفاق والذي هو في طور التفاهمات،معارضته لاتحتاج لتنظيم مسيرة احتجاجات لانه سيكون مرفوض من قوي الثوره الحيه وهي معلومه بالضروره وسينسحب ذلك علي المجتمع الدولي والذي لن يوافق علي عدم المحاكمه او الافلات من العقاب والمسؤوليه لانه امر غير اخلاقي ويخالف جميع دساتير المجتمع الدولي،مما ينتفي معه الحاجه لتنظيم مسيره لرفض تفاهمات هي مرفوضه مسبقا لتجاوزها لاهم اهداف الثوره،اللهم الا اذا كان لاصحاب مسيرة اليوم غرض اخر بخلاف ماهو معلن،
لكن اعتقد وفي ظل هذه الفوضي والربكه في المشهد السوداني وانسداد افق الحلول ونذر الحروب الاهليه والقبليه،ولانه لن يكون هناك متسعا من الوقت لمعرفة اراء كل الناس ليقيس عليها المتحاورين مواقفهم ويبنوا عليها القرارات الصحيحه،لماذا لانلجا للاستفتاء الميداني كما فعلت تونس،في اتاحة الفرصه لكل الشعب في المشاركه في استفتاء ميداني بالخروج للشوارع لابداء رايهم ،مثلا يحدد يوم للمعارضين للتسويه مع العسكر وخروجهم نهائيا من العمليه السياسيه بالخروج للتعبير عن رايهم وايضا تحديد يوم للموافقين علي التسويه مع المكون العسكرى ومشاركتهم في العمليه السياسيه يشارك في هذا الاستفتاء كل الشعب السوداني في كل المدن والقري،لوضع حد بيان بالعمل سيساعد كثيرا في اتخاذ القرار الصحيح وهي اضمن وسيله من الانتخابات لان التصويت هنا يكون ميداني وعلي الهواء مباشرة مع توفر كل ضمانات نجاح هذا الاستفتاء بعدم استعمال البمبان او الملاحقات والاعتقال وفتح جميع الكبارى وان تكون التجمعات بعيدا عن المناطق السياديه تحت اشراف السلطات علي ان بشارك في الاستفتاء كل السودانيين بالخارج.
اذا لم يخرخ كل الشعب السوداني ماعدا الذين اجتمعوا ووضعوا هذه البنود للتفاهمات معني ذلك ان الثوره في خطر رفضا للتفاهمات التي تقضي بمشاركة العسكر وعدم مساءلتهم،لسبب بسيط هو ان هذه دماء شباب عزل ضحوابحياتهم من اجل ثوره ضد القتل والفوضي واباحة الدماء من اجل سودان جديد يسع الجميع.
في مواكب اليوم وللشفافيه هل سيقطع النت،وهل ستقفل الكباري،هل سيتم اطلاق البمبان بكثافه،هل ستكتظ المستشفيات بالجرحي ومطاردتهم ومنعهم من الوصول للمستشفيات، هل سنشهد اعتداء علي الكوادر الطبيه،هل ستتم اعتقالات ونحتاج لضامنين،هل سيسقط شهيد برصاص قناصه او حتي نتيجة انزلاق بسبب قشرة موز يؤدي لكسر ونزيف داخلي؟ اللهم جيب العواقب سليمه.
