دلوكة حرامية الكسمبر والاصطدام بثوار ديسمبر
يحكي عن اندايه بنواحي الكسمبر في زمن غابر، وقد كانت مركزا للخمر بكل انواعه للكثير من القرى شرق وغرب بمحازاة النيل، وقد اشتهرت هذه الاندايه بانها كان تضرب بها الدلوكه منذ الصباح وحتي المساء وبها فنانين اشتهروا بالغناء فيها،واثناء ضرب الدلوكه تتم السرقات، يقال ان مجموعه من تجار المواشي كانوا عابرين بمواشيهم فسمعوا صوت الدلوكه التي لاتتوقف تركوا بهائمهم واندمجوا في الرقص والشبالات وعندما افاق اصحاب البهائم من سكرتهم اكتشفوا ان بهائمهم قد سرقت بواسطة حرامية دلوكة الكسمبر لذلك صارت مضرب مثل للالهاء، وللاندايه وصايا يعرفها روادها منها، ماتنوم في الاندايه،حمارك قصاد عينك،ماتتكلم كتير،ماتوزع الكاس، ادي ضهرك الحيطه.
التاريخ يعيد نفسه مره اخرى بعد مرور قرن من الزمان، ولا احد يصدق ان هذا البلد الجميل وباهله الطيبين الذين ومازالوا يضرب بهم المثل في اي عاده جميله يمكن ان تخطر بالك ،فضلا علي ماحباه الله من نعم كثيره وموارد متنوعه كان ينظر اليه بان سيكون سلة غذاء العالم ان يصل به الحال الي ماوصل اليه في ظل حكم عرف فيه الناس وخلال ثلاثون عاما من حكم اللصوص كل انواع الموبقات والتي ترسخت كثقافه تعايش معها الناس بل اصبحت نهج حياه ومشروع.
بعد الثوره واقتلاع راس هذا النظام الفاسق مازال زبانيته وازلامه يحيكون الدسائس بالهاء الشعب بملهيات اصبحت معلومه حتي قبل وقوعها مما افقدهم مصداقيتهم وفضح مخططهم،فهم يضربون دلاليكم في كل يوم منذ سقوطهم قبل اربعه اعوام وحتي كتابة هذه السطور، يوفرون كل المغريات من مال ومخدرات وعصابات وكل مايخطر علي بالك علي غرار مافعل حرامية انداية الكسمبر ،ولكن كل هذه المحاولات اصطدمت بقوة ثوار ديسمبر،وذلك لانهم وبحكم تجربتهم المريره مع الفلول وهم اصحاب الاندايه ومع جميع الكمبارس اصحاب الدفوف وضاربي الدلاليك وحارق البخور،خبرة ثلاثين عاما كانت كفيله بان لايقعوا في الفخ مره اخرى،فقط لانهم التزموا بوصايا ندماء الاندايه،بانهم لاينومون في الاندايه بل يتوزع في جميع الشوارع ،كما ان كلا منهم وضع حماره نصب عينه ويمثله هنا هدفهم الاسمي في انتصار ثورتهم، كما انهم لايتكلمون كثيرا ويعملون ليل نهار لتحقيق شعار الثوره،وبما انهم لايشربون فانهم بمنأي عن توزيع الكاس ويمثله هنا عن تصديقهم للفلول او الترويج لمخططاتهم،والوصيه الاخيره هو ان كل واحد فيهم ادي ضهره الحيطه وهي هنا جداريات الشهداء التي تحصنهم من كل تسويه او بيع دماء الي ان يلقوا رب السماء.