الأعمدة

نقاط عبور : صديق الحلو / احد عشر كوبا رواية اسامة سليمان ستحتل مكانتها المرموقة وسط فيض الروايات السودانية

صديق الحلو
احد عشر كوبا رواية ل اسامة سليمان.كل شيءٍ مرسوم بواقعية شديدة ،العيون والوانها..النيل وحورياته،بائعة الشاي.الحروبات
التي لاتنتهي.الموت علي الجبهه ،ابتسامة الحاجة الفسيحة ،ضحكتها المميزة الممزوجة برائحة البن الطازج.التشبيهات المنقاه ،مزج الحسي بالمعنوي
وذلك الالق.
رواية مهيبة ،فانتازيا كالملحمة تعززها ملكة سردية ذات سمات عميقة ومؤثرة.تتارجح
اللحظات اجاباتها
تتواري خلف ضحكاتها.
احد عشر كوبا شرب منها الاجداد ،رائحة بخور محببة.
الذين يذهبون الي الحرب يعودون مختلفين.
ادهشني اسامة سليمان.تعامله بين الحسي والمعنوي استخدامه للالوان والروائح وتلك الزهور الزاهية.
وبابتسامة من بين
شفتيها اللتين تنمو علي ضفتيهما الاعشاب النيلية قالت ستغيب طويلا…
لاسامة بصمته الخاصة وللمراة في عوالمه دور ايجابي مع كل ذلك الغموض وهوس الراوي ودخوله لعوالم متوحشة في النص.
الانسانية وتلك الغرائز واكتشاف عوالم جديدة،
هذه البلاد يمكن ان تسعنا جميعا.
لاشيء يجذبني الي هذه القرية سوي النيل ونفيسة.
اسامة سليمان شغوف بالجمال
ولكتاباته طعم المانجو الطازج.
يثير حماسك بتلك
الحيوية التي تعززها قدرة فائقة في مسك الحكي بخيط رفيع منه الادهاش وسحر السرد وتلك الواقعية السحرية.
اضحيت كاتب بالوكالة لرئيس تحرير منافق،
قال لي انت موهبة كبيرة.اكتب علي الحبلين.والصحيفة لايعرف لها توجه، بعدها نفحني مظروفا ضخما ،فهمت
ساكتب بالنيابة عنه وساقبض ثمن ارتزاقي.
لقد نزع اعجابنا بهذه الرواية فائقة
الجمال.
السر في تلك الكؤوس والاكواب.عالم اسطوري غني وزاخر يتضمن الصراع والمغامرة
وذلك الانتشاء
الانهزام.ألخير والشر والتضحية في سبيل الاخر ولعنة التحمل.
الحاجة سيدة الاسئلة.هذه المرأة التي بلا عمر
ولاتاريخ.انها حورية ابنة النيل.
انا ابنة الحرب قالت الحاجة.
والرواية تتطرق الي عالم الميديا والصحافة والاسافير في العهد البائد المعزول ومقصوديته في التركيز علي الامن وسكوت الناس خوفا طمعا ورهبة
تجار الحروب والاستفادة من استمرار حرب الجنوب.
ملحمة اسطورة هذه الرواية ان مايصلنا من الحرب سوي اطراف اللهب.
مقالاتنا في الصحيفة اضحت
مملة رتيبة ومتشابهه.
كل ذلك الفساد مصيره الكنس في ثورة ديسمبر رغم الحزن والظلام
والانزواء الانفرادي والكآبة
الا ان لابد يوما ستشرق الشمس.
الطريق الي الشهرة في الصحافة طويل
الموهوبون الحقيقيون واصحاب الواسطات هم من يستطيعون البقاء.الصورة قاتمة بما تحمله من عناصر واسامة كتب رواية فالته بجمالية متفردة
فرد مساحات كبيرة للتأمل والتفكير والتخييل
والتاويل.
للقهوة مذاق حميم عندما تشاركك امرأة جميلة احتساؤها.
لكن كانت الحاجة والازرق ورائحة الحرب يعكرون
صفاء الفنجان.
والانقاذ تهدد الوجود وتدعم
الانتهازيين ومنهم
رئيس التحرير
عوالم شيقة تقف امامها مشدوها
مليئة بالحنان والحب والعطف
والحكمة
استعمل اسامة سليمان براعته
في تحليل عهد الانقاذ من خلال
الصحافي الانتهازي بدقة متناهيه رصد ادق
التفاصيل واماط اللثام عن اعلام مهتريء ومزيف
وصحافيين مرتزقة ورجال امن وتجار كالسرطان في خلايا المجتمع
السوداني.
والانقاذ كاخطبوط جبار في السياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام والحياة اليومية
للجماهير.
رواية جسدت همومنا ونقلت معاناة الانسان
في سرد متماهي
باتع وانيق دون تململات.
قال عم عبده:
في الحرب نتزوج
كالطير ثم نطير وننثر ابناءنا كالحبوب علي اصقاع الدنيا.لقد
بذل اسامة سليمان جهدا مقدرا ومرموقا في تجديد الاخيلة وعكس رؤي جديدة فيها كثير من التنوع والاحالات المبدعة وذلك المسار الفكري الداعم للحداثة
والمتكيف مع الواقع وتحدده.
رواية مقبلة علي الحياة في دفقها
بشغف.مستنيرة
فاعلة ومتحررة
لقد اسس اسامة سليمان لمدرسة جديدة.
فجر اللغة وشيد
معاني جديدة لها
دلالات وطرائق
مضيئة ومشرقة
كشف فيها الاواصر العميقة
بين انفلات الوعي
وحرية المخيلة
وتداخل الحواس.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى